الإثنين، 04 أغسطس 2025

02:35 ص

«الطريق إلى بكين»، إفريقيا تفر من رسوم ترامب إلى الصين

الأحد، 03 أغسطس 2025 02:51 م

إفريقيا في مرمى الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين

إفريقيا في مرمى الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين

ميرنا البكري

توضع القارة السمراء فجأة في قلب معركة اقتصادية بين أمريكا والصين، لكن بعد قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على صادرات 22 دولة إفريقية، بينما أغلقت أمريكا الأبواب فيما تفتحها الصين على مصراعيها، والنتيجة إفريقيا تتحرك بخطى سريعة تجاه بكين، هروبًا من ضغط اقتصادي بدأ يخنق قطاعات كاملة.

وفقًا لاستطلاع بلومبرج.. كيف أصبحت الصين الأكثر تأثيرًا في أفريقيا؟
الصين تفتح أبوابها  للقارة السمراء

ترامب يشعل الحرب التجارية من جديد

أعلن ترامب، في أبريل الماضي، أنه سيفرض رسوم متبادلة على الدول التي لديها عجز تجاري مع أمريكا، لكن الحقيقة أن الرسوم استهدفت الدول الإفريقية على أساس فرق الميزان التجاري، حيث فرض 30% رسوم على ليبيا وجنوب إفريقيا والجزائر وتونس، و15% على صادرات من 18 دولة إفريقية أخرى، تحديدًا ليسوتو التي تم فرض رسوم عليها بـ 15% بعد أن كانت 0%، وهذا يعني اتباع ترامب مجددًا شعار أمريكا أولًا، حتى لو هذا يعني تراجع دورها في القارة الإفريقية.

 الصين تدخل الملعب

أعلنت بكين في يونيو تعليق الرسوم الجمركية على وارداتها من معظم الشركاء الأفارقة، وهذا يعني أن الصين تقول للدول الإفريقية: “هيا نتابع معًا”.

وخبير نيجيري قالها صراحةً: ”نحن كأفارقة نسير في حضن الصين، وهذه نتيجة مؤسفة لكنها متوقعة"، كما هناك  أصوات من جنوب إفريقيا تقول أن أمريكا فقدت ريادتها، وأن الفرصة الآن لتعزيز التجارة بين دول الجنوب. 

الصناعات الإفريقية في خطر

لا تأتي الرسوم الأمريكية بدون ثمن، ففي جنوب إفريقيا قطاع الحمضيات مهدد، وأيضًا صناعة السيارات قد تتأثر بشدة.

كما فقدت ليسوتو امتياز دخول السوق الأمريكي بدون رسوم، مما ضرب صناعة النسيج وشغّل صفارة الإنذار، وبالتالي أعلنت الحكومة حالة طوارئ وطنية لمدة عامين.

ووفقًا لتصريحات لـ CNN الاقتصادية من وزير الطاقة في جنوب إفريقيا:  "إذا فرضت أمريكا الرسوم، سننظر على أسواق بديلة، وفي مقدمتهم الصين”.

هل الصين البديل الآمن؟

رغم أن الصين تقدم تسهيلات الآن، هناك مخاوف من الاعتماد الكامل عليها، كما حذرت الخبيرة ليتسوالو أن المنتجات الصينية الرخيصة قد تغرق الأسواق الإفريقية، وتخرج الصناعات المحلية من المنافسة، كما أن الميزان التجاري ليس في صالح إفريقيا، فالصين تصدر سلع مصنعة، وإفريقيا تبيع مواد خام فقط، مما يجعل العلاقة غير متوازنة اقتصاديًا.

اقرأ أيضًا: 

المفترس الأكبر، كيف أعادت واشنطن رسم خريطة التجارة العالمية؟

ترامب يشعل الاقتصاد العالمي برسوم جمركية تربك الأسواق في 2025

سباق النفوذ بين الصين والغرب في إفريقيا
أمريكا تضغط على القطاعات الحيوية في أفريقيا

التوقعات المستقبلية 

السيناريوهات أمام إفريقيا الآن مختلفة، وكل سيناريو له ثمنه، فإذا استمرت أمريكا في اتباع نفس السياسات المتشددة، ستزيد الضغوط على الاقتصاد والقطاعات الحيوية في القارة. أما إذا حدث تقارب أكبر مع الصين دون شروط واضحة، قد يأتي منه مكاسب سريعة وفرص تمويل واستثمار، لكن في المقابل سيكون هناك تبعية اقتصادية على المدى الطويل. 

السياسات التجارية الأمريكية تضغط، والصين تفتح مصراعيها للدول الأفريقية، لكن الحقيقة من لديه السوق ليس بالضرورة أن يكون لديه المصلحة الاقتصادية، فلابد أن تختار إفريقيا، إما الانتقال من محور لمحور، أو بناء طريق مستقل لنفسها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search