العالم يتغير ديموغرافيًا، الاقتصاد يتأرجح بين تراجع الشباب والاتجاه نحو الشيخوخة

الجمعة، 01 أغسطس 2025 10:46 ص

العالم يتغير ديموغرافيًا

لم يعد العمر مجرد رقم يسجل في بطاقات الهوية الشخصية، بل أصبح أساس الاقتصاد، ومن خلاله يتم تحديد هل هناك عبء على الميزانية أم لا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل توسع ليشمل كافة المؤشرات.

تشير أحدث بيانات "DataReportal" إلى تحول لافت في التركيبة العمرية لسكان العالم، ما يعكس تغييرات عميقة في هيكل الاقتصاد العالمي، وسلوك السوق، والتحديات الاجتماعية التي تنتظر صناع القرار.

أقل من نصف سكان العالم دون سن الثلاثين

رغم أن العالم ما زال شابًا نسبيًا، فإن الاتجاه نحو الشيخوخة أصبح أوضح من أي وقت مضى، حيث تظهر البيانات أن الأطفال من عمر 0 إلى 4 أعوام يشكلون حوالي 7.8% من سكان العالم، أي ما يعادل أكثر من 644 مليون طفل، وهي كتلة ضخمة لكنها في تناقص تدريجي مقارنة بالعقود الماضية.

الفئة ما بين 5 إلى 9 أعوام تمثل 8.2% من إجمالي سكان العالم، أي ما يعادل 677 مليون طفل، بينما الفئة من 10 إلى 14 عامًا فتمثل نحو 8.4% من إجمالي السكان، وهو أعلى معدل فئة عمرية ب 688 مليون شخص.

أما الفئة من 15 إلى 29 عامًا فتُمثل نحو 22.9% من السكان، وهي في قلب سوق العمل والاستهلاك، لكنها أيضًا تواجه صعوبة في الدخول إليه في ظل بطالة عالمية متزايدة ونقص في الفرص.

المكملات الغذائية نحو العالمية.. نمو قياسي لمنتجات إنزيم NAD+

العالم يشيخ.. والمستقبل يكلف أكثر

الفئات العمرية من 60 عامًا فما فوق باتت تمثل أكثر من 15% من سكان العالم، أي ما يزيد عن مليار نسمة، هذا الارتفاع المتسارع يعني أمرين اقتصاديًا:

انخفاض في القوة العاملة: حيث نلاحظ أن عدد الأشخاص القادرين على العمل يتناقص في العديد من الدول المتقدمة.

ارتفاع كلفة الرعاية الاجتماعية: كما أن أنظمة التقاعد والرعاية الصحية تواجه ضغطًا متزايدًا نتيجة تزايد أعداد كبار السن.

في دول مثل اليابان وإيطاليا والبرتغال، تجاوز متوسط العمر 46 سنة، ما يضعها في صدارة الدول الأكثر شيخوخة، أما اليابان تحديدًا فتتصدر المشهد بمتوسط عمر بلغ 49.8 سنة، ما يعني أن نصف سكانها تجاوزوا هذا السن.

تفاوت ديموغرافي حاد بين الشمال والجنوب

في المقابل، لا تزال العديد من الدول الإفريقية تعاني من وفرة سكانية في الفئات العمرية الصغيرة، وهو ما يشكل فرصة وتحديًا في آنٍ واحد، ففي دول مثل النيجر وصل متوسط العمر 18.1 سنة، بينما في مصر وصل متوسط العمر 24.5 سنة، بينما في المملكة العربية السعودية كان متوسط العمر 29.6 سنة، ما يعني أن أكثر من نصف السكان يتراوح أعمارهم ما بين 40.1 سنة إلى 49.8 سنة.

هذا الفارق الديموغرافي ينتج تباينًا اقتصاديًا صارخًا:

دول الشمال تحتاج إلى أيدي عاملة.

دول الجنوب تحتاج إلى وظائف وتعليم وفرص.

والعالم بحاجة إلى إدارة متوازنة للهجرة وسياسات اقتصادية ذكية تعيد التوازن بين الاثنين.

الصين تراهن على «الذكاء الاصطناعي» لرعاية المسنين

ماذا تعني هذه الأرقام للاقتصاد العالمي؟

أصبح هناك حاجة مٌلحة لزيادة الاستثمار في الرعاية الصحية، خاصة في الدول التي ترتفع فيها أعمار السكان، إلى جانب نمو الطلب على التكنولوجيا المساعدة، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتعويض نقص الأيدي العاملة.

إلى جانب زيادة فرص في قطاع التعليم والبنية التحتية في الدول ذات الأغلبية الشبابية، وفتح أسواق جديدة في إفريقيا وجنوب آسيا، إذ تمثل الكتلة السكانية الشابة سوقًا استهلاكية ضخمة مستقبلًا.

العالم في منتصف 2025 يقف على مفترق ديموغرافي حساس، في الشمال، شيخوخة تفرض تحديات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.

وفي الجنوب، شباب ينتظرون فرصًا لم تأتِ بعد. الفجوة تتسع، لكن الحلول ممكنة، بشرط أن يتحول فهم هذه الأرقام إلى استراتيجيات وسياسات حقيقية.. وإلا فإن المستقبل لن ينتظر أحدًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.