الأحد، 20 يوليو 2025

10:15 م

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تغلق مشاريع المياه، أزمة مستمرة وتأثيرات كارثية

الأحد، 20 يوليو 2025 05:18 م

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية

ميرنا البكري

قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف جزء كبير جدًا من المساعدات الخارجية، خاصةً تمويل مشاريع المياه والصرف الصحي، والنتيجة مئات الآبار التي لم تكتمل، آلاف من أكياس الإسمنت ملقاة على الأرض، ومجتمعات كاملة أصبحت دون مياه، أو صرف.

Water conservation projects: Tips to conserve water at home
مشاريع المياه

 

من نيپال للبنان لكينيا، مشاريع توقفت قبل أن تبدأ

ومن خلال تحقيق ضخم قامت به "رويترز"، اتضح أن هناك 21 مشروع مياه وصرف صحي في 16 دولة توقفوا فجأة، بعد أن خفضت أمريكا التمويل بمئات الملايين.

نيبال: توقفت فيها أكثر من 100 شبكة مياه شرب، و6,500 كيس إسمنت في الشوارع، وقال وزير المياه في نيبال: "سوف نكمل على نفقتنا الخاصة،" لكن السؤال الهام، كيف ومتى؟

لبنان: تم إلغاء مشروع هناك، حيث كان سيعتمد على الطاقة الشمسية لتشغيل المياه، ونتيجة ذلك أن فقد 70 شخصًا عملهم، كما عادت الخدمات المائية للاعتماد على السولار المرتفع التكلفة.

كينيا: وأصبح الناس في منطقة “تايتا تافيتا” في خطر من الفيضانات، بسبب قنوات الري المبني نصفها ومكشوف،
وهناك امرأة من المزارعات هناك، ويبلغ عمرها 74 عامًا، فيما قالت أنه "لا يوجد حماية لنا من الفيضان المقبل".

 

انهيار مشاريع إنسانية بـ100 مليون دولار، أطفال كينيا بين مخاطر الخنادق والأدوات المهجورة

ولم تكتفي إدارة ترمب بوقف التمويل، بل حلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ما أدى إلى فوضى في كل المشاريع الإنسانية، حيث تُركت أطعمة وأدوية، وكان من الممكن أن تنقذ أرواحًا، لتفسد في المخازن.

وفي كينيا تحديدًا، كان هناك مشروع تكلفته 100 مليون دولار، لتوصيل المياه والري لـ150 ألف شخص، وتم تنفيذ 15% من المشروع، والباقي كله توقف فجأة، والنتيجة خنادق مفتوحة تهدد الأطفال، وأنابيب وأدوات قيمتها آلاف الدولاار تركت للسرقة أو التلف.

 

عنف المياه، أطفال يختفون وسط أزمة إنسانية وأمنية في شرق الكونغو

الموضوع أكبر من مجرد مياه مقطوعة، بل أصبح أيضًا له أبعاد أمنية خطيرة، وفي بعض المناطق مثل شرق الكونغو، الأطفال يذهبون لجلب المياه ولا يعودون، فيتعرض بعضهم للاختطاف أو الاعتداء الجنسي، وهناك امرأه تُدعي "إيفلين مباسوا"، وقالت أن ابنها يبلغ من العمر 16 عامًا خرج لجلب المياه، واختفى للأبد.

يأتي ذلك بخلاف تحذير السفارة الأمريكية في كينيا نفسها، التي قالت أن ما يحدث سيجعل الجماعات المتطرفة، مثل "حركة الشباب" تجد أرض خصبة لتجنيد شباب محبط.

 

الإدارة الأمريكية، أموالنا لأمريكا فقط

وكان لإدارة ترمب منطق واضح: لماذا ننفق أموالنا في الخارج، وهناك احتياجات كثيرة في الداخل؟، وفي نفس الوقت يُقال أن الوكالة الأمريكية، انحرفت عن دورها حينما دعمت مشاريع "حقوق مجتمع الميم" في صربيا مثلًا، وكان التمويل السنوي لمشاريع المياه، حوالي 450 مليون دولار، وهذا رقم بسيط للغاية مقارنة بإجمالي المساعدات التي وصلت لـ61 مليار دولار في العام.

لكن المفارقة أن قبل ترامب، كانت مشاريع المياه تحصل على إجماع في الكونجرس، ففي 2014 مثلًا، تم مضاعفة التمويل بقانون وافق عليه كل الأعضاء.

 

اقرأ أيضًا:- 

لبنان في أسوأ جفاف منذ 65 عامًا، نهر الليطاني يهدد المياه والطاقة والزراعة

صفقات تحت المجهر.. كيف يغير ترامب قواعد الدمج والاستحواذ في أمريكا؟
 

Sh2.5 billion water projects awarded to Maragua – Kenya News Agency
مشاريع المياه في كينيا

 

تحليل وتوقعات، الخسائر أكبر من الميزانية

  • انهيار للمصداقية الدولية لأمريكا، حيث توقفت مشاريع مبنية عليها آمال ملايين، وظهر اسم أمريكا مطبوعًا على لافتات، بجانب الخنادق المفتوحة والأنابيب المهملة.
  • مكاسب دعائية للخصوم السياسيين، حيث تستخدم روسيا، والصين، أو حتى الجماعات الإرهابية هذا، كدليل أن أمريكا لا تستكمل جميلها.
  • ارتفاع حالات الأمراض والتجنيد القسري، فعندما لا يوجد صرف صحي أو مياه نظيفة، فالاطفال تمرض، وقد يتجهون للخروج من المدرسة.
  • انهيار مجتمعي في مناطق حساسة، في مجتمعات فقيرة مثل كينيا أو الكونغو، وأي توقف في مشروع بنية تحتية، لا يعطل التنمية فقط، بل يهدد النظام الاجتماعي بالكامل.

 

التداعيات الاقتصادية العالمية

  • على الدول المستفيدة

-وقد تضطر الحكومات لتحمل تكلفة المشاريع وحدها، وسط أزمات موازنة.

-وقد تلجأ لمصادر تمويل بديلة (مثل الصين)، ما يعيد رسم خريطة النفوذ العالمي.

  • على أمريكا نفسها

-خسارة للنفوذ السياسي والسمعة الدولية.

-تقليل قدرة أمريكا على تشكيل التحالفات في المناطق الحساسة.

-تكاليف أكبر في المستقبل إذا اضطرت التدخل أمنيًا في مناطق تفككت بسبب العطش أو الفقر.

ختامًا، كان قرار ترامب بخفض المساعدات تحت شعار "أمريكا أولًا"، لكن النتيجة كانت “الإنسانية آخر شيء”، والموضوع ليس خفض تمويل فقط، بل تخلي عن ملايين البشر في لحظة حرجة، وتركت مشاريع المياه والصرف الصحي متوقفة وسط الطريق، غير نافعة، ولا يمكن إكمالها بسهولة، فمن الممكن أن تكون أمريكا وفرت 450 مليون دولار في الموازنة، لكن خسرت ثقة، نفوذ، وخسرت أرواح.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search