الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

07:10 م

خبراء لـ"إيجي إن": التكنولوجيا والبرمجة مستقبل الخدمات الإليكترونية والأجيال القادمة

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 04:38 م

التحول الرقمي

التحول الرقمي

محمد السيد

يشهد المشهد المصري تحولًا جذريًا تقوده التكنولوجيا الحديثة، حيث تتسارع خطوات الدولة نحو بناء مصر الرقمية وتطوير الخدمات الحكومية عبر مشروعات الحكومة الإلكترونية، بما ينعكس مباشرة على حياة المواطنين، وتدخل التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والافتراضي إلى الفصول الدراسية لتعيد تشكيل أساليب التعليم التقليدي وتفتح آفاقًا جديدة للتفاعل مع الطلاب، بينما يبرز جيل جديد من المبرمجين الشباب الذين جعلوا من البرمجة مهنة المستقبل ومفتاحًا لاقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

الدكتور عماد الشرقاوي

الدكتور عماد الشرقاوي

مستشار أمن المعلومات: مصر الرقمية تقود الخدمات الحكومية المميكنة وتفتح آفاقًا جديدة للبرمجة

قال الدكتور عماد الشرقاوي، مستشار أمن المعلومات بوزارة التعليم العالي، إن مبادرة "مصر الرقمية" أحدثت تغييرًا ملحوظًا في مستوى الخدمات الحكومية وجودتها، حيث لمس المواطنون الفارق الكبير في سهولة الإجراءات وسرعة إنجاز المعاملات، وأن العديد من الخدمات التي كانت تستلزم التوجه إلى المصالح الحكومية أصبحت متاحة عبر الهاتف المحمول، مثل التحويلات المالية وعمليات البيع والشراء التي يوفرها البنك المركزي من خلال تطبيقاته، وهو ما يعد جزءًا أساسيًا من منظومة التحول الرقمي، كما تبنّت المؤسسات والهيئات الحكومية الميكنة الكاملة، سواء في مجالات التأمينات أو البنوك أو التقديم للجامعات، مما جعل الخدمات أكثر مرونة وكفاءة.

نظم إلكترونية مميكنة

وأضاف “مستشار أمن المعلومات بوزارة التعليم العالي”، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن مصر الرقمية أسهمت في نقل المستندات والوثائق اليومية إلى نظم إلكترونية مميكنة، فأصبح بإمكان المواطن استخراج شهادة ميلاد من أي مكان أو تجديد رخصة السيارة دون الارتباط بمقر المرور التابع له، إلى جانب الحصول على معلومات وبيانات متنوعة بسهولة، والتحول أنهى معاناة الطوابير الطويلة وانتظار الأوراق الرسمية التي كانت تستنزف وقتًا وجهدًا كبيرين.

مشروعات الحكومة الإلكترونية

وأوضح "الشرقاوي"، أن الدولة واجهت عدة تحديات أثناء تنفيذ مشروعات الحكومة الإلكترونية، في مقدمتها البنية التحتية للإنترنت والتجهيزات التكنولوجية، وهو ما جرى التغلب عليه بتوسيع الاستثمارات في الشبكات، كما شكلت ثقافة المواطن تحديًا آخر، إذ كان هناك تساؤلات حول مدى تقبل استخدام التطبيقات الرقمية في التعاملات الرسمية، لكن مع سهولة التجربة وسرعة الحصول على الخدمات مثل التراخيص والشهادات، تبددت هذه المخاوف تدريجيًا.

مصر الرقمية

وأشار "الشرقاوي"، إلى وجود محاولات خارجية لإعاقة مسيرة مصر الرقمية عبر تشتيت الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يتطلب دورًا أكبر للإعلام والثقافة في توعية المواطنين بأهمية الاستخدام الرشيد للإنترنت لدعم الاقتصاد الوطني.

التحول الرقمي انعكس على حياة المصريين

وأكد "مستشار أمن المعلومات"، أن التحول الرقمي انعكس بشكل مباشر على حياة المصريين في قطاعات التعليم والصحة، حيث بات الطلاب يتعلمون من خلال الهواتف الذكية ويحصلون على المواد التعليمية بسهولة، كما أصبحت الخدمات الصحية أكثر قربًا بفضل التطبيقات الإلكترونية التي تتيح معرفة المستشفيات والصيدليات القريبة وطلب الخدمة حتى باب المنزل، إلى جانب سهولة التواصل مع الإسعاف والمطافي، وهذه التحولات عززت من جودة الحياة ورفعت من كفاءة الاستجابة للخدمات الأساسية.

