الخميس، 04 سبتمبر 2025

08:45 م

تسريبات جوجل وانتهاك الخصوصية.. أزمة أمنية تهدد ثقة 2.5 مليار مستخدم

الخميس، 04 سبتمبر 2025 04:32 م

تسريبات جوجل

تسريبات جوجل

في مشهد يعيد إلى الأذهان أعنف الهجمات الإلكترونية التي طالت شركات التكنولوجيا الكبرى، وجدت شركة جوجل نفسها في قلب عاصفة رقمية غير مسبوقة. 

منصة سيلزفورس Salesforce

ضرب اختراق ضخم قاعدة بيانات تدار عبر منصة سيلزفورس Salesforce، وعرّض بيانات أكثر من 2.5 مليار مستخدم لخدمة البريد الإلكتروني جيميل Gmail لمخاطر القرصنة والاحتيال، في حادثة قد تصنف ضمن أخطر تسريبات البيانات في العقد الأخير.

دعوة قضائية تكبد جوجل 425 مليون دولار

أُجبرت جوجل على دفع 425 مليون دولار لانتهاكها خصوصية المستخدمين من خلال جمع بيانات من ملايين المستخدمين الذين أوقفوا ميزة التتبع في حساباتهم.

تم رفع قضية سان فرانسيسكو من قبل مجموعة من المستخدمين الذين زعموا في دعوى قضائية جماعية أن جوجل دخلت بشكل غير قانوني إلى أجهزتهم وبياناتهم، بما في ذلك بيانات نشاط التطبيقات على أجهزتهم المحمولة، في انتهاك صارخ لضمانات الخصوصية بموجب إعدادات نشاط الويب والتطبيقات الخاصة بعملاق التكنولوجيا.

لم يمر الأمر مرور الكرام، بل سعى المستخدمون إلى الحصول على تعويضات قدرها 31 مليار دولار في القضية التي رفعت في يوليو 2020، والتي شملت حوالي 98 مليون مستخدم لجوجل و174 مليون جهاز.

اقرأ أيضًا:

تغريم جوجل 425 مليون دولار بسبب انتهاك خصوصية المستخدمين

ما الذي حدث؟

في الخامس من أغسطس 2025، أكدت جوجل رسميًا تعرض أحد أنظمتها لاختراق عبر الهندسة الاجتماعية، بعدما تمكن قراصنة مجموعة شايني هنترز من خداع أحد موظفيها، ما أتاح لهم الوصول إلى أدوات مرتبطة بقاعدة بيانات داخل منصة سيلزفورس، التي تستخدم في إدارة الأعمال والعلاقات مع العملاء.

رغم تأكيد الشركة أن كلمات المرور لم تتأثر، إلا أن ظهور حملات صوتية ومكالمات ورسائل احتيالية تحمل توقيع جوجل، أثار قلقًا واسعًا بين المستخدمين، خاصة مع تصاعد استخدام أساليب الاحتيال القائمة على الهندسة الاجتماعية.

انتهاك جوجل للخصوصية

التداعيات الاقتصادية والتكنولوجية

هذا التسريب لا يمثل مجرد خرق أمني تقني، بل هو ناقوس خطر قد يحدث تغييرات جوهرية في كلًا من، ثقة المستخدمين، وكلفة الاستجابة للأزمة، والشركاء والعملاء التجاريين، ولكن كالتالي:

ثقة المستخدمين

ثقة المستخدم هي العملة الأغلى في اقتصاد المنصات الرقمية، في حالة جيميل Gmail، حيث ترتبط الحسابات بخدمات كبرى مثل جوجل درايف Google Drive، ويوتيوب YouTube، وكروم Chrome، وأندرويد Android وغيرها، فإن تراجع ثقة المستخدم في أمان هذه المنظومة قد يدفعه للبحث عن بدائل أكثر خصوصية، مثل خدمات البريد المشفر ProtonMail، Tutanota.

كلفة الاستجابة للأزمة

باشرت جوجل فعليًا إرسال رسائل تنبيه للمستخدمين المتأثرين، وبدأت التحقيقات وتحليل الأثر، وهذه الاستجابة تكلف الشركة موارد بشرية وتقنية ضخمة، إلى جانب الكلفة القانونية المحتملة من الجهات التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة في ظل قوانين مثل GDPR وCCPA.

