السبت، 19 يوليو 2025

03:52 م

ترامب يلوح برسوم تصل إلى 30%، أسواق المال تترنح وسط التوترات التجارية

السبت، 19 يوليو 2025 11:00 ص

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

تلوح في الأفق أزمة جديدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمطالبه في المفاوضات التجارية الجارية، ما ينذر باندلاع حرب تجارية واسعة النطاق قد تطال قطاعات استراتيجية وتؤثر على أسواق المال العالمية.

هذا ما كشفته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، مشيرة إلى أن ترامب طالب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و20% على أي صفقة تجارية تبرم مع التكتل الأوروبي.

ترامب يختبر "حد الألم" الأوروبي

أفادت الصحيفة بأن ترامب يسعى من خلال هذه المطالب المتشددة إلى اختبار مدى استعداد الاتحاد الأوروبي للتنازل، بعدما ظلت المفاوضات بين الطرفين تدور حول اتفاقية إطارية تبقي الحد الأدنى للتعريفات الجمركية على غالبية السلع عند 10%.

ورفض الرئيس الأمريكي العرض الأوروبي الأخير بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات، وأشار إلى رغبته في إبقاء الرسوم عند 25%، مما يعكس تشدد الإدارة الأمريكية في ملف التجارة مع الحلفاء الأوروبيين.

مفوض الاتحاد الأوروبي ينقل صورة قاتمة

أوضح مصدران حضرا الاجتماعات الأخيرة أن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، ماروش سيفتشوفيتش، قدم تقييمًا متشائمًا خاصًا بمحادثاته في واشنطن أمام سفراء دول الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، مع تنامي المخاوف من عدم إحراز تقدم.

وقال مسؤول أمريكي للصحيفة إن الإدارة تدرس فرض رسوم متبادلة تتجاوز 10% حتى في حال التوصل إلى اتفاق. يواجه الاتحاد الأوروبي معضلة قبل حلول الأول من أغسطس، وهو الموعد النهائي الذي حدده ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على جميع الواردات.

انقسام أوروبي وخيارات محدودة

رغم إعلان التكتل الأوروبي عزمه الرد على أية خطوة أمريكية تصعيدية، فإنه لا يزال منقسمًا داخليًا بشأن الإجراءات الانتقامية، وقد يضطر للقبول بمستوى تعريفة يتجاوز 10% في محاولة لإنقاذ الاتفاق.

وفي هذا السياق، حذر المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، من استمرار واشنطن في التشكيك بعروض خفض الرسوم، مشيرًا إلى صعوبة الوصول لاتفاق يميز بين القطاعات المختلفة.

تراجع الأسواق وزيادة التوترات

سجلت الأسهم الأمريكية تراجعًا على خلفية هذا التوتر التجاري، حيث فقد مؤشر "ستاندرد آند بورز" أكثر من 0.2%، بينما سادت حالة من القلق في أوروبا إزاء الموقف الأمريكي. وأكد دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي أن فرض رسوم تتراوح بين 15% و20% سيمثل تصعيدًا غير مسبوق مقارنة ببداية المفاوضات، وقد يدفع بروكسل إلى الرد برسوم إضافية، خاصة وأن الولايات المتحدة سبق أن فرضت رسومًا بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم المصنعة في الاتحاد الأوروبي.

كما أشارت الصحيفة، إلى أن المصادر الأوروبية لا تريد حربًا تجارية، مشيرين إلى أنهم لا يعرفون هل ستترك لهم الولايات المتحدة خيارًا آخر أم لا.

وأضاف دبلوماسي آخر أن التكتل ربما ينتقم بصورة أكبر، مشيرًا إلى أن المزاج العام يميل صوب التصعيد والرد بصورة واضحة، متابعًا أنهم لم يكتفوا بنسبة الـ 15%.

التكتل يجهز خطط ردع متعددة

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الاتحاد الأوروبي أعد بالفعل عدة حزم من الرسوم الجمركية المضادة، لكنه تردد في تنفيذها بانتظار حسم مفاوضات أول أغسطس.

وتشمل هذه الحزم رسومًا على واردات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو، تشمل منتجات مثل الدجاج والجينز، مقررة اعتبارًا من 6 أغسطس، على أن تدخل حيز التنفيذ، بالإضافة إلى مقترحات بتوسيع الرسوم إلى منتجات بقيمة 72 مليار يورو، تشمل طائرات بوينج ومشروبات كحولية، وذلك فقط في حال فشل المفاوضات.

وفي خطوة أكثر طموحًا، تعكف المفوضية الأوروبية على إعداد قائمة ثالثة تستهدف قطاع الخدمات، من بينها فرض رسوم على الإعلانات الرقمية والخدمات الإلكترونية الأمريكية.

تصعيد اقتصادي قد يهز العلاقات التجارية

ويغطي القرار الأمريكي المحتمل نحو 380 مليار يورو من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، من إجمالي 532.3 مليار يورو، التي تعتبر أكبر سوق منفردة للتكتل، وتشكل نحو خُمس صادراته.

رغم أن المفوضية الأوروبية امتنعت عن التعليق على ما ورد في التقرير، فإن نبرة التصريحات الأوروبية تشير إلى أن صبر بروكسل بدأ ينفد، وأنها تقترب من اتخاذ خطوات أكثر حدة لحماية مصالحها التجارية.

تهديدات ترامب الأخيرة بزيادة الرسوم الجمركية على الاقتصادات الكبرى

وشهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعات كبيرة وبلغت مستويات قياسية في أبريل، وأبدى متداولون تجاهلهم بصورة كبيرة لتهديدات ترامب الأخيرة بزيادة الرسوم الجمركية على الاقتصادات الكبرى، منها اليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل.

ورغم تحذيرات الخبراء الاقتصاديين من السياسة التجارية لترامب ومخاطرها وانعكاسها على معدلات التضخم في الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكي واصل مواقفه نظرًا للارتفاع الطفيف الذي سجله المؤشر الشهري لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة هذا الشهر.

يأتي هذا التصعيد في وقت تحقق فيه الإدارة الأمريكية زيادة بنحو 50 مليار دولار في حصيلة الجمارك خلال الربع الثاني من العام، دون أن تواجه حتى الآن ردودًا عقابية واسعة من شركائها، وقد يشعل هذا الاستمرار في الضغط فتيل مواجهة تجارية كبرى، تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي في النصف الثاني من العام.

اقرأ أيضًا:

ترامب يجدد تهديده بفرض رسوم جمركية على دول البريكس

دونالد ترامب: العملات الرقمية مفيدة للدولار ولأمريكا

ترامب يخطط لفرض رسوم جمركية لا تقل عن 15% على واردات أوروبا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search