من مقلد إلى مبتكر، كيف تحولت الصين لقائد عالمي في الطاقة النظيفة؟

الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:18 ص

جمهورية الصين الشعبية

ميرنا البكري

منذ عدة سنوات، وعند التحدث عن الصين في مجال التكنولوجيا أو الطاقة، كان أغلب التحليلات تقول أن الصين تقلد الغرب، لكن المشهد تغير تمامًا، فالصين لم تخرج من عباءة “المُقلد” فقط، بل أصبحت المبتكر الأول عالميًا في الطاقة النظيفة، وأصبحت متفوقة على أمريكا نفسها التي كانت متصدرة السباق.

هذه القصة ليس مجرد سباق تكنولوجي، لكنها معركة اقتصادية وسياسية ستحدد من الذي يقود الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة.

الطاقة النظيفة - تعرف على أهميتها وأجدد تقنياتها — **الطاقة النظيفة**

من براءة اختراع واحدة لثورة ابتكارات

في عام 2000، سجل العلماء الصينيين 18 براءة اختراع في الطاقة النظيفة، وهو رقم صغير للغاية في وقتها ولم يكن ملفت، لكن لكن المفاجأة أن في 2022، قدمت الصين أكثر من 5000 براءة اختراع في هذا المجال، مما يعني نقلة نوعية حقيقية، من مجرد بعض محاولات للتقليد لقوة ابتكارية ضخمة.

سياسات استراتيجية صنعت الفارق

لم يكن الموضوع مجرد صدفة. بل تعمل بكين بخطة طويلة المدى من سنوات، وأبرزها:-

1."صنع في الصين 2025"، وهو برنامج أطلقته الحكومة في 2015، هدفه أن تستحوذ الصين على 80% من السوق المحلي في الصناعات الاستراتيجية بحلول 2025.

2.ضخ مليارات في شكل قروض ميسرة ودعم حكومي وحوافز للشركات الناشئة.

3.الاستثمار في التعليم والتدريب العلمي بشكل غير مسبوق (ثاني أولوية بعد تعزيز قوة الحزب نفسه).

4.بناء سلسلة توريد كاملة من الصفر، بدلًا من الاعتماد على الغرب.

الطاقة النظيفة، سلاح الصين الجديد

الآن، الصين لا تنتج ألواح شمسية أو بطاريات، بل أصبحت رائدة في الطاقة الشمسية والرياح، والبطاريات والمكثفات الفائقة، والسيارات الكهربائية، فالغرب اخترع الأساس لكن الصين ضخت استثمارات ضخمة وابتكرت نسخ جديدة متطورة، وهذا الذي جعلها تتفوق.

الدليل، جودة البراءات ليست مجرد عدد

يقول المحللون أن جودة براءة الاختراع تظهر من عدد الدول التي تسعى الشركة للتسجيل الاختراع بها، لكي تحميه، فإذا كان يتم التسجيل محليًا فقط ستكون البراءة منخفضة الجودة، وإذا كان سيتم التسجيل في أكثر من دولة فيعني براءة ذات جودة مرتفعة، وبناءً على ذلك، قدمت الصين في 2022 ضعف عدد براءات الاختراع عالية الجودة مقارنة بأمريكا.

انعكاسات اقتصادية عالمية

1. أصبحت الصين القائد في سوق الطاقة النظيفة العالمي.

2. الغرب في موقف دفاعي، حيث بدأت الشركات الأمريكية والأوروبية الدخول في السباق، لكن فجوة الاستثمارات ضخمة.

3.لا تتفوق الصين اقتصاديًا فقط بل تربح نفوذ عالمي، لأنها ستصبح المورد الأساسي لتكنولوجيا المستقبل.

4. فرص للدول النامية، الصين قد تعرض شراكات أرخص وأسهل من الغرب، وبالتالي نفوذها السياسي هيتوسع.

توقعات مستقبلية

من المتوقع أن تسيطر الصين أكثر على أسواق الألواح الشمسية والبطاريات، وتتوسع في إفريقيا والشرق الأوسط كمصدر رئيسي للتكنولوجيا.

متوسط المدى (10 سنوات):- من المتوقع أن الصين تصبح المورد العالمي رقم 1 للتكنولوجيا الخضراء، وأي دولة تسعى للتحول نحو الطاقة المتجددة ستحتاج الصين.

طويل المدى (15لـ 20 عام):- قد تتحول الصين لـ "أوبك جديدة للطاقة النظيفة"، تتحكم في سلاسل التوريد والمواصفات والمعايير العالمية.

ختامًا، ما يحدث في الصين ليس مجرد نجاح تكنولوجي، لكنه تحول اقتصادي عالمي، وبكين لعبت اللعبة بذكاء، واستثمرت في البحث العلمي، واستخدمت سياسات ذكية لكي تتحول من "مقلدة" لــ “مبتكرة”، وأمريكا التي كانت تتهم الصين بالنسخ، أصبجت الآن في وضع الجري خلفها.

وزير الكهرباء يبحث توطين صناعة بطاريات تخزين الطاقة في الصين

بعد الطفرة في الطاقة النظيفة: الصين تفكر في إلغاء الدعم المقدم للقطاع

سعر كيلو الطاقة الشمسية في مصر 2025 — **الطاقة الشمسية**

ببساطة، المستقبل الأخضر سيكون ذا طابع صيني، ومن لا يستعد الآن، سيجد نفسه متأخر للغاية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.