بين المطرقة والغربال، الصين تتجه للخليج بعد ضغط الرسوم الأمريكية والأوروبية
الأربعاء، 27 أغسطس 2025 03:48 م

الصين بين رسوم أمريكا وأوروبا
ميرنا البكري
يبدو أن العالم أصبح أشبه بمباراة شطرنج كبيرة، حيث تشدد كلًا من أمريكا وأوروبا الرسوم الجمركية على الصين، للحد من نفوذها الاقتصادية، وبالتالي اتجهت الصين للبحث عن حلفاء، ومن ثم وضعت الورقة الخليجية على الطاولة.
وهذا كان واضح للغاية في كلام وزير التجارة الصيني، وانج ون تاو، حينما قال للسعودية: "سنعمل معًا في الطاقة الخضراء وأسواق المال"، وكأنه يقول نحن على استعداد لشراكة جديدة تقلب الموازين".

الوضع العالمي، الصين تحت ضغط حرب تجارية من كل صوب
الآن، الصين في الوسط “حرب تجارية على جبهتين”، حيث فرضت الولايات المتحدة وأوروبا رسوم قوية عليها بسبب القلق من بيعها لسلع رخيصة تجعل الصناعات الخاصة بهم تنهار.
الصين تبحث عن بديل، الخليج كخيار استراتيجي
لكي تقلل الاعتماد على الغرب، تتجه الصين بقوة تجاه الخليج، وخاصةً السعودية، نظرًا لأن علاقتها التجارية معها قوية وبها فائض تجاري، أي تصدر لها أكثر من الاستيراد منها.
لقاء بكين، تحالف بين "الحزام والطريق" و"رؤية 2030"
قابل وانج ون تاو خالد الفالح في بكين وتم الإيصال لحل وسط، بمعنى دمج مبادرة الحزام والطريق الصينية على رؤية السعودية 2030 لتقليل الاعتماد على النفط.
مفاوضات التجارة الحرة متعطلة بسبب خشية الصناعة السعودية
المفاوضات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي متعطلة، وذلك لأن المملكة تخشى من سلع صينية رخيصة تقضي على صناعتها الصاعدة.
ووفقًا لتقرير صادر من رويترز، تخطت صادرات الصين للسعودية 50 مليار دولار في 2024 (مثل الهواتف الذكية والألواح الشمسية والسيارات)، وصدرت السعودية للصين 57 مليار دولار في 2024، وأكثر من 80% منها نفط.
الخلفيات والدوافع
تؤكد الصين أنها تسعى لزيادة حجم التجارة، ودعم الاستثمار في مجالات جديدة مثل الطاقة المتجددة وسلاسل التوريد وأسواق المال.
والخليج من جانبه يسير بخطوات حذرة فعلى سبيل المثال، ترى الإمارات أن مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي لا تعرقل الاتفاق مع الصين، وهذا مؤشر على رغبتهم في التنويع.
التوقعات الاقتصادية المستقبلية
إذا تقدمت الأمور وتمت التحالفات، قد يشهد العالم ثمرة سيناريو “الحزام والطريق في رؤية 2030"، مثل مشروعات بنية تحتية مشتركة، استثمارات في الطاقة المتجددة ومصانع مشتركة، واتحادات صناعية خليجية صينية جديدة، وأيضًا تدفقات مالية في اتجاه أسواق المال السعودية لتدخل في استثمارات صينية جديدة.
لكن إذا تعطلت المفاوضات، سيكون هناك خطر كبيرًا في ظل الرغبة بالدخول في اقتصاد متنوع غير معتمد على النفط بمفرده.
الرؤية الاستراتيجية المختصرة
تحاول الصين تنسيق تحالف اقتصادي سياسي طويل المدى مع الخليج، وفي الوقت نفسه، الخليج يتعامل بحذر واحتياط لكنه ليس رافضًا "اليد الصينية" تمامًا، فهذا التحالف قد يكون "بديل تجاري" عن الغرب إذا تم تنفيذه بذكاء.
ختامًا، هذا اللقاء ليس مجرد كلام بين وزراء، بل صفحة من صفح محاولات إعادة تشكيل النظام التجاري عبر الربط بين مشاريع ضخمة، الحزام والطريق ورؤية المملكة 2030، لكن الطريق لايزال طويلًا، لأن الشك من الطرف السعودي حقيقي، والتوازن بين حماية الصناعات الناشئة واستفادة من الشراكة لابد أن يكون في محله.
اقرا أيضًا:
بداية من الرياض، السعودية والصين تطلقان أضخم مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم
ترامب يهدد بفرض رسوم 200% على الصين بسبب صفقة المغناطيسات

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إنفيديا على الحافة.. بين لهيب الحرب التجارية وجنون الذكاء الاصطناعي
28 أغسطس 2025 12:29 ص
تقاطع السياسة مع المال.. خطورة التدخل السياسي في عمل البنوك المركزية
27 أغسطس 2025 10:47 م
مصر تستورد بـ 4.9 مليون دولار، صادرات جوزة الطيب ترتفع بنسبة 9.5% في 2024
27 أغسطس 2025 12:19 م
أكثر الكلمات انتشاراً