ترامب يثير الجدل من جديد.. بين شعارات الأمن وواقع الاقتصاد الحضري في واشنطن

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 09:43 ص

ترامب

في مشهد يتكرر من حين لآخر، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى واجهة النقاش العام بتصريحات مثيرة للجدل، حول أزمة الجريمة والمشردين في العاصمة الأمريكية واشنطن.

يأتي ذلك في وقت يستعد فيه ترامب، لعقد مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بهدف القضاء على الجريمة، حيث تشير البيانات الرسمية إلى اتجاهٍ مغايرٍ تمامًا، ما يسلط الضوء على فجوة ملحوظة بين الخطاب السياسي والواقع الاقتصادي.

مقاربة أمنية لتحديات اقتصادية؟

ووصف الرئيس الأمريكي واشنطن بأنها واحدة من أخطر مدن العالم، دعيًا إلى طرد المشردين من العاصمة، ومقترحًا في نفس الوقت نقلهم إلى أماكن إقامة بعيدة عن المدينة، ضمن خطةٍ تشمل التجميل الحضري.

ولا يخلو هذا الطرح من تبعات اقتصادية واجتماعية معقدة، إذ إن قضية التشرد في المدن الكبرى بما فيها واشنطن، ترتبط بشكل مباشر بارتفاع تكاليف الإسكان فضلًا عن تفاوت الدخل، وغياب البنية التحتية الاجتماعية الكافية، لمعالجة الفقر والإدمان والصحة العقلية.

وفي هذا السياق، فإن التجميل ليس سوى قشرة خارجية لأزمةٍ أكثرَ تعقيدًا، خصوصًا في ظل غياب سياسات طويلة الأمد، لمعالجة الجذور الاقتصادية للتشرد.

دونالد ترامب يمد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يوما

ماذا تقول الأرقام؟

وفي الوقت الذي يصر فيه ترامب على أن العاصمة تغرق في الجريمة، تكشف البيانات الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية، وقسم شرطة العاصمة، انخفاضًا كبيرًا في معدلات الجرائم وتشمل:-

جرائم العنف:- والتي تراجعت بنسبة 35% بين 2023 و2024، لتنخفض مجددًا بـ26% في 2025.
جرائم القتل:- والتي شهدت هبوطًا بنسبة 12% منذ بداية العام.
السطو والاعتداء:- حيث انخفضت بشكل ملحوظ وصل إلى نسبة الـ28% و20% على التوالي.

ويعكس هذا التراجع جهودًا أمنية واقتصادية محلية ناجحة في إعادة الاستقرار للمدينة، كما يظهر أن واشنطن -بعكس ما يصوره ترامب- تسير نحو التحسن وليس التدهور، لا سيما وأن المدينة تتمتع بتصنيف ائتماني من الدرجة الأولى (AAA)، ما يعكس الثقة في إدارتها المالية، واستقرارها الاقتصادي.

السيطرة الفيدرالية بين القانون والسياسة

وتأتي إعادة طرح ترامب لفكرة السيطرة الفيدرالية على واشنطن، لفتح الباب على تساؤلات قانونية ودستورية، إذ يتطلب ذلك إلغاء قانون الحكم الذاتي الصادر عام 1973م، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون موافقة الكونجرس.

ومن الناحية الاقتصادية، فإن فرض السيطرة الفيدرالية على واشنطن، قد يؤدي إلى إرباك في الاستثمارات والثقة التجارية، خاصة وأن أي زعزعة للاستقلال المحلي للمدينة، تنعكس سلبًا على مناخ الأعمال وسوق العقارات.

ترامب ينشر قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن لخضوعها تحت السيطرة الفيدرالية

انتشار أمني واسع ولكن..

وتم نشر ما يقرب من 450 عنصرًا من وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، في ما يبدو محاولة لإظهار الحزم، لكن نتائج عمليات الاعتقال حتى الآن، تشير إلى مخالفات متفرقة من حمل سلاح دون ترخيص، إلى القيادة برخصة معلقة، وهي قضايا لا ترقي لمستوى الانفلات الأمني الذي يحذر منه الرئيس الأمريكي.

وبحسب تصريحات عمدة واشنطن، موريل باوزر، فإن "هذه الاعتقالات لا تختلف عن تقارير الشرطة اليومية"، ما يعكس تناقضًا صارخًا بين التصريحات السياسية، والواقع الأمني.

الاقتصاد لا يخضع للشعارات

وتعكس تحركات ترامب الأخيرة، محاولة لتوظيف ملف الجريمة في سياق شعبي، دون اعتبار للبيانات الاقتصادية والواقعية، والتي تشير إلى تحسن نسبي في مؤشرات الأمن والاستقرار في واشنطن.

وفي الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأميركي من تحديات حقيقية، كالتضخم وتفاوت الدخول وأسعار السكن، فإن التركيز على التشرد والتجميل دون معالجة الجذور الهيكلية للفقر، قد يكون خطوة قصيرة الأمد، تفتقر إلى الأثر الفعلي.

وتحاول بعض الأصوات، تصوير العاصمة كمنطقة خارجة عن السيطرة، فيما تُظهر الأرقام صورة أكثر توازنًا، بل وحتى إيجابية في بعض الجوانب.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.