العراق يعيد تموضعه كمركز لوجستي إقليمي مع مشروع "طريق التنمية" ونظام TIR

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 07:03 م

نظام TIR الذكي

في خضم التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على ممرات التجارة التقليدية، يعزز العراق مكانته على الخريطة اللوجستية الإقليمية من خلال مشروع "طريق التنمية"، مدعومًا بـنظام TIR الذكي للنقل العابر للحدود.

هذا التطور، الذي يبدو تقنيًا في جوهره، ينطوي على تحولات استراتيجية قد تعيد تشكيل مسار التجارة من الخليج إلى أوروبا خلال أقل من عقد.

شهد العراق تفعيل نظام TIR (النقل الدولي البري) في أبريل 2025، ودمجه ضمن مسار طريق التنمية، ما يمثل قفزة نوعية في كفاءة الشحن. الرحلة التي كانت تستغرق ما بين 24 إلى 26 يومًا عبر البحر الأحمر أو رأس الرجاء الصالح، يمكن الآن إنجازها في 10 أيام فقط برًا من بولندا إلى الخليج، مرورًا بتركيا، العراق، الأردن، والسعودية.

يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى نظام جمركي موحد لا يتطلب تفتيشًا عند كل الحدود، إضافة إلى المراقبة الإلكترونية المستمرة التي تتكامل مع منصة "أوروك" العراقية.

"العراق يعيد مركزه إقليميًا"، قطاع الشحن والخدمات اللوجستية ينفض غبار الصراعات

تحول استراتيجي.. من دولة عبور إلى محور لوجستي

يهدف مشروع طريق التنمية، الذي تتجاوز تكلفته 17 مليار دولار، إلى ما هو أبعد من مجرد تسريع الشحنات؛ فهو يسعى إلى إعادة تعريف الدور الاقتصادي للعراق في المنطقة. يمتد الطريق من ميناء الفاو الكبير جنوبًا حتى معبر فيشخابور شمالًا، عابرًا 11 محافظة عراقية.

يعتمد المشروع على بنية تحتية متكاملة تشمل السكك الحديدية والطرق السريعة والمناطق اللوجستية، مما يخلق بيئة تشغيلية متطورة ستضم ما لا يقل عن 12 محطة شحن تعمل بنظام TIR بحلول عام 2028.

من الناحية الاقتصادية، من المتوقع أن يحقق المشروع عوائد تصل إلى 4 مليارات دولار سنويًا، مع خلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما تم تقليص نفقات النقل بنسبة تصل إلى 38% مقارنة بالطرق البحرية، في وقت تشهد فيه تلك المسارات التقليدية اضطرابات متزايدة في البحر الأحمر. هذا الوضع يجعل العراق ليس مجرد ممر، بل منافسًا حقيقيًا للموانئ الإقليمية.

صعود العراق.. وقلق الجيران

بينما تحتفي بغداد بدورها الجديد، تتنامى المخاوف في طهران والكويت من أن يؤدي تفعيل هذا الممر إلى تراجع أهمية موانئ مثل بندر عباس والكويت لصالح ميناء الفاو.

هذه المخاوف ليست مجرد تقديرات، بل تنعكس في غياب إيران عن اتفاقيات الربط الرباعي التي جمعت العراق، تركيا، قطر، والإمارات، في إشارة إلى تحالف لوجستي قد يعيد توازنات الطرق التجارية في الشرق الأوسط.

أما تركيا، فهي المستفيد الأول من هذا المسار، ليس فقط كدولة عبور، بل كبوابة لوجستية تربط شبكة السكك الحديدية العراقية بأوروبا، مستفيدة من اتفاقياتها الجمركية مع الاتحاد الأوروبي وموقعها الاستراتيجي.

يبدو أن هذه الشراكة تدار بعقلية "تحالف ممرات" وليس مجرد تعاون حدودي، مما يمنح المشروع بعدًا إقليميًا أوسع من كونه خطة عراقية بحتة.

خلاصة المشهد

من خلال بنية تحتية سريعة التطور، ونظام جمركي ذكي مثل TIR، وشراكات إقليمية متعددة الأطراف، يتحول العراق تدريجيًا إلى محور لوجستي قادر على كسر احتكار الموانئ والمضائق.

ومع كل شاحنة تمر من ميناء الفاو الكبير إلى أوروبا، تتراجع حصة البحر الأحمر وتتعزز مكانة النقل البري كمنافس جديد في مشهد التجارة العالمية.

ارتفاع بنسبة 18.3% في حجم الصادرات المصرية إلى العراق خلال 2024

خلاصة المشهد

بين بنية تحتية تنمو بسرعة، ونظام جمركي ذكي كـTIR، وشراكات إقليمية متعددة الأطراف، يتحول العراق تدريجيًا إلى محور لوجستي قادر على كسر احتكار الموانئ والمضائق.

ومع كل شاحنة تمر من ميناء الفاو الكبير إلى أوروبا، تتراجع حصة البحر الأحمر وتتعزز مكانة البر كمنافس جديد في مشهد التجارة العالمية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.