أدوات من السماء، طائرات الدرون تحدث ثورة في المراقبة والإنقاذ

الجمعة، 15 أغسطس 2025 01:01 م

الدرون

نفيسه محمود

تُعرف الطائرات بدون طيار، أو الدرون (Drones)، بأنها روبوتات طائرة قادرة على أداء مهام متعددة، سواء عبر التحكم اليدوي عن بعد أو من خلال برمجيات مدمجة تمكنها من التحليق بشكل مستقل.

وتعتبر هذه الطائرات جزءًا من أنظمة الطيران غير المأهولة (UAV)، وتعمل بفضل أنظمة استشعار متطورة ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يتيح لها القيام بمهام دقيقة وحساسة.

لقد تجاوز استخدام الدرون مجرد الهواية ليصبح أداة أساسية في مجموعة واسعة من القطاعات، من المراقبة البيئية إلى العمليات اللوجستية، وحتى في الاستجابة للكوارث.

أين وكيف يتم استخدام الدرون؟

أهم مجالات عمل طائرات الدرون

تحدد الدرون أماكن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض بعد الزلازل

تستخدم طائرات الدرون في مجال إدارة الكوارث والاستجابة لها حيث تساعد في عمليات البحث والإنقاذ من خلال تزوديها بكاميرات عالية الدقة وتقنيات التصوير الحراري مما يمكنها من مسح مساحات واسعة بسرعة للكشف عن الأشخاص وخاصة أنه يصعب استخدام الطرق التقليدية في الكثير من الحالات
مثال: بعد وقوع الزلازل يمكن لطائرات الدرون تحديد الأشخاص العالقين تحت الأنقاض من خلال تتبع حرارة أجسامهم والوصول إلى مناطق يصعب أو يستحيل على فرق الإنقاذ الوصول إليها دون تعريض حياتهم للخطر.

كما تستخدم هذه الطائرات في تقييم الأضرار بعد الكوارث بشكل سريع وفعال حيث تلتقط صورا تفصيلية للمواقع المتضررة وتوفر نظرة شاملة تساعد في فهم حجم الخسائر وتحديد الأولويات في عملية الإصلاح ما بعد الزلزال.

وصول السوق العالمي لطائرات الدرون الزراعية إلى 2.74 مليار دولار أمريكي في 2024

تستخدم طائرات الدرون في مجال الزراعة في مراقبة المحاصيل وتقييم حالتها الصحية من خلال تتبع صحة النباتات واكتشاف الآفات والأمراض في مراحل مبكرة بفضل الكاميرات المتخصصة التي تزودهم ببيانات دقيقة ومفصلة حول حالة النباتات وبالتالي تحدد المناطق التي تعاني من مشكلات والعمل على التدخل السريع لمعالجتها.

وفي الزراعة الدقيقة تستخدم طائرات الدرون المزودة بمستشعرات وكاميرات عالية الدقة لإلتقاط صورة تفصيلية للمزارع مما يتيح تحليل حالة المحاصيل بشكل شامل، وبالتالي تمكين المزارعين من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن رش المبيدات أو توزيع الأسمدة أو ري المحاصيل في الأماكن التي تحتاج إلى ذلك فقط مما يساهم في رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر والتقليل من الأثر البيئي.

وتشير التقديرات إلى بلوغ حجم السوق العالمي للطائرات الزراعية بدون طيار ( الدرون ) إلى 2.74 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 10.26 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 25% بين عامي 2025- 2030.

الدرون تراقب الحيوانات البرية وتكافح الصيد الجائر

تستخدم الدرون في مجال المراقبة البيئية وحماية الحياة البرية حيث تقوم الطائرات بدون طيار بتتبع الحيوانات ومكافحة الصيد الجائر، حيث تتيح هذه الطائرات تغطية مساحات شاسعة وجمع بيانات فورية دون إزعاج الحيوانات مما يساعد الباحثين والمنظمات البيئية على مراقبة تحركات الحيوانات وسلوكها بدقة عالية، كما تساعد الدرون من رصد الصيادين غير القانونيين وخاصة خلال الليل مع التدخل السريع لمنع هذه الأنشطة.

الدرون قادرة على إنشاء خرائطة ثلاثية الأبعاذ للغابات

في مجال إدارة الغابات حيث تتيح طائرات الدرون مراقبة مساحات شاسعة لرصد صحة الأشجار ومتابعة حالات إزالة الغابات واكتشاف أنشطة القطع الجائر للأشجار وباستخدام تقنية LIDAR يمكن لهذه الطائرات إنشاء خرائط دقيقة ثلاثية الأبعاد، وتساعد الدرون في إعادة التشجير من خلال نثر البذور في المناطق الوعرة وصعبة الوصول مما يجعل عملية زراعة الأشجار أكثر كفاءة وسرعة من الطرق التقليدية.

الشركات تستخدم الدرون لرصد الشقوق في المباني بدون الحاجة للفحص البشري

وفي مجال فحص البنية التحتية والبناء، أصبحت الدرون وسيلة آمنة وسريعة وأقل تكلفة مقارنة بالطرق التقليدية مثل استخدام السقالات أو الطائرات المروحية حيث تستطيع الدرون الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتقاط صور ومقاطع فيديو عالية الجودة مما يساعد المهندسين رصد أي مشاكل مثل الشقوق دون الحاجة للتواجد الميداني مما يضمن دقة الفحص ويقلل من المخاطر.

