الخميس، 18 سبتمبر 2025

03:07 م

خبير تكنولوجيا: مصر لديها القدرة لتكون مركزًا إقليميًا لتدوير الأجهزة الإلكترونية

الخميس، 18 سبتمبر 2025 01:31 م

الدكتور محمد عسكر

الدكتور محمد عسكر

حوار محمد السيد

تشهد مصر في السنوات الأخيرة طفرة ملحوظة في مجال البنية التحتية الرقمية مع التوسع في شبكات الألياف الضوئية، بالتوازي مع بروز فرص جديدة في قطاع إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية الذي يُقدر حجمه بمليارات الدولارات عالميًا، هذان المساران يمثلان ركيزتين أساسيتين للتحول نحو اقتصاد رقمي وأخضر، ويطرحان في الوقت نفسه مجموعة من التحديات والفرص، وتحدث في هذا الحوار الدكتور محمد عسكر، إستشارى نظم المعلومات والأمن السيبرانى، لـ"إيجي إن"، لقراءة المشهد من زواياه المختلفة.

كيف ترون تأثير توسع شبكات الألياف الضوئية في مصر على جودة خدمات الإنترنت؟

الألياف الضوئية أحدثت نقلة نوعية في سرعة الإنترنت واستقراره مقارنة بالتقنيات التقليدية مثل DSL أو الكابلات النحاسية، وهذا التطور قلل من مشكلات التقطعات وزمن الاستجابة، ما انعكس إيجابًا على المستخدمين في مجالات التعليم عن بُعد، البث المباشر، والخدمات الرقمية.

ما الانعكاس المباشر لتطور الإنترنت على الاقتصاد الرقمي المصري؟

تحسين جودة الإنترنت يخلق بيئة أكثر ملاءمة لانتشار الحلول الرقمية، مثل التجارة الإلكترونية والخدمات الحكومية عبر الإنترنت، كما يدعم شركات البرمجيات الناشئة التي تعتمد بشكل أساسي على الاتصال المستقر والسريع.

كيف يسهم توسع الألياف الضوئية في جذب الاستثمارات التكنولوجية؟

توفر البنية التحتية المتطورة مناخًا جاذبًا للشركات العالمية والمحلية، حيث تبحث هذه الشركات عن بيئات عمل رقمية متقدمة وآمنة، والألياف الضوئية تجعل مصر منافسًا إقليميًا في استقطاب استثمارات كبرى بمجالات التكنولوجيا والابتكار.

ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الألياف الضوئية في تطوير الخدمات الحكومية الرقمية؟

الخدمات الحكومية الإلكترونية تستفيد مباشرة من السرعة والاستقرار، ما يتيح تقديم خدمات أكثر كفاءة للمواطنين، ويقلل من الوقت والتكلفة، وهذا بدوره يعزز ثقة المواطنين في مبادرات التحول الرقمي.

هل يمكن للتوسع في الألياف الضوئية أن يدعم مجالات التعليم والتدريب؟

بالتأكيد، حيث يُمكن للطلاب والمعلمين الاستفادة من منصات التعليم عن بُعد بشكل أفضل، كما يفتح المجال أمام مراكز التدريب التكنولوجي العالمية لإنشاء فروع لها في مصر لتأهيل الكفاءات الرقمية.

في ظل التوجه العالمي، ما حجم الفرصة أمام مصر في صناعة إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية؟

القطاع يُقدر عالميًا بمليارات الدولارات، ومصر تملك موقعًا استراتيجيًا يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا لإعادة التدوير يخدم أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة مع تزايد حجم النفايات الإلكترونية عالميًا.

ما العوائد الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من إعادة التدوير؟

الأجهزة الإلكترونية تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس، وإعادة تدويرها يتيح استخلاص هذه المواد وبيعها، وهو ما يوفر مصدر دخل جديد ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

هل يمكن أن يساهم القطاع في توفير فرص عمل محلية؟

نعم، فالصناعة تعتمد على عمالة كثيفة في التفكيك والفصل والمعالجة، إلى جانب الحاجة إلى خبراء وفنيين متخصصين، وهذا يمكن أن يخلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة ويساهم في خفض البطالة.

ما أبرز التحديات التي تواجه مصر في هذا القطاع؟

من أبرز التحديات غياب التشريعات الكافية لتنظيم جمع النفايات الإلكترونية، ضعف البنية التحتية المتخصصة، وارتفاع تكاليف إنشاء المصانع والمراكز المتطورة، إضافة إلى ذلك، يظل ضعف الوعي العام عقبة رئيسية.

