الإثنين، 11 أغسطس 2025

10:16 م

رهان الشركات المتعثرة على البتكوين، طوق نجاة أم تذكرة ذهاب بلا عودة؟

الإثنين، 11 أغسطس 2025 05:04 م

البتكوين

البتكوين

في عالم المال، حيث تتحرك القرارات الاستثمارية خلف الأخبار العاجلة والمؤشرات المتقلبة، برزت خلال العامين الأخيرين ظاهرة تثير الكثير من الجدل، شركات متعثرة ماليًا، بعضها بعيد تمامًا عن قطاع التكنولوجيا أو الاقتصاد الرقمي، تقرر استثمار مليارات الدولارات في البتكوين، وكأنها عثرت على مفتاح الحياة.

البتكوين 

من شركات الضيافة إلى صانعي السجائر الإلكترونية، ومن شركات التعدين إلى مصانع الرقائق الإلكترونية، الجميع يسابق الزمن لشراء حصص ضخمة من العملة الرقمية الأشهر. 

والنتيجة؟ قفزات في أسعار الأسهم بمجرد الإعلان عن حيازة البتكوين، حتى وإن كانت هذه الشركات لا تمتلك مسارًا واضحًا لتحقيق أرباح من نشاطها الأساسي.

 

منطق السوق.. بين الطموح والنجاة

المدافعون عن هذه الاستراتيجية يطرحون مبررات تبدو مقنعة على الورق:

رفع القيمة السوقية وجذب المستثمرين: مجرد دخول البتكوين إلى الميزانية العمومية كفيل، في بيئة استثمارية متعطشة للأصول الرقمية، بإشعال موجة شراء على أسهم الشركة.

التحوط ضد التضخم: في زمن تتآكل فيه القوة الشرائية بسبب ارتفاع الأسعار، ينظر البعض إلى البتكوين كمخزن للقيمة بفضل محدودية المعروض منه.

تنويع أصول الخزانة: بعض الشركات تبرر الخطوة بأنها جزء من إدارة أكثر جرأة للسيولة، على غرار ما تفعله بعض المؤسسات المالية الكبرى.

جذب المضاربين: التقلب الحاد للبتكوين يعني تذبذبًا أكبر لأسهم الشركة، وهذا يجذب فئة من المتداولين الباحثين عن تحركات سعرية سريعة.

 

اقرأ أيضًا:

هل ينهار نظام الدورة السعرية التاريخية لعملة بتكوين المشفرة؟ تقرير يوضح

التاريخ يعيد نفسه.. ولكن بنكهة رقمية

المفارقة أن هذا العبث الاستثماري يذكر كبار المحللين بما حدث في نهاية التسعينيات أثناء فقاعة الإنترنت، حينها كانت الشركات تسعى لصياغة اسمها التجاري لتقفز أسهمها إلى مستويات خيالية، قبل أن تنفجر الفقاعة وتتبخر المكاسب.

اليوم، لا يختلف المشهد كثيرًا، إضافة البتكوين إلى أصول الشركة يمنحها هالة من الحداثة والجرأة، لكن المخاطر الكامنة خلف هذه الخطوة هائلة، خاصة وأن سوق العملات المشفرة ما يزال شديد التقلب ويفتقر إلى أطر تنظيمية واضحة في كثير من الدول.

 العملات المشفرة

أرقام تكشف حجم الظاهرة

بحسب بيانات شركة "أركيتكت بارتنرز"، جمعت 154 شركة عامة أو التزمت بجمع 98.4 مليار دولار خلال عام واحد فقط لشراء العملات المشفرة.

والمفارقة، أنه قبل هذا الاندفاع، لم يكن يتجاوز عدد الشركات التي دخلت هذا المسار 10 شركات بواقع 33.6 مليار دولار.

حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخل على الخط، إذ جمعت شركته الإعلامية العائلية 2 مليار دولار في يوليو 2025 لشراء البتكوين وأصول مرتبطة به.

 

اقرأ أيضًا:

ترامب: أمريكا باعت بتكوين بـ366 مليون دولار وقيمتها الآن 22 مليار

المخاطر.. سلاح ذو حدين

التحذيرات لا تأتي فقط من الأكاديميين، بل من مستثمرين مخضرمين في سوق الكريبتو، فالمخاطر تشمل:

تأثير الانهيار المفاجئ: أي هبوط حاد في سعر البتكوين قد يمحو مليارات من القيمة السوقية للشركات خلال أيام.

تذبذب الثقة: المستثمرون قد يفقدون الثقة سريعًا إذا تبين أن الرهان على البتكوين لم يكن مدعومًا بخطة تجارية واضحة.

زيادة هشاشة الشركات: إذا كانت الشركة من الأساس في وضع مالي صعب، فإن خسائر إضافية من استثمارات عالية المخاطر قد تدفعها إلى حافة الإفلاس.

عدوى السوق: إذا انهارت شركات كبيرة تبنت هذه الاستراتيجية، قد يتسع أثرها إلى الأسواق الأوسع، كما حدث في أزمات مالية سابقة.

البتكوين

لماذا تنجح أحيانًا؟

نماذج مثل MicroStrategy عام 2020 تظهر أن الرهان على البتكوين قد ينجح إذا جاء في توقيت مثالي ووسط موجة صعودية قوية، إذ قفزت القيمة السوقية للشركة بشكل هائل، وأصبحت مثالًا للشركات، لكن حتى هذه الحالة ما زالت عرضة لانعكاس المسار إذا تغيرت ظروف السوق.

بين الإغراء والمقامرة

البتكوين بالنسبة للشركات المتعثرة يشبه حبل النجاة الذي قد يسحبها إلى بر الأمان أو يغرقها في الأعماق، وفي زمن تتقاطع فيه الرغبة في البقاء مع شهية الأسواق للمخاطرة، قد يصبح القرار استثمارًا ذكيًا أو مقامرة خاسرة، والفرق بين الاثنين قد تحدده تغريدة، أو قرار تنظيمي، أو تصحيح سعري عنيف في سوق الكريبتو.

حتى ذلك الحين، ستبقى هذه الظاهرة واحدة من أكثر ملفات الاقتصاد الرقمي إثارة للجدل، وأحد الأمثلة الحية على كيف يمكن للأمل في الربح أن يطغى على الخوف من الخسارة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search