من 13دولارًا لأكثر من 120 ألفًا، «بيتكوين» تعيد تعريف الاستثمار والتكنولوجيا المالية

السبت، 26 يوليو 2025 08:21 م

عملة بيتكوين

بعد أن بدأت عملة البيتكوين، كابتكار غامض من شخص مجهول، قفزت من مجرد 13 دولارًا في عام 2013 إلى أكثر من 120 ألف دولار في منتصف 2025، محدثة تحولاً جذريًا في مفهوم الثروات، وأنماط الاستثمار، ودور العملات الرقمية في الاقتصاد العالمي.

ومن خلال هذا التقرير، يقدم موقع “إيجي إن” تحليل لأهم العوامل التي دفعت هذه القفزة التاريخية، والمخاوف التي تثيرها، وتغير هوية العملة الرقمية بتكوين من "ثورة ضد البنوك" إلى أحد أعمدتها الجديدة.

صعود مذهل لعملة البيتكوين خلال 12 عامًا

في عام 2013، دخلت "بتكوين" دائرة الاهتمام العالمي كسلاح مالي جديد يتيح التحويلات الفورية والمجهولة الهوية دون وساطة البنوك. حيث ارتفعت قيمتها حينها من نحو 13 دولارًا إلى 747 دولارًا، ثم توالت القفزات حتى تجاوزت العملة 120 ألف دولار في يوليو 2025.، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج.

ولم يكن هذا الارتفاع بسبب استخدامها كوسيلة دفع يومية، بل بتحولها إلى أصل مالي بديل ومغري للمستثمرين والمؤسسات.

البيتكوين أصل رقمي أم وسيلة دفع؟

رغم ما أثير حول قدرة "بتكوين" على منافسة العملات التقليدية، إلا أنها لم تنجح فعليًا في إزاحة النقود من محال البقالة أو معارض السيارات، ولم يكن الاستخدام اليومي هو ما عزز قيمتها، بل تحولها إلى أداة تحوط وتنويع للمحافظ الاستثمارية، تحاكي وظائف الذهب أو حتى الأسهم.

من احتجاج على البنوك إلى منتج مصرفي

وتبنّت كبرى المؤسسات المالية "بتكوين" كأداة استثمارية، وبدأت تقدم صناديق مؤشرات متداولة (ETFs) تتيح التعرض لها بسهولة، مما ساعد في تدفق مليارات الدولارات إلى السوق.

كما لعبت ضغوط المستثمرين الأفراد دورًا في دفع المستشارين الماليين لإدراج العملة في استراتيجيات التنويع، خصوصاً مع تصاعد عدد "مليونيرات بتكوين".

دعم حكومي وتشريعي غير مسبوق

أعاد فوز دونالد ترمب، المعروف بدعمه للعملات المشفرة، تشكيل بيئة التنظيم الأمريكية، وفي يوليو 2025، وقع أول قانون فيدرالي ينظم العملات المستقرة، في خطوة اعتبرها "ترسيخاً للهيمنة الأمريكية في عالم التمويل الرقمي"دعم الكونجرس المتزايد جعل من البيئة التنظيمية أكثر وضوحًا وجذبًا للمؤسسات.

ما هي بتكوين؟ ولماذا يزداد الإقبال عليها؟

"بتكوين" هي عملة رقمية تعمل على شبكة "بلوكتشين"، تسجل فيها المعاملات بشكل علني وآمن دون تدخل طرف ثالث، ولا تتطلب امتلاك وحدة كاملة، بل يمكن شراء أجزاء منها، وهو ما يجعلها سهلة التداول عالمياً. وتعتبر ندرتها عامل رئيسي في رفع قيمتها، حيث يقتصر عدد وحداتها على 21 مليون وحدة فقط.

انتعاش ما بعد الانهيار

بعد انهيار كبير في 2022 نتيجة لانهيار منصات وشركات مثل "FTX"، اعتقد البعض أن بتكوين في طريقها للاختفاء، ولكن ما حدث كان العكس، حيث بدأت منذ 2024 تحقق ارتفاعات جديدة بدفع من التغيرات السياسية والتشريعية، لتستعيد ثقة القطاع المالي التقليدي.

اللاعبون الجدد في سوق العملات المشفرة

دخلت أسماء مثل "بلاك روك" و"فيديلتي" و"جولدمان ساكس" و"BNY" بثقلها في سوق بتكوين، كما أن صناديق استثمارية مثل "ترون" و"استراتيجي" ضخت أموالاً طائلة عبر أدوات مالية معقدة لإدراج العملات المشفرة ضمن أصول مدرجة في البورصات التقليدية.

وأضبحت السوق تشهد تداولات يومية تقارب 70 مليار دولار عبر الصناديق فقط في الولايات المتحدة.

تضارب داخل البنوك

رغم دخول عملة البيتكوين السوق، لا تزال بعض المؤسسات تشعر بالقلق تجاهها، ولا يخفي جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان"، تحفظه ويصفها بأنها "احتيال مبالغ فيه"، لكنه في الوقت ذاته وافق على قبولها كضمانة للقروض، ويعكس هذا التناقض حالة الانقسام بين الحذر التقليدي والانجذاب إلى أرباح السوق الرقمية.

هل تصبح بتكوين أقل تقلباً؟

يراهن المستثمرون على أن دخول المؤسسات سيساهم في تهدئة تقلبات العملة. فوجود قاعدة متنوعة من المستثمرين الكبار يخفف من أثر قرارات البيع الفجائية. كما أن أدوات التحوط التي توفرها المؤسسات تقلل من الاضطرابات السعرية الحادة التي لطالما شهدها السوق.

تكلفة المخاطرة في العملات المشفرة لا تزال عالية

وتوصي لجنة بازل للرقابة المصرفية بفرض وزن مخاطرة بنسبة 1250% على العملات المشفرة، ما يعني أن امتلاك عملة البتكوين مكلف للبنوك من حيث رأس المال المطلوب لتغطية المخاطر المحتملة، ويمثل هذا حاجزاً أمام توسيع الاعتماد عليها بشكل غير محدود في النظام المالي.

لم تعد العملة المشفرة "بتكوين" مجرد رمز رقمي بديل، بل تحولت إلى عنصر فاعل في النظام المالي العالمي، لكنها ما تزال تثير جدلاً واسعاً، فبين من يراها المستقبل المالي، ومن يحذر من فقاعة جديدة، تقف اليوم على مفترق طرق بين حلم الثراء السريع، وحقيقة الأسواق المعقدة والمخاطر الكامنة فيها.

سوق الكريبتو يفقد توازنه، خسائر العملات البديلة تتجاوز 50% خلال 2025

لأول مرة في تاريخها، بيتكوين تتجه نحو 125 ألف دولار بدعم مؤسسي وتشريعات مرتقبة

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.