الإثنين، 21 يوليو 2025

03:19 م

50 مليار دولار، سوق المستعمل الفاخر يحول المستهلك لمستثمر ذكي

الأحد، 20 يوليو 2025 11:25 م

سوق السلع الفاخرة المستعملة

سوق السلع الفاخرة المستعملة

كريم قنديل

لطالما ارتبطت السلع المستعملة في الذاكرة الجمعية العربية بمحدودية الموارد، غير أن الزمن يغيّر الصوّر، والمفاهيم تتحوّل، واليوم، تخرج الحقائب الفاخرة والساعات النادرة من خزائن الأغنياء، إلى عدسات الكاميرات الرقمية، لتعرض نفسها على منصات بيع راقية، وتجد مشتريها من جيل عربي جديد أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا للتميز ولكن بشروطه الخاصة.

السلع الفاخرة المستعملة

رفاهية بنكهة استدامة.. واستثمار

السوق التي كانت تصنف يومًا بأنها «من الدرجة الثانية»، تجاوزت هذا الوصف بكثير، فالسلع الفاخرة المستعملة لم تعد بديلاً أرخص فحسب، بل أصبحت فرصة استثمارية ومؤشرًا على وعي بيئي، دون التفريط بالمكانة الاجتماعية التي تمثّلها العلامات الراقية مثل هيرميس ورولكس وشانيل.

تؤكد الأرقام هذه التحولات، ووفقًا لتقرير "باين آند كومباني"، بلغت قيمة سوق السلع الفاخرة المستعملة عالميًا أكثر من 50 مليار دولار في 2024، متجاوزة نسب نمو سوق السلع الجديدة.

أما في منطقة الخليج، فتشير بيانات "مجموعة شلهوب" إلى أن السوق، قدرت قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، مع توقعات ببلوغ 780 مليون دولار بحلول 2026.

 

حين تباع البقعة بقيمة الذكرى

الرمزية باتت جزءًا من السعر، وهذا ما تؤكده قصة بيع أول حقيبة "بيركن" من هيرميس، والمهداة للمغنية البريطانية جين بيركن، مقابل 10 ملايين دولار، رغم احتوائها على بقعة وبعض الخدوش، القيمة هنا ليست جلدًا أو إكسسوارًا معدنيًا، بل ذاكرة وشغف وتحول في عقلية المستهلك.

 

جيل زد.. العقلية المحركة

اللافت أن القوة الدافعة لهذا التوجه، هم أبناء جيل زد، الذين يتقنون معادلة الرغبة في التفرد مع احترام البيئة، ويبحثون عن قطع Vintage ذات طابع فني أو تاريخي، لا تُشترى بسهولة من المتاجر.

كما أن قائمة الانتظار الطويلة لبعض العلامات العالمية، دفعت كثيرين إلى السوق الثانوية، حتى لو تطلّب الأمر دفع أضعاف السعر الرسمي.

منصات مثل The Luxury Closet وAmused أظهرت نموًا لافتًا، وصلت نسبته إلى 25% و50% على التوالي خلال عام واحد فقط، مدفوعة بتوسع ثقافة الشراء الواعي والموضة المستدامة.

 

صورة العلامة التجارية على المحك ولكن

ترددت بعض دور الأزياء العالمية في البداية، خشية فقدان السيطرة على صورة العلامة، إلا أن الواقع فرض نفسه، وبدأت علامات مثل رولكس ومولبري وألكسندر ماكوين بالتجاوب، عبر إطلاق برامج إعادة بيع رسمية أو عقد شراكات مع منصات متخصصة، أبرزها Vestiaire Collective التي باتت تدرّب موظفيها لأكثر من 750 ساعة على تقنيات التزوير والكشف.

 

اقرأ أيضًا: 

صناعة الأزياء تحت المقص الجمركي، حين تتحول الموضة إلى ساحة حرب اقتصادية

Picture background
إحدى أسواق بيع السلع الفاخرة المستعملة

تحديات تتربص بالسوق

رغم النمو، يواجه السوق في المنطقة العربية عدة تحديات:

الوصمة الثقافية: لا تزال فكرة «المستعمل» مرتبطة بـ«الاضطرار» لدى بعض الفئات، خاصة من جيل الألفية.

الخوف من التزوير: سوق السلع المقلدة عالميًا يقدر بنحو 467 مليار دولار، ما يجعل ثقة المستهلكين في المنصات مسألة شديدة الحساسية.

غياب المعايير الموحدة للتسعير: تفاوت كبير بين المنصات قد يربك المشترين.

تعقيدات الشحن والجمارك: خاصة في الدول العربية خارج الخليج.

تعتمد المنصات الرائدة الآن على الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين لتعزيز التحقق من الأصالة وتتبع تاريخ القطعة، وهنا يتحول الشراء من تجربة تسوق إلى ما يشبه عملية فحص أثري أو خبير تحف.

 

رفاهية المستقبل ليست جديدة

المشهد الحالي يعكس وعيًا يتجاوز حدود الموضة، السلع الفاخرة المستعملة اليوم تمثل تلاقي ثلاث قيم محورية: التفرد، والاستدامة، والاستثمار.

وبفضل التقنيات الحديثة والمنصات الموثوقة، بات من الممكن اقتناء قطعة نادرة بثقة، وربما بيعها لاحقًا بربح، دون الإضرار بالبيئة أو الجيب.

في هذا السوق المتحول، لا يكفي أن تكون غنيًا لتكون أنيقًا، يجب أن تكون ذكيًا أيضًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search