كيف يمكن لمصر التغلب على هذه التحديات وبناء صناعة قوية؟

الحل يكمن في وضع إطار قانوني صارم، جذب استثمارات محلية وأجنبية لتأسيس مصانع حديثة، إطلاق حملات توعية للمجتمع، وتقديم حوافز حكومية للشركات الناشئة والعالمية للدخول في هذا المجال.

لماذا أصبحت صناعة الرقائق الإلكترونية محورًا لصراع اقتصادي عالمي؟

لأنها تشكل “العقل” لأي جهاز ذكي أو نظام رقمي، وتدخل في كل الصناعات من الهواتف والسيارات إلى الأقمار الصناعية والروبوتات، والسيطرة على هذه الصناعة تعني السيطرة على التكنولوجيا الحديثة والأمن القومي.

كيف انعكس الصراع بين الولايات المتحدة والصين على صناعة الرقائق؟

شهدت السنوات الأخيرة حربًا تجارية وتكنولوجية بين البلدين، تضمنت فرض قيود على تصدير التقنيات المتقدمة، ومحاولات لفرض الهيمنة على سلاسل الإمداد العالمية، كل طرف يسعى لضمان استقلاله التكنولوجي.

ما أهمية سلاسل الإمداد في هذه الصناعة؟

صناعة الرقائق تتركز في دول قليلة مثل تايوان وكوريا الجنوبية، أي اضطراب هناك، كما حدث في جائحة كورونا، يسبب أزمة عالمية ضخمة، ولهذا تتنافس القوى الكبرى على ضمان استقرار هذه السلاسل والتحكم بها.

هل للمواد الخام دور في هذا الصراع؟

بالتأكيد، فالرقائق تعتمد على عناصر نادرة مثل السيليكون والتنتالوم، والسيطرة على هذه المواد تمنح الدول نفوذًا إضافيًا، وهو ما يثير منافسة شديدة على الموارد الطبيعية عالميًا.

ما دور الرقائق في الأمن القومي والعسكري؟

الرقائق تدخل في أنظمة الأسلحة المتقدمة، الطائرات بدون طيار، وشبكات الاتصالات العسكرية، وامتلاك تكنولوجيا تصنيعها يعزز القدرات الدفاعية والهجومية للدول، وهو ما يجعلها مسألة أمن قومي قبل أن تكون اقتصادية.

كيف يمكن لدول مثل مصر أن تبدأ دخول هذه الصناعة؟

الخطوة الأولى هي الاستثمار في التعليم والبحث العلمي بمجالات الإلكترونيات والهندسة، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة، وبناء قاعدة بشرية مؤهلة، يشكل حجر الأساس للدخول في هذا المجال.

هل يمكن لمصر أن تستفيد من شراكات استراتيجية؟

نعم، فالتعاون مع شركات كبرى مثل Intel أو TSMC أو حتى شراكات مع كوريا الجنوبية وتايوان يمكن أن يفتح الباب لنقل التكنولوجيا وبناء مراكز إنتاج أو أبحاث محلية.

ما الفرص التي يتيحها الموقع الجغرافي لمصر؟

مصر تملك موقعًا فريدًا بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا في توزيع الرقائق أو استضافة مصانع مرتبطة بسلاسل الإمداد.

هل يمكن لمصر التركيز على قطاعات متخصصة بدل منافسة الكبار مباشرة؟

هذا هو الخيار الأذكى، فمصر يمكن أن تركز على إنتاج رقائق مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، أو الأجهزة الطبية، والتخصص في سوق ضيق يمنحها ميزة تنافسية.

ما المطلوب لضمان نجاح مصر في هذا القطاع؟

يتطلب الأمر رؤية وطنية طويلة الأمد، استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعليم، تشريعات محفزة للاستثمار، وشراكات دولية قوية، عندها فقط يمكن لمصر أن تجد لنفسها موطئ قدم في هذه السوق العملاقة.

اقرأ أيضًا:

خبير تكنولوجيا: المؤسسات المالية تخوض معركة رقمية ضد القراصنة

خبير تكنولوجيا: الأمن السيبراني لم يعد خياراً ثانوياً بل أصبح ضرورة ملحة

كيف إنهارت أكبر شبكة لبث المباريات المقرصنة؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search