السيارات الصينية بالبرازيل، قوة صناعية ضخمة في مواجهة رسوم ترامب الجمركية
الأحد، 17 أغسطس 2025 12:37 ص

الصين والبرازيل
نفيسه محمود
تعد البرازيل القوة الاقتصادية الأولى في أمريكا اللاتينية، كما أنها من أكبر مصنعي السيارات في العالم، ومصدر رئيسي للسيارات لدول أمريكا اللاتينية، وقد ارتفعت مبيعات السيارات في دولة السامبا في العام السابق، لحوالي 2.63 مليون مركبة، مسجلة بهذا أعلى مستوى لها في هذه الصناعة، في العشر سنوات الماضية.
وتستضيف البرازيل، أكبر الشركات العالمية الكبرى لصناعة السيارات مثل:- (فولكس فاجن، جنرال موتورز، تويوتا وحتى هوندا وغيرها من الشركات الأخرى)، كما تمتلك سوقًا محلية ضخمة، وقدرة هائلة للتصدير للأسواق المحلية في مجال السيارات.
ولا تقتصر صناعة السيارات في البرازيل على تجميع السيارات فقط، بل تشمل الصناعة سلاسل توريد واسعة لقطع الغيار، كما يهيمن على سوق السيارات في البرازيل، سيارة SUV الرياضية متعددة الاستخدامات، ومؤخرًا أصبح هناك نمو ملحوظ في السيارات الهجينة والكهربائية، وخاصة مع دخول استثمارات جديدة للدولة مثل ما تفعله الصين.

استثمارات صينية جديدة تعوض البرازيل عن انسحاب الشركات الأمريكية
وقد صرح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في حفل افتتاح مصنع لشركة صناعة السيارات الصينية GWM، أن جميع الشركات الأجنبية الراغبة في دخول أسواق البلاد والراغبة في العمل فيها مرحب بها، مؤكدًا أنه لا مشكلة لأي شركة تريد المغادرة والانسحاب من الدولة.
وانتقد الرئيس البرازيلي، رسوم ترامب الجمركية على السلع البرازيلية، والتي وصلت حتى الآن إلى 50%، وتسببت في اضطراب قوي في السوق البرازيلية، مصرحًا أنه سيطرح هذه القضية أمام مجموعة البريكس، للوصول إلى حلولٍ لمواجهة الرسوم الأمريكية.
وكانت قد أعلنت مجموعة من شركات السيارات الكبري مثل فورد ومرسيدس، تقليص حجم أعمالها في البرازيل، وفي المقابل دخلت شركات صينية جديدة للسوق، مثل:- (شركة سيارات GWM)، حيث افتتحت الشركة فرعًا جديدًا في البرازيل، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف سيارة سنويًا، مع توفير أكثر من ألفين فرصة عمل، مع بدء تصدير السيارات إلى دول أمريكا اللاتينية، وهناك توقعات بارتفاع صادرات السيارت البرازيلية، بنسبة 38.4% في عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، تصل إلى 552 ألف مركبة وفقًا لرابطة مصنعي السيارات في البرازيل.
خطة بديلة من البرازيل لمواجهة رسوم ترامب الجمركية
وأعلنت الحكومة البرازيلية من جانبها، تبنيها لخطة جديدة تهدف إلى مساندة الشركات المتضررة من الرسوم الجمركية الجديدة، والتي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على السلع البرازيلية، وتشمل الخطة تمديد فترة استرداد جزء من قيمة الصادرات لجميع الشركات المصدرة إلى الولايات المتحدة، بهدف تعويض الشركات عن جزء من الخسائر الناتجة عن فرض الرسوم الأمريكية المرتفعة مع الحفاظ على تنافسيتها في السوق الأمريكية.
وتتضمن الخطة شراء الحكومة البرازيلية، لمنتجات كان من المقرر تصديرها إلى الولايات المتحدة، في سبيل تقليل الخسائر التي تكبدتها الشركات، وضمان استمرار الإنتاج والتشغيل، وحماية للاقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية، التي سببتها الولايات المتحدة الأمريكية.

