الجمعة، 19 سبتمبر 2025

12:14 ص

صفقة طيف ترددي لـ"سبيس إكس" بقيمة 17 مليار دولار.. دفعة قوية نحو الاتصالات الفضائية المباشرة

الخميس، 18 سبتمبر 2025 09:08 م

سبيس إكس

سبيس إكس

رغم بلوغه الفضاء، لم ينس إيلون ماسك الأرض، فشركة سبيس إكس التي غيرت قواعد اللعبة في عالم الإطلاق الفضائي، عادت لتطرق باب سوق الاتصالات، لكن هذه المرة عبر السماء.

استحواذ سبيس إكس على طيف ترددي من شركة إيكوستار مقابل 17 مليار دولار، لم يكن مجرد صفقة طيف، بل إعلان نوايا للسيطرة على سوق ناشئة، ألا وهو سوق الاتصالات الفضائية المباشرة إلى الأجهزة،  وهذه الخدمة، التي كانت قبل سنوات حلمًا تقنيًا، أصبحت اليوم أقرب إلى الواقع بفضل بنية سبيس إكس المتكاملة، ونجاح ستارلينك في تقديم إنترنت فضائي موثوق ومنخفض التكلفة.

إيلون ماسك وسبيس إكس

صاروخ نحو الهيمنة

ولطالما تفوقت سبيس إكس على منافسيها عبر إعادة استخدام الصواريخ، الأمر الذي خفض التكاليف بشكل جذري، ومع إطلاق آلاف الأقمار الصناعية في مدار منخفض، بات لديها شبكة فضائية لا تضاهى يشكل حجمها وسرعة توسعها، حجر الأساس في إستراتيجيتها الجديدة.

وما يجعل الوضع أكثر تفوقًا، هو التكامل الرأسي الكامل بين معدات الأرض والفضاء، من الهوائي المحمول إلى صاروخ الإطلاق، وهو ما يصعب تقليده بهذا الهيكل، في المقابل لا تبيع سبيس إكس إنترنتًا فحسب، بل تبيع منظومة كاملة بسعر لا يقوى عليه المنافسون.

فيرايزون

 

ضربة استباقية في سوق ضيقة

ومقارنة بين سوق الاتصالات الفضائية المباشرة والهواتف، فإنها سوق ما تزال في طور النشوء، بل ومن الصعب تقدير حجمها الحقيقي، حيث تتراوح ما بين 13 و33 مليار دولار بحلول 2035، لكن ما هو مؤكد أن الشركة التي ستتمكن من فرض ريادتها مبكرًا، ستجني الحصة الأكبر من الكعكة.

وحتى الآن، لا تشكل الخدمة تهديدًا مباشرًا لشركات الاتصالات الأرضية الكبرى مثل فيرايزون، تي موبايل، وAT&T، نظرًا لضعف جودة الإشارة داخل المباني ومحدودية النطاق الترددي، لكنها تمثل فرصة لتغطية المناطق النائية، وهو ما سيجعل هذه الشركات، تفكر بالتحالف بدلًا من المنافسة.

اقرأ أيضًا:-

خريطة المليارديرات.. صعود عمالقة البرمجة في قائمة أثرياء 2025 (فيديو)

شراكة لا استبدال

وخلافًا لما يخشى منه، لا يبدو أن سبيس إكس تسعى لاستبدال أبراج الاتصالات التقليدية، بل لتحسين التغطية، خاصة في المناطق خارج الشبكة، فتصريح الشركة بأن الخدمة الجديدة ستكون مكملة، يعكس وعيًا إستراتيجيًا بأنها لا تحتاج إلى معركة مباشرة مع عمالقة الاتصالات، بل تستطيع أن تقدم لهم ما يفتقرون إليه، وهو التغطية الكاملة.

والجيل الجديد من أقمار ستارلينك يأتي بأضعاف قدرات الجيل الأول، حيث سيسمح بخدمة أقرب إلى تجربة LTE الأرضية، وهو ما يسهل اندماجها في بنية شبكات الجيل الخامس، ويجعل الشراكات التقنية، أكثر منطقية من المنافسة العدائية.

 سبيس إكس

 

أثر مباشر على السوق

وردة فعل السوق على إعلان سبيس إكس كانت سريعة وحاسمة، فشركات مثل AST SpaceMobile، Iridium، وTelesat، تكبدت خسائر حادة في أسعار أسهمها، ما يعكس القلق من تراجع قدرتها على المنافسة، أما أمازون، بمشروع كويبر، فما تزال متأخرة بأشواط، رغم امتلاكها للموارد، لكن دون قدرة على الإطلاق المتكرر والمنخفض التكلفة، الذي يجعل من ملاحقة سبيس إكس أمرًا صعبًا.

فحتى أبل، التي دعمت جلوبال ستار، فإنها تواجه تحديًا في إبقاء أسعار خدمتها التنافسية، صحيح أن تنويع اللاعبين مفيد للسوق، لكن طالما بقيت سبيس إكس تملك الصاروخ والحمولة والشبكة، فإن كفة الميزان تميل بوضوح.

اقرأ أيضًا:-

«سبيس 42» تدخل سباق الإنترنت الفضائي في إفريقيا لمنافسة «ستارلينك»

دعم حكومي مرتقب

ولن تبقى الدول على أريكة المشاهدين، حيث تسعى الصين مثلًا لبناء شبكتها الخاصة مهما كلف الأمر، فيما دعمت أوروبا يوتلسات، بينما في العالم العربي، دخلت "سبيس42" الإماراتية في سباق توسع إفريقي لمنافسة ستارلينك، إلا أن الدعم الحكومي مرجح كأداة لتفادي احتكار سبيس إكس، ولضمان أمن البيانات السيادي.

صاروخ سبيس إكس 

 

نهاية مفتوحة

السؤال الأكبر لم يحسم بعد، فهل ستتحول سبيس إكس لمزود اتصالات متكامل ينافس شركات الهاتف الكبرى، أم تكتفي بدور الشريك الداعم؟ التلميحات الحالية تشير إلى الخيار الثاني، لكن المسار مفتوح لكلا الاحتمالين.

وفي خضم هذا المشهد، يبدو أن السباق نحو الفضاء لم يعد يدور حول من يصل أولًا، بل حول من يبني بنية تحتية فضائية تتكامل مع الأرض، وماسك الذي قاد ثورة في الفضاء، يبدو مستعدًا ليقود ثورة في الاتصالات أيضًا، فيما أن صفقة الطيف الترددي، تضع سبيس إكس في موقع إستراتيجي بسوق الاتصالات المباشرة إلى الأجهزة، والتكامل بين الصواريخ، والأقمار، والمعدات الأرضية، يمنح الشركة تفوقًا في الكلفة والسرعة.

النقطة المهمة هي الشراكات مع شركات الاتصالات، ستكون محور توسع الخدمة، لا استبدالها، والمنافسون تحت الضغط، والدول قد تتدخل لدعم التعددية في السوق.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم

Short Url

search