أثر على الشركاء والعملاء التجاريين

منصة سيلزفورس ليست مجرد طرف ثالث عابر، بل شريك أعمال أساسي، وهذا يفتح النقاش حول أمان خدمات الحوسبة السحابية المشتركة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مسؤولية الطرف الذي يخزن ويدير البيانات عند وقوع الخرق.

 

تسريبات جوجل

التسريبات الأخرى.. صورة أكثر تعقيدًا

الاختراق الأخير ليس الوحيد، فقد كشف تسريب داخلي ضخم نشر عبر موقع 404media عن وجود انتهاكات خصوصية مزمنة داخل أنظمة جوجل على مدار سنوات، منها:

  • جمع بيانات صوتية لأطفال عبر خدمات مثل Google Speech Recognition.
  • تسريب عناوين منازل وأرقام سيارات عبر Street View وWaze.
  • استخدام سجل مشاهدات محذوفة لتقديم توصيات في يوتيوب.
  • ثغرات في تطبيقات مثل Docs وDrive سمحت بنشر روابط خاصة في نتائج البحث.

هذا النوع من التسريبات يعيد طرح تساؤلات عميقة حول ثقافة الخصوصية داخل الشركة، ويضع ضغوطًا مضاعفة على إدارتها في وقت تتوسع فيه جوجل في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية السحابية، والخدمات الحكومية.

 

اقرأ أيضًا:

انتصار جوجل القضائي ينقذ آبل من صداع تقني واقتصادي كبير

من هم شايني هنترز؟

مجموعة قرصنة لا تقل خطورة عن Lapsus$ وAnonymous، لديها سجل طويل من التسريبات الكبرى، استهدفت شركات مثل، تيكت ماستر Ticketmaster، وسانتاندير Santander، وواتباد Wattpad.

قامت مجموعة شايني هنترز ببيع 73.2 مليون تسجيل، لمستخدمين مصحوبة ببيانات شديدة الخصوصية وحساسة عن أصحاب التسجيلات، مما صنفت بـ “الاختراق الأكبر” من نوعها في العالم.

ما يميز شايني هنترز هو استهدافها المنهجي لثغرات بشرية وليس فقط تقنية، ما يعني أن البروتوكولات الأمنية التقليدية لم تعد كافية.

كيف تحمي بياناتك الآن؟

توصيات الخبراء جاءت على نحو عاجل، ويمكن تلخيصها كالتالي:

  • تغيير كلمات المرور فورًا وتجنب العبارات المتوقعة.
  • تفعيل التوثيق متعدد العوامل MFA عبر رمز يرسل للهاتف أو تطبيق المصادقة.
  • استخدام مفاتيح المرور Passkeys للدخول عبر البصمة أو التعرف على الوجه.
  • إجراء فحص أمان من جوجل عبر أداة Google Security Checkup.
  • تجنب الرد على مكالمات أو رسائل احتيالية تدعى أنها من جوجل.
  • تحديث نظام التشغيل والتطبيقات باستمرار لسد الثغرات المعروفة.
أزمة ثقة في جوجل

أزمة ثقة أكثر منها تقنية

تواجه جوجل اليوم اختبارًا لا يقتصر على البنية الأمنية، بل يمتد إلى مستوى الشفافية والمساءلة، وفي عالم أصبحت فيه البيانات عملة المستقبل، فإن الشركات التقنية لم تعد تحاسب فقط على الابتكار، بل على قدرتها في حماية المستخدمين من عواقب هذا الابتكار.

الأسئلة التي يطرحها هذا الحادث، خاصة مع تكرار التسريبات، هل أصبح الاعتماد على الشركات الكبرى عبئًا بدل أن يكون ضمانًا؟ وهل نحن بحاجة لإعادة تعريف الأمان الرقمي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

المراقبون يرون أن ما بعد أغسطس 2025 لن يكون كما قبله، لا لجوجل، ولا لمستخدمي الإنترنت حول العالم، والأمر تجاوز جوجل من صناعة التقنية إلى شبح التصنت في العالم.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search