الأثرياء يتجهون نحو مدن الرفاهية، معايير جديدة لجودة الحياة الفاخرة في 2025

الثلاثاء، 22 يوليو 2025 08:12 م

أغلى مدن العالم

يواصل الأفراد ذوو الثروات العالية تركيز استثماراتهم وأنماط حياتهم في المدن التي تقدم لهم أعلى مستويات الرفاهية والتميز.

لم يعد الأمر مقتصرًا على المدن التقليدية للثراء، بل يتجهون بشكل متزايد نحو الوجهات التي تضمن جودة الخدمات الاستثنائية ومستوى معيشة فاخرًا يتماشى مع توقعاتهم.

هؤلاء الأفراد يبحثون عن مدن لا توفر فقط فرصًا استثمارية واعدة، بل أيضًا بيئات اجتماعية وثقافية غنية، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة تشمل الرعاية الصحية المتميزة، التعليم عالي الجودة، الأنشطة الترفيهية الفاخرة، وأنظمة أمنية قوية.

هذا التوجه يعكس رغبة واضحة في تحقيق توازن بين النمو المالي والتمتع بأسلوب حياة راقٍ ومريح.

وبينما تشهد بعض الأسواق تراجعًا في الإنفاق الفاخر، تشهد مدن أخرى صعوداً ملحوظًا في مؤشرات الغلاء والنفقات المرتبطة بنمط الحياة الراقية.

وفي هذا السياق، كشف تقرير حديث صادر عن بنك "جوليوس باير" السويسري Swiss bank Julius Baer أن سنغافورة احتفظت للعام الثالث على التوالي بصدارتها كأغلى مدينة في العالم للأفراد ذوي الثروات العالية، ضمن "تقرير الثروة ونمط الحياة العالمي 2025، Global Wealth and Lifestyle Report "، الذي يصدره البنك سنويًا.

ويستعرض التقرير التغيرات التي طرأت على خريطة المراكز المالية والمعيشية في ظل التحديات العالمية.

واستند التقرير إلى "مؤشر نمط حياة جوليوس باير"، الذي يقيس التكلفة النسبية لسلة من 20 سلعة وخدمة يستهلكها الأثرياء في 25 مدينة كبرى حول العالم، وتشمل السيارات، المجوهرات، أتعاب المحامين، والمدارس الخاصة.

كما استند إلى استطلاع شمل 360 من الأثرياء الذين يمتلكون أصولًا قابلة للاستثمار لا تقل عن مليون دولار.

تباطؤ في إنفاق الأثرياء رغم النمو

وأشار التقرير، في نسخته السادسة، إلى أن صدوره يأتي في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي عالميًا، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع وتيرة الإنفاق الاستهلاكي، مؤكدًا أن البيانات تم جمعها قبل إعلان الولايات المتحدة عن خططها لفرض تعريفات جمركية جديدة، وبالتالي لم يتم احتساب تداعيات ذلك في أرقام هذا العام.

ووفقًا للتقرير، تراجع متوسط تكلفة نمط الحياة الفاخر بنسبة 2% بالدولار الأمريكي، وهي نسبة لافتة نظرًا لأن الأسعار الفاخرة كانت تاريخيًا ترتفع بمعدل يضاعف أسعار السلع الاستهلاكية العادية، وقد أرجع التقرير هذا الانخفاض جزئيًا إلى تراجع أسعار التكنولوجيا على مستوى العالم.

في المقابل، ارتفعت أسعار تذاكر درجة رجال الأعمال بنسبة 18.2%، وساعات اليد الفاخرة بنسبة 5.6% خلال العام الماضي، مما ساهم في إبقاء متوسط الإنفاق مرتفعًا، وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بالأعوام السابقة.

وأظهر التقرير أن منطقة أوروبا سجلت أبطأ وتيرة نمو مقارنة بمناطق الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ.