مصر على قمة الهرم التكنولوجي

شدد “الشرقاوي”، أن البرمجة أصبحت أساس التكنولوجيا الحديثة، فهي التي تقف وراء تصميم التطبيقات والمنصات التي تدير شتى مجالات الحياة اليومية، وعملت مصر على تطوير برامج الجامعات والكليات لتشمل تخصصات الذكاء الاصطناعي والبرمجة، بما يواكب احتياجات العصر الرقمي، وأن الجيل الجديد من المبرمجين يتمتع بقدرات عالية تمكّنه من المنافسة عالميًا، لكنه بحاجة إلى أهداف واضحة ومشكلات محددة توجه مهاراته نحو حلول عملية تسهم في دعم الاقتصاد وجذب الاستثمارات، ومصر اليوم تقف على قمة الهرم التكنولوجي بما يفتح المجال أمامها لتكون قوة رائدة في صناعة البرمجيات.

الدكتور تامر شوقي

الدكتور تامر شوقي

أستاذ علم نفس: كورونا نقطة الانطلاق لتبني التكنولوجيا التعليمية في المدارس

قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية أصبح توجهًا عالميًا لا يقتصر على مصر وحدها، وبدأت مصر خطواتها الجادة في هذا المجال مع أزمة كورونا عام 2020، حين تعطلت الدراسة في المدارس والجامعات، فكان الاتجاه نحو التعليم عن بُعد ضرورة ملحة، ومع بداية عام 2021 أطلقت الدولة المصرية منظومة "التابلت" بتوزيعه على طلاب الصف الأول الثانوي، كأداة تعليمية أساسية، تلاها العديد من الخطوات الأخرى التي دعمت هذا التوجه.

دعم الرقمنة داخل الفصول

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن الدولة أدخلت أدوات متعددة لدعم الرقمنة داخل الفصول، مثل "السبورات الذكية" التي أصبحت منتشرة في المرحلة الثانوية، بجانب المنصات الإلكترونية التابعة لوزارة التربية والتعليم، والتي توفر دروسًا وشرحًا ومراجعات لكافة المواد من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، كما اعتمدت الامتحانات في المرحلة الثانوية على التابلت، مع أسئلة "اختيار من متعدد" وتصحيح إلكتروني، وهو ما مثل نقلة نوعية في تطوير شكل التقييم والاختبارات.

مادة الذكاء الاصطناعي

وأشار “شوقي”، إلى أن الحكومة بدأت مؤخرًا في إدخال مواد جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا، منها مادة الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية، لتوسيع مدارك الطلاب وتعريفهم بأحدث العلوم، وإن كانت هذه المواد في البداية اختيارية داخل بعض المسارات التعليمية، واستخدام تقنيات متقدمة جدًا مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لا يزال في مراحله الأولى بمصر، نظرًا لعدة عوائق، أبرزها ارتفاع التكلفة الباهظة لهذه التكنولوجيا، وعدم توافر المعلمين المؤهلين بشكل كافٍ لاستخدامها وتدريسها، بالإضافة إلى مشكلة الكثافة الطلابية داخل الفصول.

الواقع المعزز والافتراضي يفتحان آفاقًا جديدة أمام الطلاب

أكد “شوقي”، أن الواقع المعزز والافتراضي يفتحان آفاقًا جديدة أمام الطلاب، حيث يمكنهما نقل الأحداث من العالم الخارجي إلى داخل الفصل بشكل حي وتفاعلي، ما يتيح للطالب أن يعيش التجربة وكأنه جزء منها، فعلى سبيل المثال، يمكن للطالب في مصر أن يشاهد مباشرة مشاهد من براكين أو زلازل تحدث في دول أخرى، أو أن يدخل إلى وقائع تاريخية ويشاهدها كأنه حاضر فيها، وهو ما يعزز من فهمه للمواد الدراسية، كما تساعد هذه الوسائل في التخلص من الملل داخل الفصول، وتجعل التعليم أكثر متعة، إذ يعتمد على التفاعل البصري بجانب السمعي.

تطبيق التعليم الافتراضي على نطاق واسع

وأضاف “شوقي”، إن إدخال هذه التقنيات بشكل موسع يواجه عقبات اقتصادية وضغوطًا متعلقة بأعداد الطلاب الضخمة التي تصل إلى نحو 25 مليون طالب في مراحل التعليم المختلفة، مما يجعل من الصعب تطبيق التعليم الافتراضي على نطاق واسع في الوقت الحالي، والتعليم عن بُعد أو الإلكتروني لا يصلح لكل المراحل العمرية، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، لأن حرمان الطفل من التفاعل الاجتماعي والأنشطة الواقعية قد يؤثر سلبًا على صحته النفسية، لذلك مصر تسير بخطوات تدريجية في هذا المجال، مع ضرورة إعداد المعلمين وتأهيلهم، حتى يكونوا قادرين على استخدام هذه الأدوات الحديثة بما يحقق الاستفادة القصوى منها.

اقرأ أيضًا:

مستشار أمن المعلومات: مصر الرقمية تقود الخدمات الحكومية المميكنة وتفتح آفاقًا جديدة للبرمجة

أستاذ علم نفس: كورونا نقطة الانطلاق لتبني التكنولوجيا التعليمية في المدارس

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search