تجاوزت الـ تريليون دولار، نزيف شركات التكنولوجيا العالمية، هل تعود "فقاعة الإنترنت" مجددًا؟

الجمعة، 22 أغسطس 2025 03:34 م

أسواق المال تنزف

تثير التطورات الأخيرة في أسواق المال العديد من الأسئلة حول ما إذا كنا على أعتاب فقاعة جديدة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تريليون دولار من القيمة السوقية تلاشت في أيام قليلة، ما يعكس هشاشة السوق في مواجهة التقييمات المبالغ فيها.

شركات عملاقة مثل إنفيديا خسرت 200 مليار دولار في 3 جلسات فقط، بينما تبخر 102 مليار دولار من أسهم مايكروسوفت منذ بداية الأسبوع، وبلانتير شهدت خسارة تقدر ب 50 مليار دولار في 3 جلسات، ما يعيد إلى الأذهان صدمات انفجار فقاعة الإنترنت في عام 2000، التي غمرت الأسواق في خسائر استمرت سنوات.

الخسائر الضخمة.. هل هي بداية تصحيح أم انهيار طويل الأمد؟

في وقت يتزايد فيه الحديث عن التقييمات المتضخمة، يعكس النزيف الذي تعرضت له الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي “أكثر من 600 مليار دولار في إجمالي الخسائر” حالة من التوتر والقلق في الأسواق.

صحيح أن معظم هذه الشركات ما تزال تحقق قفزات في النمو على المدى الطويل، ولكن هل يمكن اعتبار هذه التقييمات والمكاسب المستقبلية ضمانًا لاستمرار هذا الزخم، أم أن السوق بات مليئًا بالمخاطر المحتملة؟

الأنظار تتجه إلى جاكسون هول.. وول ستريت تتراجع قبل كلمة باول المرتقبة

الفيدرالي والسياسة النقدية.. كيف تؤثر السياسة على الأسواق؟

الجانب الآخر من الأزمة يرتبط بالسياسة النقدية التي يديرها الفيدرالي الأمريكي، وفي الوقت الذي تواصل فيه الأسواق التقلبات الحادة، قد يكون حديث دونالد ترامب عن استقالة عضوة الفيدرالي ليزا كوك بسبب مزاعم تزوير مستندات مصرفية إضافة إلى التخوفات من التضخم، مؤشرًا على أن الفيدرالي قد يواجه تحديات أكبر في إتمام مهمته في الحفاظ على الاستقرار المالي.

التوقعات بشأن مسار الفائدة تزداد ضبابية، ومصير الدولار يظل مهددًا، باول، رئيس الفيدرالي، قد يواجه تحديًا صعبًا في تقرير ما إذا كان يجب خفض الفائدة في الفترة القادمة أم لا، تردد الفيدرالي في اتخاذ قرارات حاسمة قد يزيد من تذبذب الأسواق.

الرسوم الجمركية.. هل تعيد رسم خريطة التجارة العالمية؟

من جهة أخرى، يواصل دونالد ترامب سياسة فرض الرسوم الجمركية، التي بدأت تخلق نوعًا من الحماية التجارية في العالم.

هذه السياسات قد تحدث آثارًا على الأسواق العالمية، لا سيما في الدول النامية التي قد تتأثر من هذه التوجهات، أما بالنسبة للدول العربية، فقد تكون هذه الأوضاع محفزة لاستقطاب الاستثمارات الصناعية بعيدًا عن الصين.

«وول ستريت» تُغلق منخفضة قبيل اجتماع جاكسون هول

الذكاء الاصطناعي.. بين الثورة والفقاعة

الذكاء الاصطناعي نفسه أصبح نقطة محورية في الحديث الاقتصادي، إذ يتراوح التوقعات بشأنه بين ثورة قد تغير مجرى الاقتصاد العالمي، وبين فقاعة قد تنفجر في أي لحظة.

ومع وجود شركات مثل إنفيديا التي تظل مرشحة للقيادة في هذا المجال، فإن الوضع الحالي قد يكون مجرد تصحيح في السوق، لكن استمرار التقييمات المتضخمة قد يعيد التاريخ نفسه مع فقاعة الإنترنت.

ولكن فقاعة الإنترنت لم تقف حائلًا أمام بزوغ شركات تكنولوجية مثل أمازون وجوجل، بل واصلت التكنولوجيا تقدمها نحو خلق مستقبل ذكي.

السيناريوهات المستقبلية

هناك عدة سيناريوهات قد تحدث في المستقبل القريب:

1. تصحيح مؤقت يعقبه صعود جديد: في حال تمكنت الشركات الكبرى مثل إنفيديا من إظهار نتائج قوية، ونجح الفيدرالي في تهدئة الأسواق، فإن هذا قد يكون مجرد انسحاب مؤقت قبل انطلاق جديد.

2. انهيار طويل الأمد: في حال تفاقمت المخاوف بشأن التقييمات المبالغ فيها، أو في حال فشلت الشركات في تقديم عوائد توازي التوقعات، قد يتحول التصحيح إلى هبوط ممتد.

3. مرحلة ضبابية: وهي الأكثر ترجيحًا، حيث ستظل الأسواق تتأرجح بين الصعود والهبوط، بانتظار سياسات نقدية واضحة ونتائج حقيقية من شركات الذكاء الاصطناعي.

اختبار خطير للمستقبل التكنولوجي

ما يحدث في الأسواق حاليًا هو اختبار خطير للمستقبل التكنولوجي، التريليون دولار الذي تبخر هو بمثابة جرس إنذار، لكنه ليس بالضرورة إعلان وفاة للثورة التكنولوجية.

الأسواق بحاجة إلى إشارات واضحة حول مسار الفائدة والعوائد من الذكاء الاصطناعي، وبين نتائج إنفيديا المرتقبة وخطاب باول المنتظر، ستتضح الصورة أكثر، ونعرف إن كانت هذه التقلبات بداية لفقاعة جديدة أم مجرد تصحيح مؤقت.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.