الثلاثاء، 05 أغسطس 2025

04:40 ص

إمبراطورية «ماسك» تهتز، السياسة تقود أغنى رجل في العالم لأخطر أزماته

الثلاثاء، 05 أغسطس 2025 12:40 ص

إيلون ماسك

إيلون ماسك

في لحظة فارقة من تاريخ رأس المال المتشابك بالسلطة، وجد إيلون ماسك نفسه أمام أخطر مفترق طرق في مسيرته، فمن رجل يروج للمريخ والمركبات الكهربائية، إلى شخصية تصدر قرارات داخل البيت الأبيض، ولم يكن صعود ماسك إلى موقع النفوذ السياسي إلا خطوة نحو أزمة لم تكن في الحسبان.

إيلون ماسك

من رجل المستقبل إلى لاعب سياسي متهور

مع بداية الولاية الثانية لدونالد ترامب، تولى ماسك دورًا غير رسمي تحت مسمى وزارة الكفاءة الحكومية، وهي منصة ابتكرها بنفسه لإصلاح الجهاز الإداري، لكنها سرعان ما تحولت إلى أداة لاستعراض القوة والتدخل في كل شيء، من المشتريات الفيدرالية إلى سياسات الذكاء الاصطناعي.

في البداية، بدا أن النفوذ السياسي سيصب في مصلحة إمبراطور شركاته، حيث حصلت تسلا وسبيس إكس وإكس إيه آي على عقود حكومية ضخمة وتسهيلات استثنائية. 

لكن سرعان ما بدأت الخيوط تنفلت، خاصة مع اتساع رقعة الخلاف بينه وبين ترامب، على خلفية تنافس خفي على النفوذ داخل الإدارة الأمريكية.

اقرأ أيضًا:

ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟

القطيعة مع ترامب.. البداية الحقيقية لانهيار الصورة

انفجرت الأزمة عندما انتقد ماسك علنًا بعض سياسات ترامب الداخلية، وخاصة المتعلقة بالضرائب والتعليم، ثم تطورت الأمور إلى خلاف شخصي حاد. 

وصل التوتر ذروته حين وصف ماسك سياسات ترامب بالارتجالية والخطرة، ورد ترامب بتصريحات لاذعة وصف فيها ماسك بـ"الطفل المدلل" الذي يعيش على الدعم الحكومي.

هذه القطيعة لم تكن مجرد صراع شخصي، بل كانت إعلانًا لنهاية علاقة اقتصادية سياسية معقدة، فقد بدأ ترامب بسحب الامتيازات التي كانت شركات ماسك تعتمد عليها، وأصدر قرارات بتقليص الدعم الفيدرالي للسيارات الكهربائية، وألمح إلى إمكانية مراجعة عقود سبيس إكس الدفاعية، ما تسبب في صدمة فورية لأسواق المال.

شركة تسلا

تسلا تحت الضغط.. علامة تجارية عملاقة تنهار

شركة تسلا، التي مثلت الحلم البيئي العالمي، كانت أول المتضررين من هذه المواجهة، انخفضت مبيعات الشركة في الربع الثاني من العام بنسبة فاقت التوقعات، وأدى التهديد بإلغاء الإعفاءات الضريبية للمشترين إلى تراجع كبير في الطلب على سياراتها.

في وول ستريت، لم يكن هذا مجرد تراجع مؤقت، حيث فقدت أسهم تسلا نحو 30% من قيمتها في أقل من شهر، وتكاثرت التساؤلات حول قدرة الشركة على المحافظة على مركزها في ظل تراجع ثقة المستهلكين والمستثمرين. 

كما بدا واضحًا أن الخسارة لم تكن في الأرقام فقط، بل في الرمزية، فلم تعد تسلا تمثل المستقبل الواعد، بل مشروعًا فرديًا مربوطًا بمزاج مؤسسها.

 

اقرأ أيضًا:

«SpaceX» تستثمر 2 مليار دولار في شركة إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي «xAI»

 

سبيس إكس.. القوة الفضائية تتعرض للارتطام بالأرض

في موازاة الانهيار في قطاع السيارات، تعرضت سبيس إكس لهزة سياسية خطيرة، الشركة التي تسيطر على الجزء الأكبر من الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية حول العالم أصبحت فجأة هدفًا للنقد من داخل الإدارة الأمريكية نفسها. 

