الإثنين، 18 أغسطس 2025

02:51 م

قمة ألاسكا، أسعار النفط تحت الضغط وأوروبا تواجه تحديات دفاعية وطاقوية

الإثنين، 18 أغسطس 2025 12:00 م

أسعار النفط

أسعار النفط

ميرنا البكري

قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين جعلت العالم بأكمله مترقب، وبالفعل لم تنتهي القمة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنها فتحت الباب لسيناريوهات تقلب موازين الاقتصاد العالمي، بدءًا من أسعار الطاقة حتى مستقبل التحالفات الدفاعية، ما حدث هناك ليس مجرد اجتماع عابر، بل اختبار حقيقي لشكل العلاقات الدولية في السنوات المقبلة.

انتهاء قمة ترامب وبوتين بلا اتفاق حول وقف الحرب في أوكرانيا | MEO
ترامب وبوتين

 الطاقة بين واشنطن وموسكو، غاز القطب الشمالي ورهانات ترامب

أبرز نتيجة للقمة أن ترامب لمح لفكرة "سلام سريع" في أوكرانيا، وهذا فسره محللون على أنه قد يمهد لتسوية تصب في صالح موسكو؛ وذلك لأن خلفها مصالح طاقة ضخمة.

تسيطر كلًا من روسيا وأمريكا معًا على مفتاح القطب الشمالي الذي به 15% من النفط غير المكتشف في العالم و30% من الغاز الطبيعي، وأي شراكة هناك ستغير قواعد اللعبة، وتجعل أمريكا أقل اعتمادًا  على الشرق الأوسط أو حتى على تحالفاتها التقليدية.

لكن الصورة غير وردية، فوفقًا لتقديرات “بنك أوف أمريكا"،  دخول هذه الإمدادات السوق قد يهبط أسعار النفط والغاز بشكل طويل الأمد، وهذا اتضح الأسبوع الماضي عندما هبط برنت أكثر من 1% لـ حوالي 66 دولار للبرميل.

يسعى ترامب ليحدث ذلك، لكي يدفع المستهلك الأمريكي فاتورة أقل، لكن أي توتر سياسي يستطيع قلب المعادلة في لحظة.

 أوروبا والعودة لسباق التسلح

بينما أمريكا وروسيا يفكرون في صفقات طاقة، وجدت أوروبا نفسها مضطرة لزيادة إنفاقها العسكري بشكل غير مسبوق، ومن بداية حرب أوكرانيا 2022، اشتعلت أسهم الدفاع الأوروبي:-

1.قفزت شركة ليوناردو الإيطالية أكثر من 600%.

2.وصلت شركة راينميتال الألمانية لارتفاع 1500%.

الرسالة واضحة، المستثمرون يراهنون أن أوروبا داخلة على موجة تسلح جديدة بعد أن أصبحت المظلة الأمنية الأمريكية غير مضمونة، مما يعني أن القارة العجوز ستدفع فاتورة مزدوجة، أمن دفاعي وأمن طاقوي في وقت واحد.

 الأسواق المالية،رسائل مقلقة

انعكس التوتر السياسي  على الأسواق فوراً:-

1.ارتفع اليورو 13% من بداية العام ليصل لـ 1.17 دولار، مما يعكس ثقة نسبية في أوروبا.

2.ثبتت سندات أوكرانيا عند 55 سنت للدولار،  ورغم ذلك يعتقد المستثمرون أن  الخطر كبير، ولا يقتنعون بأن كييف يسير في اتجاه انتعاش حقيقي.

أيضًا المزاج العام بعد القمة يميل لموسكو أكثر، مما يوضح أن اللعبة ليست عسكرية، لكن أيضًا مالية واستثمارية.

 التوقعات، خريطة عالمية جديدة؟

إذا دخلت أمريكا وروسيا في شراكة بالقطب الشمالي، سيحدث موجة طويلة من انخفاض أسعار النفط والغاز، لكن مع تذبذب عالي بسبب التوترات.

2. أقد تواجه أوروبا ضغط مالي كبير بين زيادة ميزانيات الدفاع وتمويل بدائل الطاقة الروسية.

3. قد تقل فرص أوكرانيا في الدعم الغربي، إذا دفع ترامب لتسوية، مما يضعها في موقف أضعف.

4. من المتوقع أن يتجه المستثمرون للاستثمار أكثر في قطاع الدفاع والطاقة، مع استمرار الضغط على أصول أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: 

قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين.. مصالح تحت الرماد، هل تضع الحرب أوزارها؟

الاقتصاد يسبق الحرب، هل تتحول قمة ألاسكا إلى صفقة قرن في سوق الغاز؟

روسيا والولايات المتحدة بين إمكانية التعاون وتعارُض المصالح في القطب الشمالي  - مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية
شراكة القطب الشمالي بين روسيا وأمريكا

ختامًا، قمة ألاسكا ليس محطة في حرب أوكرانيا، لكنها نقطة فاصلة قد تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي، وإذا فتحت واشنطن وموسكو صفحة جديدة في الطاقة، ستجد أوروبا نفسها في سباق تسلح وتمويل مضاعف للأمن والطاقـة، وفي النصف، أوكرانيا قد تتحول من "قضية مركزية" لـ مجرد ورقة في مفاوضات الكبار.

القادم ليس بسيط، والأسواق ستظل رهينة أي تصريح أو تحرك من ترامب أو بوتين، ومعهم أوروبا التي أصبحت في وضع دفاعي على كل المستويات.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search