الإثنين، 25 أغسطس 2025

06:53 م

الفضاء الرقمي الإفريقي، ساحة معركة لأجهزة استخبارات القوى العظمى

الإثنين، 25 أغسطس 2025 03:47 م

الفضاء الرقمي الإفريقي

الفضاء الرقمي الإفريقي

ميرنا البكري

تواجه إفريقيا الآن واحدة من أسرع التحولات الرقمية في تاريخها، بعد أن أصبح الإنترنت متاحًا لجميع سكان القارة، والهواتف الذكية في كل شارع، والشركات الناشئة تزداد يومًا بعد يوم، ورغم أن هذه التحولات من المفترض أن تكون بوابة للتنمية والاندماج في الاقتصاد العالمي، إلا أن الفضاء الرقمي تحول إلى ساحة لمعركة جديدة، ليس بين الشركات فقط، ولكن بين أجهزة استخبارات ودول كبرى تتصارع على النفوذ والسيطرة على أهم سلعة جديدة في العالم  وهي “البيانات”.

Africa at Forefront of Championing Cybersecurity and Digital Transformation  in the Global Arena | African Union
التحول الرقمي في إفريقيا

 طفرة رقمية، لكن فجوة أمنية

وصلت نسبة انتشار الإنترنت في إفريقيا 40% عام 2023، ومن المتوقع أن تصل لـ 50% بنهاية2025، ودول مثل نيجيريا، كينيا، جنوب إفريقيا، ومصر، أصبحت مراكز رئيسية لشركات التكنولوجيا الناشئة.

وظهرت المشكلة في أن هذا النمو لقطاع الاتصالات والبيانات لا يتماشى معه نموًا في الأمن السيبراني، مما فتح بابًا واسعًا للاختراقات والهجمات الرقمية، والنتيجة بنية تحتية رقمية تنمو سريعًا، وأمن سيبراني يخطو على عكاز، وهو ما يشكل خطر اقتصادي وأمني في نفس الوقت.

 الفضاء السيبراني، ساحة استخباراتية

لا يجلب التحول الرقمي فرص اقتصادية فقط، لكنه يخلق مسرح عمليات جديد لأجهزة المخابرات تمثل في:

1.هجمات سيبرانية منظمة على البنوك وشركات الاتصالات والحكومات، مثل هجوم "MTN" في نيجيريا 2022.

2.تجسس على البيانات، وأحيانًا تورط شركات تكنولوجيا عالمية في نقل معلومات للحكومات الأجنبية.

3.التأثير على الانتخابات عبر حملات دعائية موجهة أو تلاعب بالمعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

4.السيطرة على البنية التحتية الرقمية، حيث تمول الصين وتبني 70% من شبكات الاتصالات في القارة، مما يطرح أسئلة عن السيادة على البيانات.

 اللاعبين الكبار في المعركة

فتمتلك الدول الكبرى، كالصين، أمريكا، روسيا، فرنسا، أدواتها وشركاتها وأجندتها السياسية.

توفر شركات التكنولوجيا العالمية مثل، Google، Meta، Huawei، ZTE، خدمات وتكنولوجيا، لكنها تتحكم أيضًا في تدفقات البيانات.

كما تعمل الهاكرز والكيانات غير الحكومية وفرق مرتزقة رقمية، وشركات أمن سيبراني لحساب جهات معينة.

تستخدم الجماعات المتطرفة الإنترنت للتجنيد، التمويل، ونشر الفكر المتطرف.

 القصور الأمني بوابة الخطر

أغلب الدول الإفريقية لا يوجد بها استراتيجية واضحة للأمن السيبراني، وأيضًا هناك ضعف في الاستثمار بمراكز البيانات المحلية، والاعتماد على استضافة خارجية، مع نقص الكوادر المدربة في أمن المعلومات (أقل من 5% من خريجي IT مدربين في هذا المجال)، وضعف التنسيق بين الدول، مما يجعل الاختراقات أسهل.

وهذه العوامل تؤثر اقتصاديًا، فكل اختراق أو هجوم سيبراني قد يسبب خسائر بملايين أو مليارات، ويضرب ثقة المستثمرين في السوق.

 التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية

إضعاف السيادة الوطنية: إذا كانت البنية التحتية في يد طرف خارجي، فستكون لديه القدرة للضغط اقتصاديًا وسياسيًا.

تشويه الرأي العام: قد يقلب نتائج انتخابات أو يزعزع الاستقرار، مما يضرب ثقة الأسواق.

سرقة الثروات المعرفية: تخسر الجامعات والمراكز البحثية ابتكاراتها لمنافسين خارجيين.

 التوقعات المستقبلية

1.قد يحدث تصاعدًا في الهجمات الرقمية خاصةً على البنوك وشركات الطاقة.

2. الدول التي ستستثمر في الأمن السيبراني ستجذب استثمارات تكنولوجية أكثر، والباقي سيعاني من هروب رأس المال.

3.قد يحدد الصراع الرقمي من سيكون القوة الاقتصادية المهيمنة في إفريقيا خلال العشرين عام المقبلين.

 الطريق للأمان الرقمي

1.وضع استراتيجيات وطنية واضحة للأمن السيبراني

2.إنشاء مراكز بيانات وطنية وتقليل الاعتماد على الخارج.

3.تدريب كوادر فنية متخصصة.

4.تعزيز التعاون الإقليمي عبر الاتحاد الإفريقي لمواجهة التهديدات الرقمية.

اقرأ أيضًا: 

السماء تتحول لبنية تحتية، الإنترنت الفضائي يغير خريطة الاقتصاد العالمي

شركات الأمن السيبراني في إفريقيا، محاولات لبناء درع رقمي

Reforming data regulation to advance AI governance in Africa | Brookings
شركات الأمن السيبراني في إفريقيا

ختامًا، ما يحدث في إفريقيا اليوم ليس "ثورة رقمية"، لكنه سباق على السيادة الرقمية، وأصبحت البيانات مثل النفط والغاز في الماضي، فمن يملكها ويستطيع التحكم بها، يستطيع تحديد مستقبل الاقتصاد والسياسة في القارة، وأي دولة تستهين بالأمن السيبراني، كأنها تترك حدودها مفتوحة لأي غزو، لكن هذه المرة ليس بالدبابات.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search