تهديد ماسك أو تلميحه بتعليق التعاون مع ناسا والجيش في حال استمرار الضغط عليه، تم تفسيره من البعض على أنه قصور إدراي باعتباره ابتزازًا للأمن القومي.

بدأت أصوات داخل البنتاجون تطالب بمراجعة عقود الشركة، وظهرت دعوات صريحة لإيجاد بدائل أكثر استقرارًا وأقل ارتباطًا بشخصية متقلبة. 

هذه التحولات لم تعرض فقط عائدات الشركة للخطر، بل وضعت صورتها كركيزة في الاستراتيجية الفضائية الأمريكية على المحك.

إكس إيه آي

ذكاء اصطناعي دون عائد.. نزيف إكس إيه آي

أما مشروع إكس إيه آي، والذي أطلقه ماسك كمنافس لمنصات الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل أوبن إيه آي وجوجل، فقد بدا أكثر هشاشة في هذه العاصفة. 

الشركة الناشئة التي تخسر أكثر من مليار دولار شهريًا لم تنتج حتى الآن نموذجًا اقتصاديًا واضحًا، وبات المستثمرون يترددون في ضخ المزيد من الأموال وسط حالة الاضطراب السياسي التي تحيط بمؤسسها.

تراجع النفوذ السياسي لماسك يعني بالضرورة تراجعًا في قدرته على الحصول على تسهيلات أو دخول في مشاريع اتحادية تتطلب استقرارًا ووضوحًا في القيادة، ومع ضعف الأداء المالي وتقلص ثقة السوق، فإن مستقبل إكس إيه آي يبدو غامضًا في الوقت الراهن.

اقرأ أيضًا:

ماسك يخسر 14 مليار دولار في يوم واحد، السياسة تضرب ثروة أغنى رجل في العالم

الخسائر تتسارع.. المال، والمكانة، والشرعية

لم يكن تراجع الأسهم هو الخسارة الوحيدة، ففي غضون أسابيع، فقدت شركات ماسك مجتمعة أكثر من 70 مليار دولار من قيمتها السوقية. 

تسربت أنباء عن استقالات جماعية في فرق القيادة العليا، خاصة في تسلا، وبدأت بعض الصناديق الاستثمارية الكبرى في بيع حصصها بشكل صامت.

وعلى الأرض، انعكست هذه الأزمة على المستهلكين أيضًا، ظهرت حملات احتجاجية قادها ملاك سيارات تسلا يطالبون بفصل ماسك عن إدارة الشركة. 

في سابقة رمزية، بدأت ملصقات توزع في مواقف السيارات تطلب من الناس عدم تمويل الجنون، في إشارة إلى ارتباط مشترياتهم بسلوك ماسك السياسي والشخصي.

ترامب وماسك

هل يسقط العبقري على يد نفسه؟

ربما لم يعد ترامب هو التهديد الأخطر لماسك، فالرجل الذي خلق أسطورته بيده، بدأ أيضًا يهدمها بقراراته، وخطاباته، وتغريداته، ولم تعد الأزمة تتعلق فقط بعقد أو قانون ضريبي، بل بشخص فقد التوازن بين العبقرية والتهور.

أمام ماسك الآن خياران، إما أن يعيد التموضع والانسحاب من المشهد السياسي لاستعادة ثقة السوق، أو أن يواصل السير في طريق المواجهة الشاملة، بما قد يؤدي إلى انفجار داخلي يهدد مستقبل إمبراطوريته بالكامل.

دروس من سقوط نجم

قصة إيلون ماسك تكشف بشكل صارخ هشاشة النجاح إذا ارتبط بشكل مفرط بشخص واحد، فحتى أكثر الإمبراطوريات التقنية ابتكارًا قد تنهار عندما تتغذى على المزاج، وتدار بالتغريدات، وتحكم عبر تحالفات سياسية وقتية.

العبقري الذي أعاد تعريف السفر إلى الفضاء، وغير خريطة السيارات، وراهن على الذكاء الاصطناعي، قد يكتشف متأخرًا أن أعظم تهديد له.. كان هو نفسه.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search