الصين كلاعب عالمي، كيف تُعيد بكين رسم خريطة السيارات في أوروبا؟
الخميس، 24 يوليو 2025 01:44 م

السيارات الصينية
في تحول استراتيجي غير مسبوق، تخطو الصين بخطى ثابتة نحو قلب صناعة السيارات الكهربائية في أوروبا، محدثة زلزالًا في معادلة القوة داخل هذا القطاع الصناعي الحيوي.

فخلال سنوات قليلة، تحولت شركات مثل BYD وسايك SAIC وجيلي Geely من منافسين هامشيين إلى لاعبين محوريين، يشكلون تهديدًا مباشرا للهيمنة الغربية التقليدية بقيادة ألمانيا والولايات المتحدة.
اختراق صيني من النرويج إلى قلب أوروبا
يبدو أن نقطة الانطلاق كانت النرويج، الدولة التي لطالما اعتبرت مختبرًا عالميًا لتبني السيارات الكهربائية، بفضل سياساتها المنفتحة وعدم فرضها لرسوم جمركية على الواردات الصينية.
منذ دخول MG الصينية السوق في يناير 2020، قفزت الحصة السوقية للسيارات الكهربائية الصينية إلى نحو 10%، وهو رقم لافت في سوق تنافسية.
لكن هذا النجاح لم يقتصر على شمال أوروبا فشركات مثل جيلي توسعت نحو أسواق ألمانيا وفرنسا، حيث أصبحت تبنى بعض سياراتها داخل القارة الأوروبية، ما يقلل من تأثير الرسوم الجمركية ويحسن صورة هذه العلامات في نظر المستهلكين المحليين.
اقرأ أيضًا:
فيات «توبولينو» الكهربائية، «الفأرة الصغيرة» تظهر رسميًا بسعر يثير الجدل
التفوق التقني.. بطاقة الصين الرابحة
ما يدفع هذا الزخم ليس فقط انخفاض تكاليف الإنتاج، بل أيضًا تفوق تقني واضح، فقد طورت الصين تقنيات بطاريات متقدمة، أبرزها بطارية الشفرات من BYD، ومنظومات قيادة ذكية مثل XNGP، بينما تتعثر شركات أوروبية وأميركية في مجاراة هذا التطور، سواء لأسباب تنظيمية أو بسبب ضعف الابتكار.
ولم تعد السيارات الصينية تنافس فقط على الأسعار، بل بدأت تخترق الفئات الفاخرة، وهي مساحة كانت لعقود حكرًا على علامات مثل BMW وأودي ومرسيدس.
وهذا التقدم جذب المستهلك الأوروبي، الذي أصبح ينظر للسيارات الصينية على أنها خيار موثوق، عالي الجودة، وأقل تكلفة، تسيطر على السوق العالمي.

شراكات وتحولات.. الشركات الأوروبية تغير استراتيجياتها
في مواجهة هذا التقدم الصيني، لجأت العديد من شركات السيارات الأوروبية إلى عقد شراكات استراتيجية مع نظرائها الصينيين، سواء لتبادل التكنولوجيا أو لبناء مصانع مشتركة.
كما بدأت بعض الشركات، مثل فولكسفاجن، في الاستثمار داخل الصين لتأمين موقعها في هذا السوق المتنامي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل التوظيف والصناعة داخل أوروبا ذاتها.
إن توسع الشركات الصينية داخل أوروبا لا يخلق فقط فرص عمل جديدة، بل أيضًا يعيد تشكيل سلاسل التوريد الأوروبية، مع احتمال أن تتحول دول وسط وشرق أوروبا إلى مجرد محطات لتجميع السيارات الصينية، بدلًا من كونها محاور صناعية مستقلة.
اقرأ أيضًا:
مصر تنطلق نحو الريادة الصناعية.. استراتيجية وطنية لتوطين صناعة السيارات
هل بدأت الصدمة الصينية الثانية؟
تصف مراكز أبحاث أوروبية ما يجري بأنه الصدمة الصينية الثانية، بعد تلك التي شهدها العالم في بداية العقد الأول من الألفية.
فوفقًا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن قطاع السيارات في الاتحاد الأوروبي هو حجر زاوية في القوة الصناعية الأوروبية، وإن فقدان السيطرة عليه يهدد وظائف الملايين، ويقوض طموحات القارة في التحول الرقمي والأخضر.
كما حذر المجلس من أن ردود الفعل الحمائية البطيئة مثل فرض رسوم جمركية قد لا تكون كافية أمام التفوق التكنولوجي والتنظيمي للصين، داعيًا إلى إعادة التفكير في مفهوم التنافسية وبناء شبكات صناعية أوروبية أقوى وأكثر تكاملًا.

بين الرسوم والسياسات.. من يكسب المعركة؟
أوروبا تلحق بالركب، في حين تواصل الصين تحريك الخطوط الأمامية، والأوروبيين يظهرون رضًا متزايدًا عن تجربة قيادة السيارات الصينية، مما يصعب على شركات مثل تسلا Tesla أو بي إم دبليو BMW استعادة الزخم السابق.
إن التحدي الصيني لا يمكن مواجهته فقط بالرسوم الجمركية، لأن الصين تمتلك ميزة تنافسية شاملة تشمل التكلفة، التكنولوجيا، والدعم الحكومي، وأن السياسات الأوروبية حتى الآن تبدو كأنها رد فعل متأخر، وليست استراتيجية فعالة للحد من الهيمنة الصينية.
الصين لا تغزو فقط أسواق السيارات الأوروبية، بل تعيد رسم الخريطة الصناعية لهذه القارة، فارضة واقعًا جديدًا يدمج بين التكنولوجيا، القوة التسويقية، والاستثمار الذكي.
فهل تملك أوروبا بتراثها الصناعي العريق الأدوات اللازمة لمواجهة هذا التحدي؟ أم أننا نشهد بداية نهاية التفوق الأوروبي في صناعة لطالما كانت عنوانًا للحداثة والابتكار؟ الجواب ربما يتضح في السنوات القليلة المقبلة، ولكن المؤكد أن الصين الآن تقود السباق.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
في زمن السيارات الكهربائية، «BMW» ترفض التخلي عن محركاتها الأيقونية
25 يوليو 2025 03:51 م
أرخصها بـ949 ألف جنيه، «ساوايست» تطرح 4 سيارات جديدة في السوق المصرية
24 يوليو 2025 11:01 م
بسبب الرسوم الأمريكية، أرباح «هيونداي» تتراجع 16% في 3 أشهر
24 يوليو 2025 02:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً