رسوم أمريكية جديدة على البرازيل، القهوة واللحوم في مرمى العقوبات

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 11:26 ص

أمريكا والبرازيل

ميرنا البكري

في خطوة جديدة من خطوات التصعيد الاقتصادي، فرضت أمريكا رسومًا جمركية جديدة على واردات برازيلية، لكن هذه المرة لم يكن الأمر اقتصاديًا فقط، بل كانت السياسة حاضرة وبقوة، ونتيجه لذلك، ارتفعت الرسوم على منتجات مثل القهوة والسكر واللحوم حتى 50%، ورغم الإعفاءات بدأ التوتر بين أكبر اقتصادين في الأمريكتين يأخذ شكلًا مختلف تمامًا.

ترامب يستخدم "الجمرك" كأداة سياسية

ولا تعتبر الرسوم التي فرضها ترامب على البرازيل مجرد خطوة اقتصادية، بل رسالة سياسية واضحة، فالبيت الأبيض قالها بصريح العبارة: “ما يحدث في البرازيل، يهدد السياسة الخارجية والاقتصاد الأمريكي”، أي أن هذه الرسوم أصبحت جزءًا من أدوات الضغط السياسي، وهو ما يعيدنا لفكرة أن التجارة ليست دائمًا أرقامًا وجمارك، ففي بعض الأحيان قد تكون "ورقة ضغط" في لعبة أكبر.

ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين بالأذى - CNN Arabic — **دونالد ترامب**

التأثير على الصادرات البرازيلية، القهوة واللحمة في المرمى

وأضاف نائب الرئيس البرازيلي، أن الرسوم ستؤثر على حوالي 36% من الصادرات برازيليا لأمريكا، لكن هذه النسبة ليست بسيطة عند إدراك أن المنتجات المتضررة تشمل، القهوة البرازيلية التي تُصدر لكل مكان في العالم، ولحم البقر الذي يُعد من أهم صادرات البرازيل الزراعية، وأيضًا السكر الذي يشكل مصدر دخل كبير للمزارعين، وقد تهدد هذه الرسوم عشرات الآلاف من الوظائف في هذه القطاعات، وتجعل المنتج البرازيلي أقل تنافسية في السوق الأمريكي.

إعفاءات إستراتيجية، عصير برتقال وطيران خارج الحسابات

الأمر اللافت، أن بعض القطاعات خرجت من دائرة الرسوم، مثل عصير البرتقال، ومنتجات الطيران المدني، وهذه الإعفاءات ليست عشوائية، حيث تحاول أمريكا الموازنة بين الضغط السياسي والمصالح التجارية، خاصةً في القطاعات التي بها مصالح أمريكية مشتركة.

توقعات الخبراء، الاقتصاد البرازيلي يتحمل لكن بصعوبة

وتعتقد الخبيرة فالنتينا صادر، من المجلس الأطلسي، أن الضرر موجود لكنه غير مدمر، قائلة إن التعريفات ليست جيدة، لكن كان المُتوقع أسوء"، مشيرة ضمن توقعاتها إلى أن الحكومة البرازيلية تدعم القطاعات المتضررة، محاولة فتح أسواق تصدير بديلة، مما يمكننا أن نرى تحركات سريعة من البرازيل تجاه دول مثل:- (الصين والهند والاتحاد الأوروبي)، لكي تعوض السوق الأمريكي.

حرب تجارية، أم إعادة تشكيل للتجارة العالمية؟

ما يحدث ليس حالة منفردة، حيث تستعد أمريكا لرفع الرسوم على دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي وتايوان، حيث يسعى الرئيس الأمريكي لإكمال خطته لإعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية، ما قد يدخلنا على موجة توترات جديدة مع أكثر من شريكٍ تجاري.

بعد رفع الرسوم لـ50%، البرازيل تجهز ردًا على تعريفات ترامب الجمركية

البرازيل تُحقق في احتمالية وجود تداول داخلي بشأن رسوم ترامب الجمركية

مزايا ومخاطر الاستثمار في البرازيل — **الاقتصاد البرازيلي**

هل البرازيل ترد على الفور؟ أم تلعب على المدى الطويل؟

وحتى الآن، رد البرازيل كان سياسيًا أكثر منه اقتصادي، فيما وعد الرئيس لويس دا سيلفا، بالدفاع عن "سيادة البرازيل"، مهاجمًا العقوبات التي طالت القاضي ألكسندر دي مورايس، لكن لا يوجد ردٌ اقتصادي مباشر، فهل من الممكن أن تفرض البرازيل رسومًا مضادةً؟ أم سترد بفتح أسواقٍ جديدة وتخفيف الاعتماد على أمريكا؟ لكن اللعبة ستكشف بالأسابيع المقبلة.

ختامًا، لا تُعد هذه الرسوم الجمركية مجرد عقابٍ اقتصادي، بل جزء من لعبة سياسية أكبر، والبرازيل الآن في صراع بين المحافظة على سيادتها القضائية، أو خسارة واحد من أكبر أسواقها التصديرية، لكن إذا نجحت في فتح أسواقٍ جديدة وحفزت الإنتاج المحلي، فقد تتحول هذه الأزمة لفرصة، أما السؤال الهام، هل تستمر أمريكا في استخدام التجارة كسلاح سياسي؟ وهل البرازيل تستطيع التكيف؟ أم تترك الحرب التجارية أثرًا طويلًا على الاقتصاد العالمي؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.