تساعد الدرون في فحص توربينات الرياح والألواح الشمسية

تستخدم طائرات الدرون في مجال الطاقة في عمليات التفتيش والصيانة التي كانت تستغرق وقتا طويلا وتشكل مخاطر على فرق العمل مثل التفتيش على توربينات الرياح والتقاط الصور والفيديوهات لأجزاء المراوح المختلفة وبالتالي تتيح للمتخصصين اكتشاف أي تلف أو تآكل بسرعة وإجراء الإصلاحات بشكل أسرع.

وبالنسبة للألواح الشمسية تساعد الدرون في فحص مساحات واسعة في المزارع الشمسية بسرعة وكفاءة من خلال اكتشاف النقاط الساخنة الناتجة عن الأضرار أو تراكم الأوساخ التي قد تؤدي إلى فقدان الطاقة.

**استخدام الدرون في فحص توربينات الرياح**

وصول حجم سوق الطائرات المسيرة الترفيهية العالمية إلى 6.4 مليار دولار في 2024

تستخدم الدرون في مجال الإعلام والترفيه في تغطية الأحداث وصناعة المحتوى من خلال توفير زوايا تصوير مميزة بسهولة وبأقل تكلفة، كما تعمل على تغطية الفعاليات مثل المباريات أو المهرجانات، حيث تستطيع التقاط صور ومشاهد بانورامية من خلال مرونتها في التحرك بسرعة لتغطية مناطق متعددة من الحدث وتوفير لقطات حية ومباشرة.

وفي مجال التصوير السينمائي، فقد أصبح طائرات الدرون أداة أساسية المخرجين ومصوري الفيديو حيث تسمح بالتقاط مشاهد جوية دون الحاجة لاستخدام الرافعات أو الطائرات المروحية مما يقلل التكاليف ويزيد من الإبداع، كما تتيح التحليق في أماكن ضيقة وتوفر صور بزوايا دقيقة.

وقد قدر حجم سوق الطائرات المسيرة الترفيهية العالمية بنحو 6.4 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12% خلال الفترة 2025-2030 ويكتسب السوق العالمي للطائرات المسيرة الترفيهية نموًا ملحوظًا.
كما توفر الطائرات فرص قابلة للتخصيص بشكل كبير لبناء العلامات التجارية حيث تمكن الشركات من إنشاء عروض جوية مؤثرة للتسويق والتفاعل.

الدرون تحلل مسارح الجرائم وتوثق الأدلة دون الحاجة إلى لمس موقع الجريمة

تلعب الطائرات بدون طيار دور مهم في مجالات السلامة العامة وتنفيذ القانون حيث أصبحت تستخدم في تحليل مسارح الجرائم ومراقبة الحشود بشكل أدق وفعالية في تحليل مسرح الجريمة، كما تتمكن طائرات الدرون من التقاط صور جوية عالية الدقة من زوايا متعددة مما يساعد المحققين على رصد تفاصيل دقيقة قد لا تكون مرئية من مستوى الأرض، كما تستخدم لتصوير صور تستخدم لتوثيق الأدلة بشكل دقيق دون الحاجة إلى لمس موقع الجريمة مما يساهم في الحفاظ على سلامة الأدلة.

وأصبحت الدرون تستخدم في مراقبة الحشود فهي تعد أداة مثالية في الفعاليات الكبري والتجمعات العامة، فهي تحلق فوق التجمعات لتوفير مشاهد مباشرة لحركة الحشود مما يساعد الجهات الأمنية في رصد المشكلات مثل الازدحام أو السلوك غير المنضبط في الوقت الفعلي مما يمكن الجهات الأمنية من التدخل السريع، وتعتبر الدرون أقل تكلفة في هذه الحالة من الاستعانة بأعداد كبيرة من أفراد الأمن.

تستخدم الدرون في تسويق العقارات وتقييم الأراضي بدقة

أحدثت طائرات الدرون تحولا كبيرا في قطاع العقارات وإدارة الممتلكات حيث أصبحت أداة فعالة في تسويق العقارات وتقييم الأراضي بدقة، وتمكن الطائرات بدون طيار من تقديم لقطات جوية تعرض العقار بالكامل ومحيطه مما يمنح المشترين تصورا شاملا للمنطقة ، وهذا النوع من التصوير يبرز مزايا العقار بشكل جذاب ويجعل الإعلانات أكثر تميزًا، وفي أعمال المسح العقاري تعمل الطائرات بدون طيار كوسيلة دقيقة وسريعة لجمع البيانات المكانية فهي قادرة على مسح مساحات شاسعة في وقت قصير مما يساعد المطورين على اتخاذ قرارات أسرع وتوفر التكاليف، كما توفر بيانات دقيقة وموثوقة تعد أساسية في مراحل التخطيط والتطوير العقاري.

بقيمة تسويقية تتجاوز الـ41.79 مليار دولار، «الدورنز» من سلاح عسكري لثروة اقتصادية عالمية

حروب الدرونز، الطائرات بدون طيار تقلب الموازين العسكرية في العالم

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.