قائمة أغلى 10 مدن للأثرياء عالميًا خلال عام 2025

جاءت قائمة المدن الأغلى عالميًا لعام 2025 وفقًا لمؤشر “جوليوس باير”، على النحو التالي:

سنغافورة.
لندن.
هونج كونج.
موناكو.
زيورخ.
شنغهاي.
دبي.
نيويورك.
باريس.
ميلانو.

تحركات بارزة..صعود دبي وتراجع شنغهاي

أوضح التقرير أن 5 مدن أوروبية تواجدت ضمن قائمة العشر الأغلى، تتصدرها لندن التي جاءت في المرتبة الثانية عالميًا، واصفًا إياها بمدينة تجمع بين الحداثة والعراقة، وتتميز بجاذبيتها الثقافية والمالية رغم الأزمات المتكررة التي مرت بها، مثل الأزمة المالية العالمية والبريكست وجائحة كوفيد-19.

في الوقت نفسه، قفزت دبي إلى المركز السابع بعدما كانت تحتل المرتبة الثانية عشرة في العام الماضي، ويرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في أسعار العقارات والسيارات والمشروبات الفاخرة.

أما شنغهاي، فقد تراجعت إلى المرتبة السادسة بعدما كانت في المرتبة الرابعة العام الماضي، وسبق لها أن تصدرت القائمة في عام 2022، كما لاحظ التقرير أن نيويورك كانت المدينة الأمريكية الوحيدة ضمن قائمة المدن العشر الأغلى.

آسيا تتصدر النمو والثروات

وأوضح التقرير أن احتلت منطقتا آسيا والمحيط الهادئ صدارة الترتيب، إذ جاءت سنغافورة وهونج كونج ضمن المراكز الثلاثة الأولى، موضحًا أن المنطقة تعد من المناطق الأسرع نموًا عالميًا، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموًا بنسبة 4.5% في 2024، متراجعًا من 5.1% في 2023، لكنه لا يزال يفوق المعدل العالمي البالغ 3.3%.

وفي هذا السياق، قالت "جين-آي تشوا"، محللة الأبحاث ببنك جوليوس باير، أن الأسس الاقتصادية القوية مهدت الطريق للارتفاع السريع في الثروات داخل المنطقة، مشيرة إلى أن عدد الأثرياء في آسيا ارتفع بنسبة 5% على أساس سنوي ليصل إلى 855 ألف شخص في 2024.

سنغافورة.. الأغلى والأكثر ملاءمة للمعيشة

رغم احتلالها المرتبة الأولى كأغلى مدينة للأثرياء، أكد التقرير أن سنغافورة ما تزال تحتفظ بسمعتها كمدينة قابلة للعيش، بفضل استقرارها السياسي وارتفاع مستوى الأمان وجودة التعليم والرعاية الصحية، مما يجعلها وجهة مفضلة للإقامة والاستقرار.

وأضاف التقرير أن الدولة باتت من الرواد في مجال "السياحة الصحية"، حيث افتتحت عددًا من الحدائق العلاجية التي تستهدف الزوار الباحثين عن تجارب تعزز الصحة النفسية، في إطار اتجاه عالمي متزايد نحو التركيز على مفاهيم "طول العمر وجودة الحياة".

هوس "الطول الصحي للعمر" يتصدر أولويات الأثرياء

أظهر الاستطلاع أن معظم الأثرياء في جميع المناطق باتوا يولون أهمية كبيرة لطول العمر والشيخوخة الصحية، حيث أفاد 87% من المشاركين في أمريكا الشمالية و100% من المشاركين في آسيا والمحيط الهادئ، بأنهم يتخذون خطوات عملية لزيادة أعمارهم الصحية، سواء عبر تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة والنظام الغذائي، أو من خلال الاستثمار في علاجات متقدمة مثل العلاج الجيني وغرف التجميد.

كما أشار التقرير إلى أن الأثرياء أصبحوا أكثر وعيًا بمفهوم الاستدامة المالية للعمر الطويل، حيث عبّر معظمهم عن استعدادهم لإعادة النظر في استراتيجياتهم الاستثمارية إذا ما زادت توقعات أعمارهم بنحو عشر سنوات أو أكثر.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.