اقتصاد «الميمز»، كيف تحولت الصور الساخرة إلى أرباح بالمليارات في سوق الإعلانات؟
الأحد، 21 سبتمبر 2025 10:22 م

اقتصاد الميمز
ميرنا البكري
قد تستطيع صفحة "ميمز" على منصات التواصل الاجتماعي، دون أي ميزانية تحقيق 1.2 مليون إعجاب خلال نصف دقيقة، بينما قد تفشل حملة ضخمة من شركة عالمية بعد أسابيع من الإعداد، هذا سؤال يعكس التحول الثقافي الذي يحدث في عالم التسويق الرقمي، فالمستهلك لم يعد يتأثر بالإعلانات المصقولة التي تبعد عن الواقع، وأصبح يريد محتوى يشبهه ويتحدث بنفس لغته، هنا يأتي دور "الميمز"، التي أصبحت أداة اقتصادية فعالة تحرك المليارات في سوق الإعلانات.

الميمز كـ اقتصاد رقمي جديد
يُبنى التسويق التقليدي على إنفاق كبير، وإنتاج عالي الجودة، وجداول معقدة، لكن “الميمز” قلبت المعادلة، إذ إن تكلفة إنتاجها شبه صفرية وتستغرق سرعة انتشارها ثواني وليس أسابيع، كما أن تأثيرها أضعاف الحملات المدفوعة.
تقول دراسة لـ Forbes إن 60% من المستهلكين عندهم ميل يشتروا من علامات تجارية بتستخدم الميمز. كمان تقرير لـ eMarketer كشف إن 41% من المستهلكين الأمريكيين عايزين يشوفوا البراندات مشاركة في الترندات والميمز، وما يحدث هنا ليس مجرد تفاعل، لكن اقتصاد جديد مبني على الثقافة الرقمية، والجمهور نفسه هو الذي يكبر القيمة من خلال المشاركة والانتشار.
لماذا تنجح الميمز مع البراندات الموجهة للمستهلك مباشرة؟
العلامات التجارية التي تتعامل مباشرةً مع المستهلك، تعمل في بيئة زحمة للغاية، والمنافسة بها قاتلة، والإعلانات التقليدية غير كافية وسط كم المحتوى الذي يغرق السوشيال ميديا، ويكمن الحل في الميمز، لأن جمهورها الأساسي (جيل Z والألفية)، فبحسب دراسة YPulse، ينشر 75% من الشباب بين 13–36 عام ميمز بانتظام، و30% يفعلون ذلك بشكل يومي، وبالنسبة لهم الميم ليس مجرد صورة، لكنه لغة كاملة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، وبالتالي، حينما يتحدث البراند بنفس اللغة، تزداد فرص التفاعل، المشاركة، وحتى التحويلات (Conversion) تزداد بشكل ضخم.
مراحل استخدام الميمز في رحلة العميل
أهم ما يميزها أنها ليست للتوعية أو التفاعل فقط، لكن قد تدعم كل مراحل التسويق:-
1. التوعية (Top-of-Funnel)
تصل الميمز لجمهور واسع للغاية بأقل تكلفة، مثال نتفليكس مع فيلم Bird Box، فأصبح الإنترنت ممتلىء بـ "ميمز” لقطات الفيلم، مما أدى إلى وصوله لـ45 مليون مشاهدة في أول أسبوع.
2. الإعلانات المدفوعة
تجعل الميمز الإعلان لا يتضح أنه إعلان، حيث استخدمت Reddit ميمز في حملاتها على فيسبوك ولينكدإن، والنتيجة، زيادة 50% في معدل النقرات.
3. بناء شخصية البراند
تضيف الميمز “صوت إنساني” للعلامة التجارية، فمثلًا شركة Ryanair تقوم بالتسويق بخفة دم على معاناة السفر، مما كسبها شعبية عند الشباب.
4. التفاعل مع الأحداث
السرعة هي المفتاح، كما حدث مع شركة Oreo حينما نشرت ميم "You can still dunk in the dark" وقت انقطاع الكهرباء، ولقى المنشور الكثير من اللايكات والتعليقات في ساعات قليلة.
5. إعادة الاستخدام
ليس من الضروري ان ينتهي الميم الناجح بسرعة، فقد يُعاد تدويره في إعلانات إعادة استهداف، إيميلات، أو حتى صفحات هبوط.

أبرز التحديات والقيود الاقتصادية
رغم قوة الميمز، هناك القليل من المعوقات:-
قصر العمر:- الميم تريند يموت سريعًا، فلابد سرعة التنفيذ.
خطر التقليد:- تقليد تريند بدون إبداع قد يظهر "كمفتعل" ويضر بالبراند.
اختلاف الهوية:- ليس كل براند يستطيع استخدام ميمز بنفس الأسلوب، تحديدًا البراندات الفاخرة.
التوقعات المستقبلية لسوق “الميم”
1.من 2025 لـ 2030، تتحول الميمز لأداة أساسية في الميزانيات الإعلانية.
2.اندماج مع الذكاء الاصطناعي، تسرع أدوات الـ AI إنتاج ميمز مخصصة لجماهير مختلفة.
3.موجة جديدة من “ميمز الفيديو”، خاصةً على تيك توك ورييلز، والتي قد تأخذ مكانة الميمز التقليدية (الصور).
4.الاقتصاد الثقافي، الشركات التي تستطيع التحرك سريعًأ والدخول في ثقافة الجمهور ستكون هي الرابحة.
"الميمز" قوة اقتصادية
أثبتت الميمز أنها ليس مجرد تسلية، لكنها سلاح تسويقي فعال يستطيع تحقيق نتائج أقوى من الإعلانات التقليدية، ومن نجح في السوق الرقمي ليس أكثر براند صرف ملايين على إعلانات، لكن اللي فهم جمهوره وتكلم بلغته.
المعادلة بسيطة، فالإبداع والسرعة وفهم الجمهور ينعكس في نمو حقيقي، والشركات التي تستغل الميمز بطريقة صحيحة لا تكسر لجمود الرقمي، لكنها تفتح باب لاقتصاد جديد مبني على الثقافة الشعبية والتحولات الرقمية.
اقرأ أيضًا:
السوشيال ميديا تتحكم في مزاج الشراء لدى المستهلكين من الإعجاب للدفع الفوري

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الإغلاق الحكومي يقترب، أمريكا على حافة أزمة سياسية واقتصادية جديدة
20 سبتمبر 2025 05:16 م
الرسوم الجمركية تشعل أسعار الكاميرات، وتهدد صناعة تتجاوز الـ300 مليون دولار
19 سبتمبر 2025 08:41 م
روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية
18 سبتمبر 2025 07:31 ص
أكثر الكلمات انتشاراً