التكنولوجيا في خدمة البيئة، كيف تقود الابتكارات المستقبل نحو اقتصاد منخفض الكربون؟

الأربعاء، 27 أغسطس 2025 02:40 م

تقنيات خضراء لتقليل البصمة الكربونية

محمد السيد

يتحول العالم بسرعة نحو تقنيات خضراء لتقليل البصمة الكربونية ودعم النمو الاقتصادي المستدام، وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الانبعاثات العالمية بلغت 36.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2024، ومع ذلك، هناك انخفاض نسبي في بعض القطاعات بفضل التكنولوجيا، على سبيل المثال، استخدام الخلايا الشمسية عالية الكفاءة وتقنيات الهيدروجين الأخضر ساهم في خفض الانبعاثات الصناعية بنسبة 5% في دول الاتحاد الأوروبي خلال عام واحد، وشركات مثل "Plug Power" و"Bloom Energy" تضخ استثمارات بمليارات الدولارات في حلول الهيدروجين، بينما تضاعف الصين إنتاجها من الألواح الشمسية لتغطية أكثر من 35% من الطلب العالمي.

التحول إلى المركبات الكهربائية والهجينة

في قطاع النقل، لعبت التكنولوجيا دوراً بارزاً في دعم التحول إلى المركبات الكهربائية والهجينة، حيث حققت شركات مثل "BYD" و"تسلا" مبيعات قياسية تجاوزت 3 ملايين سيارة في 2024 وحده، هذا التوجه يقلل استهلاك الوقود الأحفوري بمعدل يعادل 1.5 مليون برميل نفط يومياً، كما تشهد صناعة البطاريات تطوراً ملحوظاً مع ظهور تقنيات إعادة التدوير التي تهدف إلى استرداد أكثر من 90% من المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت، وهو ما يدعمه استثمار تجاوز 15 مليار دولار في مصانع إعادة التدوير بأوروبا وآسيا.

تحسين كفاءة خطوط الإنتاج

القطاع الصناعي لم يتأخر عن الركب، حيث أطلقت شركات كبرى مثل "أرامكو" و"بي بي" برامج لاحتجاز الكربون، استثمرت فيها ما يزيد عن 10 مليارات دولار لتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض وتقليل أثر العمليات النفطية، كذلك، هناك دور متنامٍ للذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة خطوط الإنتاج، مما يخفض استهلاك الطاقة بنسب تصل إلى 25% ويقلل النفايات الصناعية، وهذه التحركات تعزز الاتجاه العالمي نحو صناعات أقل تلويثاً وأكثر كفاءة.

دعم مشروعات الطاقة النظيفة

كما أن الاستثمارات الحكومية تضيف زخماً كبيراً لهذه الصناعة، الولايات المتحدة خصصت أكثر من 370 مليار دولار لدعم مشروعات الطاقة النظيفة ضمن حزم التحفيز، بينما تواصل دول الخليج ضخ أموال ضخمة في الطاقة الشمسية والرياح، مثل مشروع "نيوم" السعودي الذي يستهدف إنتاج 9 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول 2030، هذه الأرقام تشير إلى أن الابتكار في الطاقة والتكنولوجيا ليس فقط ضرورة بيئية، بل فرصة اقتصادية ضخمة ستعيد تشكيل موازين القوى في الأسواق العالمية.