الخميس، 11 سبتمبر 2025

12:51 ص

إقالة ليزا كوك.. اختبار سياسي لاستقلالية «الفيدرالي الأمريكي» والحدود الدستورية لسلطة الرئيس

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025 07:09 م

ليزا كوك

ليزا كوك

في خطوة تمثل تصعيدًا سياسيًا غير مسبوق، أوقف قاضي فيدرالي محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتتحول القضية إلى ساحة اختبار قانوني ودستوري قد يعيد رسم حدود السلطة التنفيذية في التعامل مع المؤسسة النقدية الأهم في البلاد.

ليزا كوك وجيروم باول

أزمة سياسية بغطاء اقتصادي

منذ إعلان ترامب عزمه إقالة كوك بحجة وجود سبب وجيه، تمثل بمزاعم احتيال في الرهن العقاري، والأوساط القانونية والاقتصادية تراقب عن كثب تداعيات هذه الخطوة. 

الحكم القضائي المؤقت الذي أصدرته القاضية الفيدرالية جيا كوب، المعينة من قبل الرئيس جو بايدن، أعاد التأكيد على أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ليست مجرد عرف تاريخي بل مبدأ قانوني محمي.

تأكيد المحكمة أن الرئيس لم يحدد دليلاً على أن كوك أضرت بالمصلحة العامة أو أخلت بواجباتها يسلط الضوء على هشاشة المبررات المقدمة، ويعزز حجة أن الإقالة ذات طابع سياسي محض.

اقرأ أيضًا:

"زلزال" في واشنطن، ترامب يُقيل ليزا كوك ويهدد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

 

تهديد لاستقلالية السياسة النقدية

لطالما شكل مجلس الاحتياطي الفيدرالي صمام أمان أمام الضغوط السياسية، خاصة في أوقات التوتر الاقتصادي، لكن إقالة كوك التي ستكون الأولى من نوعها لحاكم فيدرالي يتم عزله بقرار رئاسي تفتح الباب أمام تسييس قرارات السياسة النقدية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من تباطؤ نسبي، وتضخم ما زال أعلى من المستهدف البالغ 2%.

ترامب، الذي لا يخفي رغبته في خفض أسعار الفائدة سريعًا قبل الانتخابات، يسعى لإعادة تشكيل المجلس عبر كسب الأغلبية داخله. 

وإذا نجحت محاولته ضد كوك، المعينة من قبل بايدن، فلن يتبقى سوى اثنين من سبعة محافظين تم تعيينهم من قبل رؤساء ديمقراطيين، ما يمنحه نفوذًا فعليًا على قرارات المجلس.

ليزا كوك

المحكمة العليا على الخط

ملف إقالة كوك يعيد إلى الواجهة الجدل القانوني حول تفسير مصطلح السبب الذي يتيح للرئيس إقالة مسؤولي المؤسسات المستقلة. 

ففي ظل قرار المحكمة العليا السابق الذي قيد صلاحيات الرئيس بهذا الشأن، تسعى إدارة ترامب إلى إعادة تعريف هذا المصطلح لتوسيع سلطته التنفيذية.

لكن كما جاء في حيثيات الحكم الأخير، فإن السبب لا يمكن أن يستند إلى أحداث سابقة لتعيين المسؤول، ولا أن يستخدم كذريعة لتصفية خلافات سياسية.

اقرأ أيضًا:

بعد إقالة ترامب لـ ليزا كوك، أسواق الأسهم والسندات العالمية تتجاهل وتصعد

الأسواق تراقب بحذر

في وول ستريت، الموقف القضائي المؤقت أبقى على حالة من الهدوء المؤقت، لكنه لم يبدد المخاوف، فالمستثمرين الذين يترقبون قرار الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر، يدركون أن أي تسييس للفيدرالي من شأنه إضعاف ثقة الأسواق بفعالية وحيادية السياسة النقدية.

وقد شهدت الأسواق المالية انتعاشًا نسبيًا خلال الأيام الأخيرة، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة، لكن استمرار الضغوط السياسية قد يعكس هذا الاتجاه، خصوصًا إذا اتسعت المواجهة القضائية بين الإدارة والمحكمة.

الاحتياطي الفيدرالي

ما القادم؟

بينما تستعد المحكمة للنظر في الدعوى بشكل نهائي خلال الأشهر القادمة، تطرح هذه القضية أسئلة جوهرية حول الحدود الدستورية للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، وعما إذا كان يمكن لرئيس أن يعيد تشكيل مؤسسة مستقلة كمجلس الاحتياطي الفيدرالي لأهداف سياسية أو اقتصادية ظرفية.

وفي ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، فإن مصير ليزا كوك قد يتحول إلى ورقة سياسية ساخنة، ليس فقط داخل الأروقة القضائية، بل أيضاً على طاولة الاقتصاد الأمريكي وأسواق المال العالمية.

إقالة ليزا كوك ليست مجرد قرار إداري، بل مواجهة مؤسسية تعكس حجم التوتر بين السلطة التنفيذية والسلطة النقدية. 

في المدى القريب، الحكم القضائي أنقذ الفيدرالي من تدخل مباشر، لكن في المدى الأبعد، المعركة ما تزال مفتوحة، وربما تعيد تعريف العلاقة بين البيت الأبيض وبنكه المركزي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search