الاستثمار الصيني في البرازيل
وزاد الاستثمار الصيني في البرازيل زيادة ملحوظة عام 2025، حيث بلغ إجمالي صفقات الدمج والاستحواذ في النصف الأول من العام، حوالي 1.7 مليار دولار أمريكي، مسجلًا أعلى مستوى له في ثماني سنوات، ورغم الظروف الصعبة التي تشهدها سوق الدمج والاستحواذ العالمية، ارتفعت الاستثمارات الصينية في البرازيل، بنسبة 64% على أساس سنوي، مع انخفاض عدد الصفقات.
وقد زادت الاستثمارات الصينية في البرازيل، وخاصة مع زيارة الرئيس البرازيلي للصين في مايو 2025، والتي نتج عنها أكثر من 4.5 مليارات دولار من الاستثمارات موزعة كالآتي:-
- مجموعة إنفيجن باستثمارات وصلت إلى 1 مليار دولار، من خلال صناعة وقود الطيران المستدام.
- شركة سي جي إن باور بحوالي 529 مليون دولار في قطاع الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية).
- شركة جريت وول موتورز، بحوالي 1.05 مليار دولار في قطاع السيارات.
- شركة لونجسيز، بحوالي 423 مليون دولار من صناعة أشباه الموصلات.
الصين تقود التحول في قطاع الطاقة المتجددة في البرازيل
ويُظهر تحليل أجرته شركة A&M لـ94 استثمارًا صينيًا في البرازيل، على مدى الخمس سنوات الماضية، كما أن مجال الطاقة والموارد الطبيعية يمثل 85% من إجمالي قيمة الصفقات الصينية المعلنة في البرازيل، والتي تصل قيمتها لأكثر من 19 مليار دولار.
وتقود الشركات الصينية، مسيرة التحول في قطاع الطاقة المتجددة في البرازيل، حيث تستثمر الصين في مجمع لويز غونزاغا، كما استثمرت شركة تشاينا ثري جورجيز 68 مليون دولار في مشاريع الطاقة الكهرومائية، فيما حصلت شبكة الكهرباء الحكومية في البرازيل على استثمارات صينية، وصلت إلى 5 مليارات دولار للبنية التحتية للنقل.
ويدعم ما سبق مكانة البرازيل المتميزة في قطاع الطاقة، حيث تعتمد بنسبة 90% من الكهرباء على مصادر منخفضة الكربون، متجاوزةً بذلك المتوسط العالمي البالغ 41%، كما تركز الصين على المعادن الحيوية في البرازيل، وخاصة الليثيوم، من خلال عقد صفقات تزيد قيمتها عن 2.2 مليار دولار منذ أغسطس 2020.
كما يوفر"وادي الليثيوم" الناشئ في البرازيل، مزايا استثمارية جذابة للصين وغيرها من الدول، بسبب وجود رواسب السبودومين عالية الجودة، وتوفير الحكومة البرازيلية لتوصيات المستثمرين، شملت تسهيلات أدت إلى تقليل تكاليف الإنتاج، مع تميز البرازيل بقربها الإستراتيجي من الأسواق الأمريكية والأوروبية.
فرص جديدة أمام الصين للاستثمار في قطاعات مختلفة في البرازيل
- قطاع السيارات الكهربائية:- أصبحت السيارات الصينية منتشرة في كل مكان في شوارع البرازيل، مع استحواذ الشركات الصينية على حصة كبيرة من السوق البرازيلية، حيث استحوذت على أكثر من 80% من حصة سوق السيارات الكهربائية في البرازيل في النصف الأول من عام 2025، تزامنًا مع هيمنة شركة BYD الصينية على سوق السيارات الكهربائية الخالصة، بحصة سوقية تزيد عن 75%.
و يُظهر التصنيع المحلي لشركة BYD الصينية وشركة Great Wall Motors، إلى جانب شراكة جيلي مع شركة رينو، ونهج التوطين الإستراتيجي للسيارات في البرازيل، مع ترسيخ مكانتها كمركز تصدير للسيارات الكهربائية في أمريكا اللاتينية.
- قطاع التكنولوجيا:- وأحرزت شركات التكنولوجيا الصينية، تقدمًا كبيرًا في قطاع خدمات توصيل الطعام في البرازيل، وتُخطط "ميتوان" الصينية، لاستثمار مليار دولار أمريكي على مدار الخمس سنوات القادمة في محاولة للتواجد، وسط منافسة شديدة في السوق المحلية.
- قطاع الذكاء الاصطناعي:- ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في البرازيل، إلى 4.42 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2025، و17.91 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031، ويوفر دعم الحكومة البرازيلية، من خلال الخطة الوطنية للذكاء الاصطناعي البالغة 23 مليار ريال برازيلي، ومتطلبات الطاقة المتجددة لمراكز البيانات، فرصًا لشركات التكنولوجيا الصينية العملاقة، مثل:- (هواوي وتينسنت).

اقرأ أيضًا:-
"صراع الشركاء"، هل تتحول البرازيل من تابع لواشنطن إلى حليف لبكين؟
ترامب يصف البرازيل بأنها من "أسوأ" الشركاء التجاريين لبلاده
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أربع سنوات من النزيف.. الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر الاقتصادي
16 أغسطس 2025 04:46 م
من التأخير إلى الخسائر، إضراب موظفي "إير كندا" يضع صناعة السياحة على المحك (تفاصيل)
16 أغسطس 2025 03:38 م
قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين.. مصالح تحت الرماد، هل تضع الحرب أوزارها؟
16 أغسطس 2025 02:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً