الفيزياء تطمئنك والاقتصاد يخدعك، من يدفع ثمن رسوم ترامب الجمركية؟
الخميس، 14 أغسطس 2025 06:25 ص

ترامب
إذا كان في قوانين الفيزياء ما يطمئننا إلى استقرار العالم من حولنا، فإن قوانين الاقتصاد أقل وفاءً بهذا العهد، الكرة ستتدحرج من أعلى التل، والسيارة المركونة لن تختفي فجأة، لكن في الاقتصاد؟ الكرسي الذي تراه اليوم في المتجر، قد لا تجده غدًا.

في 2 أبريل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أكبر حزمة رسوم جمركية تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، ضمن ما سمي حينها بيوم التحرير التجاري.
فجأة، ضرب الذعر أسواق المال، وخرج خبراء الاقتصاد يلوحون بأعلام التحذير من موجة تضخمية قادمة، ومعها، قفزت التوقعات، أسعار الملابس قد ترتفع 64%، بحسب مختبر الميزانية في جامعة ييل، لكن المثير للدهشة، أن تلك التوقعات لم تتحقق فورًا.
أين اختفى تأثير الرسوم الجمركية؟
بعد أكثر من عام ونصف على فرض الرسوم، لا تزال الأسواق نشطة، والتضخم منخفض نسبيًا، بل إن أسعار الملابس انخفضت قليلاً.
فهل كانت التوقعات مبالغًا فيها، أم أن التأثير قادم في الطريق؟ للإجابة، تابع الباحث ألبرتو كافالو من جامعة هارفرد حركة الأسعار في مئات آلاف المنتجات الأمريكية، ورصد من يتحمل فعليًا عبء تلك الرسوم، هل هي الشركات الأجنبية؟ أم الأمريكية؟ أم المستهلك نفسه؟
اقرأ أيضًا:
ترامب: قلّصت خياراتي لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي إلى 4 مرشحين
المصدرون الأجانب هل يضحون بالربح؟
رهان إدارة ترامب كان بسيطًا، إذا فرضت رسومًا على البضائع المستوردة، فإن الشركات المصدرة ستضطر إلى خفض أسعارها للحفاظ على الأسواق الأمريكية، أكبر قاعدة مستهلكين في العالم، والفكرة مغرية على الورق، لكن الواقع أكثر تعقيدًا.
ولم تظهر بيانات مؤشر أسعار الواردات انخفاضًا ملحوظًا، بل ارتفعت تدريجيًا، ما يعني أن الشركات الأجنبية لم تضحي بأرباحها، كما توقع صانعو القرار الأمريكيون، تمامًا كما حدث في جولة الرسوم الأولى عام 2017.

الشركات الأمريكية أرباح أقل أم زبائن غاضبون؟
وفي أرض الواقع، الشركات الأمريكية هي من يدفع الرسوم الجمركية عند دخول السلع عبر الموانئ والمطارات، ومع أن بعض الشركات اختارت التحوط مبكرًا مثل "آبل" التي شحنت مئات الأطنان من الهواتف قبل بدء تطبيق الرسوم فإن المخزون لا يدوم طويلاً.
هنا تواجه الشركات معضلة، هل تمتص الضريبة من أرباحها، أم ترفع الأسعار وتخاطر بفقدان الزبائن؟ شركة جنرال موتورز مثلاً اختارت الخيار الأول، وخسرت أكثر من مليار دولار في أرباحها الفصلية، وفي الوقت نفسه، تنتظر شركات أخرى مزيدًا من الوضوح من الحكومة قبل اتخاذ القرار الصعب، وهو رفع الأسعار.
اقرأ أيضًا:
قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين الجمعة القادمة لمناقشة طرق وقف الحرب
المستهلك الأمريكي يدفع ولو خفية
وحين تنفد الحيل والمخازن، يدفع المستهلك الثمن، ارتفعت الأسعار بنسبة 3% في فئات مثل الإلكترونيات والأثاث، خصوصًا المنتجات ذات المنشأ الصيني، لكن ارتفاع السعر ليس دائمًا علنيًا.
في كثير من الحالات، تلجأ الشركات إلى تقنيات الإخفاء، وتقليص الكمية في العبوة، واستخدام مواد أرخص، وحذف المغريات التسويقية، أو ببساطة إخفاء بعض المنتجات من السوق نهائيًا.

حين يصبح الاستيراد غير مجدي
وبعض الشركات قررت بصمت أنها لن تستورد بعد الآن، الرسوم المرتفعة جعلت منتجات معينة غير مربحة، فتراجعت الواردات من الصين بنسبة 10% بعد فرض الرسوم الأولى.
وما يعني أن التأثير قد لا يظهر في السعر، بل في اختفاء الخيارات، كرسي الحديقة الذي اعتدت رؤيته؟ قد لا يصنع مجددًا.
الفيزياء تقف عاجزة
وفي الفيزياء، لكل فعل رد فعل، أما في الاقتصاد، فقد تكون النتيجة لا شيء في المدى القريب، والأسعار لا ترتفع بالضرورة، والخيارات قد تختفي دون أن نلاحظ، والقوة الشرائية لا تعني دائمًا قوة تسعيرية.
والمستهلك قد لا يدرك أنه يدفع، حتى يفقد شيئًا ظنه بديهيًا، تقول قوانين الفيزياء إن الكرسي لا يختفي فجأة، لكن قوانين الاقتصاد؟ تخبرنا أن الكرسي قد يرحل دون إنذار.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية
13 أغسطس 2025 08:16 م
الطباعة ثلاثية الأبعاد، ثورة صناعية تحول الأفكار إلى واقع ملموس
12 أغسطس 2025 05:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً