1.5 مليار جنيه استثمارات لمكافحة الهجمات الإلكترونية على القطاع المالي المصري

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 01:10 م

الأمن السيبراني

محمد السيد

تزايدت حدة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنوك المصرية وشركات الدفع الإلكتروني، خلال العامين الماضيين بشكل لافت، إذ أظهرت إحصاءات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن عدد محاولات الاختراق ضد المؤسسات المالية تجاوز 3 ملايين محاولة في 2024، بارتفاع بلغ 55% عن عام 2022، وتتنوع هذه التهديدات بين هجمات لطلب فدية، ومحاولات تصيد إلكتروني لسرقة بيانات العملاء، وصولًا إلى تعطيل أنظمة الدفع الإلكتروني، الأمر الذي يهدد ثقة المتعاملين بالسوق المصرفي.

ضخ استثمارات ضخمة تجاوزت 1.5 مليار جنيه

استجابت المؤسسات المالية لهذا التهديد عبر ضخ استثمارات ضخمة تجاوزت 1.5 مليار جنيه في مشاريع لتعزيز أمنها السيبراني، فقد أعلن البنك التجاري الدولي (CIB) أنه خصص وحده نحو 400 مليون جنيه لتطوير أنظمته الدفاعية في 2024، شملت تحديث مراكز البيانات واعتماد تقنيات التشفير المتقدمة، هذه الجهود انعكست بشكل واضح على تقليل الاختراقات الفعلية بنسبة 35% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس نجاح خطط الوقاية المبكرة.

إطلاق منصة أمنية

أما شركات الدفع الإلكتروني، فقد تصدرت قائمة المستهدفين، إذ سجلت تقارير صادرة عن شركة Network International أن ما يقرب من 48% من محاولات الهجوم الإلكتروني في مصر خلال النصف الأول من 2025 كانت موجهة نحو بوابات الدفع، وردًا على ذلك، أعلنت شركة فوري عن إطلاق منصة أمنية جديدة بالتعاون مع شركة Kaspersky الروسية، بميزانية وصلت إلى 200 مليون جنيه، تهدف إلى تعزيز تأمين المعاملات الرقمية التي تتجاوز قيمتها 2 تريليون جنيه سنويًا في مصر.

التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا أصبح الحل الأمثل

ويرى خبراء القطاع المالي أن التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا أصبح الحل الأمثل لتقليل حجم الخسائر، وقد أوصى تقرير حديث صادر عن اتحاد البنوك المصرية بزيادة نسبة الإنفاق على الأمن السيبراني إلى 10% من الميزانيات التشغيلية للبنوك، بدلًا من 6% حاليًا، ويُتوقع أن يؤدي هذا التوجه إلى خفض الخسائر السنوية الناتجة عن الهجمات الإلكترونية بما لا يقل عن 50% بحلول عام 2030، ما يضمن تعزيز ثقة المستثمرين والعملاء في النظام المالي المصري.