هل يُهدد الذكاء الاصطناعي مهارات الأطباء التقليدية؟

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 01:20 ص

الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

محمد السيد

شهدت السنوات الأخيرة طفرة لافتة في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الطبية، وأثبتت هذه التقنيات قدرتها على مساعدة الأطباء في الكشف عن الأورام السرطانية وتشخيص الحالات بشكل أسرع وأكثر دقة، إلا أن دراسة حديثة أثارت جدلًا واسعًا، بعدما أشارت إلى أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات قد يقود إلى تراجع في المهارات الأساسية للأطباء، فيما يشبه "فقدان القدرة التقليدية" التي اكتسبوها عبر سنوات من التدريب والممارسة.

أداة ذكاء اصطناعي مصممة لاكتشاف الأورام

الدراسة التي نُشرت في مجلة «لانسيت» لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، ركزت على تجربة أطباء تنظير القولون في بولندا مع أداة ذكاء اصطناعي مصممة لاكتشاف الأورام ما قبل السرطانية، فبينما ساعدتهم التقنية في البداية على رفع نسب الكشف، إلا أن النتائج بعد ثلاثة أشهر من التوقف عن استخدامها كشفت عن انخفاض واضح في قدرتهم على الاكتشاف الذاتي، حيث هبط معدل الكشف من 28% إلى نحو 22% فقط.

ظاهرة "فقدان المهارات"

أثار التراجع تساؤلات عديدة حول ما يُعرف بظاهرة “فقدان المهارات” سبق توثيقها في مجالات أخرى مثل الطيران، حيث يخضع الطيارون لتدريب دوري من أجل الحفاظ على مهاراتهم الأساسية في عصر الاعتماد على أنظمة القيادة الآلية، ما دفع عدد من الخبراء للتحذير من خطورة المرحلة الانتقالية الحالية في الطب، خاصة في الأنظمة الصحية التي لا تتوفر فيها هذه الأدوات بشكل كامل.

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

ويرى بعض الباحثين أن المشكلة قد لا تكمن في التقنية نفسها بقدر ما ترتبط بسلوك الأطباء عند استخدامها، إذ أظهرت دراسات تتبع حركة العين أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يجعل الأطباء أقل تركيزاً على تفاصيل الصور الطبية، ما يؤدي بمرور الوقت إلى ضمور المهارات الحركية والإدراكية المرتبطة بالمراجعة الدقيقة.

تطوير حلول بديلة

بدأت بعض المؤسسات الطبية في تطوير حلول بديلة مثل إدخال نظم المحاكاة المتقدمة لتدريب الأطباء على الإجراءات دون الاستعانة بالتقنيات الذكية، كما طرحت كليات طب مقترحات بمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في السنوات الأولى من الدراسة، حتى يتمكن الطلاب من بناء قاعدة صلبة من المهارات التقليدية قبل الانتقال إلى مرحلة الاستعانة بالأدوات الرقمية.