"صراع الشركاء"، هل تتحول البرازيل من تابع لواشنطن إلى حليف لبكين؟
السبت، 16 أغسطس 2025 06:51 م

هل تتحول البرازيل من تابع لواشنطن إلى حليف لبكين؟
ميرنا البكري
تقف البرازيل الآن على مفترق طرق اقتصادي كبير، من جانب لديها رئيس مثل لولا دا سيلفا، والذي يراهن على انفتاح السوق أمام الاستثمارات الأجنبية خاصةً من الصين، ومن جانب آخر تواجه ضغوطًا تجارية ضخمة، قادمة من الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها ترامب، فأصبح المشهد عبارة عن صراع بين فرص النمو الصناعي، والتحديات الخارجية التي قد تعرقل الاقتصاد البرازيلي.

انفتاح برازيلي ورسالة للصين
ولم يعد افتتاح مصنع شركة السيارات الصينية "جي دبليو إم" في ساو باولو مجرد استثمار عادي، بل إشارة واضحة أن البرازيل تتحرك تجاه الشرق أكثر منه الغرب، والمصنع لديه طاقة إنتاجية 50 ألف سيارة في العام، ومع التصدير لدول أمريكا اللاتينية، قد يصبح مركزًا إقليميًا للصناعة الصينية.
ويوفر ذلك ألفي وظيفة جديدة ويزود الإنتاج المحلي، كما يحرك قطاع السيارات الذي يعاني من انسحاب شركات مثل فورد ومرسيدس، أي البرازيل تقول للعالم "نحن غير مرهونين بأمريكا بل لدينا بدائل".
صدمة الرسوم الأمريكية
وحينما فرض ترامب رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع البرازيلية، ضرب قلب التجارة بين البلدين، ما أسماه لولا "اضطرابًا غير ضروري"، لكن الحقيقة أنها أكثر من ذلك، فهذه الرسوم تعني زيادة التكلفة على الصادرات البرازيلية، وبالتالي تخسر الشركات، قدرتها التنافسية في السوق الأمريكي.
وتعتبر أمريكا واحدة من أكبر شركاء البرازيل التجاريين، وهذا الضغط يجعل الحكومة في موقف صعب، فهل تواجه سياسيًا أم تبحث بدائل اقتصادية؟
حزمة الدعم الحكومية
رد البرازيل كان واضحًا، وهو حماية الاقتصاد الداخلي بأي ثمن، كما أعلنت الحكومة خطة دعم تشمل:-
- استرداد جزء من قيمة الصادرات للشركات المتضررة.
- شراء المنتجات المخصصة للتصدير لكي لا يقف الإنتاج.
وهذه الخطة ليست حلًا مؤقت، بل جزء من إستراتيجية أوسع لحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية، بمعنى آخر، البرازيل تجهز نفسها لأي موجة جديدة من التوترات التجارية.
التوقعات الاقتصادية
- قصير المدى بنهاية 2025:- من المتوقع أن تزداد صادرات السيارات البرازيلية بـ38.4%، لتصل لـ552 ألف وحدة، ما يعوض جزءًا من الخسائر مع أمريكا.
- متوسط المدى:- مع دخول الاستثمارات الصينية، ستصبح البرازيل مركز تصنيع وتصدير للسيارات في أمريكا اللاتينية، خاصةً مع انسحاب شركات غربية.
- طويل المدى:- إذا استمرت التوترات مع أمريكا، قد تعزز البرازيل تحالفاتها مع الصين والبريكس، وتعيد رسم خريطة شركاءها التجاريين، لكن هذا يجعلها خارج دوائر النفوذ الأمريكي، ويخلق تحديات سياسية واقتصادية جديدة.
اقرأ أيضًا:-
ترامب يصف البرازيل بأنها من "أسوأ" الشركاء التجاريين لبلاده
البرازيل تعلن حزمة دعم لمساندة الشركات المتضررة من رسوم ترامب

ختامًا، البرازيل تلعب على الطرفين، من جانب، استقبال استثمارات صينية قوية، تعزز التصنيع وتخلق وظائف، ومن جانب آخر، مواجهة الرسوم الأمريكية التي جعلت شركاتها مهددة بخسارة سوق ضخم، لكن رئيس البرازيل واضح في إستراتيجيته:“من يريد الذهاب فليذهب، ومن يريد الاستثمار فالباب مفتوح”، وهذه الرسالة تعني أن البرازيل، مستعدة للمراهنة على الانفتاح على الصين وبريكس، حتى لو سيزيد ذلك التوتر مع أمريكا.
وباختصار، تتحول البرازيل من مجرد لاعب تابع للسوق الأمريكي لمركز إقليمي صناعي لديه بدائل، فيما ستكشف السنوات المقبلة ما إذا كان هذا التحول سيكسر القيود الأمريكية أم سيخلق أزمات جديدة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أربع سنوات من النزيف.. الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر الاقتصادي
16 أغسطس 2025 04:46 م
من التأخير إلى الخسائر، إضراب موظفي "إير كندا" يضع صناعة السياحة على المحك (تفاصيل)
16 أغسطس 2025 03:38 م
قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين.. مصالح تحت الرماد، هل تضع الحرب أوزارها؟
16 أغسطس 2025 02:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً