المستشفى الذكي، من محاكاة «تسينغهوا» إلى ثورة عالمية في الرعاية الصحية

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 03:47 ص

المستشفى الذكي

في زمن تتسارع فيه الابتكارات الطبية والتقنية بوتيرة غير مسبوقة، يطل مشروع Agent Hospital، كأحد أكثر النماذج طموحًا في تقاطع الذكاء الاصطناعي مع الطب.

ما بدأ كمحاكاة بحثية في جامعة تسينغهوا الصينية، بات اليوم، يطرح كخطة عملية قابلة للتنفيذ، تحمل وعودًا بإعادة صياغة طريقة تقديم الخدمات الصحية، وربما إعادة تشكيل اقتصاد الصحة العالمي خلال العقد المقبل.

من التجربة الأكاديمية إلى التطبيق الواقعي

تقوم الفكرة الأساسية للمشروع على دمج وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمين داخل البنية التشغيلية للعيادات والمستشفيات، جنبًا إلى جنب مع الأطباء البشريين.

هذا المزيج بين القدرة التحليلية السريعة للآلات والخبرة الإنسانية للطواقم الطبية، يفتح الباب أمام خدمات صحية أكثر دقة وسرعة.

التصور يشمل عيادات هجينة تعمل بتكامل بين الإنسان والآلة، واستشارات فورية يقدمها متخصصون رقميون معتمدون، إضافة إلى إتاحة خدمات الرعاية الطبية المتقدمة لسكان المناطق النائية عبر الهواتف الذكية.

15 مليار دولار ، استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي الطبي تفتح آفاقاً جديدة للرعاية الصحية

البعد الاقتصادي.. كفاءة أعلى وتكاليف أقل

من الناحية الاقتصادية، يمثل المشروع فرصة هائلة لتقليص الهدر المالي في قطاع الصحة، الذي يعد من أكثر القطاعات استنزافًا للموارد عالميًا.

الأتمتة الذكية تقلل الحاجة إلى فرق إدارية كبيرة، وتختصر زمن التشخيص من أيام إلى دقائق، ما يوفر للمؤسسات الطبية ملايين الدولارات سنويًا.

كما أن دقة التشخيص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقلل من الأخطاء الطبية، وهو ما يعني انخفاض التعويضات والمصاريف التأمينية، وفتح المجال أمام نماذج جديدة للتأمين الصحي قائمة على الاشتراك الرقمي أو الدفع مقابل الخدمة.

الأثر الاجتماعي.. ديمقراطية الوصول إلى الصحة

يمكن لمشروع Agent Hospital أن يحقق قدرًا أكبر من العدالة في توزيع الخدمات الصحية، سكان المناطق الريفية والنائية، الذين طالما عانوا من نقص الكوادر الطبية أو ضعف البنية التحتية، سيكون بإمكانهم الوصول إلى نفس مستوى الرعاية الذي يحصل عليه سكان المدن الكبرى، ودون الحاجة إلى تكاليف السفر أو الانتظار الطويل.

هذه المساواة في الوصول إلى الرعاية قد تعني تحسنًا في مؤشرات الصحة العامة على مستوى الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.

الذكاء الاصطناعي يدوّن الملاحظات الطبية، فهل يستطيع إنقاذ النظام الصحي؟

التحديات التي تواجه الثورة الصحية

رغم الآفاق الواعدة، يواجه المشروع عدة عقبات جوهرية، الإطار التشريعي لا يزال بحاجة إلى تحديثات واسعة تسمح للوكلاء الآليين باتخاذ قرارات طبية حساسة.

كذلك، تمثل حماية البيانات الطبية تحديًا كبيرًا، إذ تعد السجلات الرقمية هدفًا مغريًا للهجمات الإلكترونية، ما يتطلب استثمارات ضخمة في الأمن السيبراني.

إلى جانب ذلك، قد يواجه المشروع بطئًا في التبني بسبب عوامل ثقافية، إذ لا يزال الكثير من المرضى والأطباء مترددين في الاعتماد على طبيب آلي لاتخاذ قرارات علاجية مصيرية.

فرص الاستثمار والنمو

إن سوق تقنيات الرعاية الصحية القائمة على الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز 500 مليار دولار بحلول عام 2035، هذا النمو السريع سيجذب شركات التكنولوجيا العملاقة، وشركات التأمين، وحتى الحكومات، في سباق للاستحواذ على حصة من هذا القطاع الواعد.

الاستثمار في البنية التحتية الرقمية للرعاية الصحية سيصبح عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات النمو الاقتصادي للدول، وما بدأ في أروقة جامعة تسينغهوا كتجربة أكاديمية، قد يتحول إلى بنية تحتية صحية عالمية جديدة، حيث يصبح الطبيب البشري والذكاء الاصطناعي شريكين متكاملين.

النتيجة المحتملة هي رعاية أسرع وأكثر دقة وأقل تكلفة، مع آفاق اقتصادية واستثمارية هائلة، إذا ما تم تجاوز التحديات التشريعية والتقنية، الثورة الصحية تبدو حتمية، والسؤال الآن هو: من سيتصدر قيادتها، وأي الدول ستجني ثمارها أولًا؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.