الشرق الأسيوي يعيد تشكيل تحالفاته، فيتنام في قلب الصراع الامريكي الصيني

الثلاثاء، 08 يوليو 2025 02:53 م

فيتنام والصين

تحليل/ ميرنا البكري

في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض سطوته التجارية على شرق آسيا، وتحديدًا على فيتنام، جاءت الصين لتلعب دور المنقذ والبديل، والنتيجة تحالفات جديدة، ومشاريع ضخمة، وصراع تجاري يعيد تشكيل ملامح منطقة الشرق الأسيوي.

رغم الهدنة المعلنة بين أمريكا والصين، فيتنام تسقط في فخ الرسوم الجمركية - إيجي إن — **الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض سطوته التجارية على شرق آسيا**

ترامب يفرض، والرسوم تشتعل

منذ أيام قليلة، أعلن ترامب عن صفقة تجارية جديدة مع فيتنام، لكن الحقيقة أنها ليست صفقة بقدر ما هي ورقة ضغط، بعد فرض رسوم جمركية 20% على كل الصادرات الفيتنامية لأمريكا، وأيضًا رسوم 40% على السلع المعاد شحنها من دول أخرى عبر فيتنام (وأغلبها قادم من الصين).

والهدف، يحاول ترامب سد ثغرات الالتفاف على العقوبات الصينية، لأن الكثير من الشركات الصينية كانت تستخدم فيتنام كبوابة خلفية لدخول السوق الأمريكي.

الصين تتحرك بسرعة، لن تترك حليفها يواجه المصير بمفرده

لم يمر إلا عدة أيام قليلة، وظهر رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشينه، في لقاء مع نظيره الصيني لي تشيانج، على هامش قمة البريكس في البرازيل، ويعلنان عن اتفاق جديد لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين وفيتنام، وتعاون مباشر في مشاريع البنية التحتية المشتركة، تحديدًا خطوط السكك الحديدية، كما أعلنت فيتنام بدء بناء خط سكة حديد جديد يربطها بالصين، وهي خطوة استراتيجية وصفها مراقبون بالمهمة.

خط السكة الحديد، شريان تجارة جديد

هذا الخط ليس مجرد مشروع نقل، بل يعد شريان اقتصادي جديد، يقلل التكاليف ووقت النقل بين البلدين، ويساعد أيضًا على تقليل الاعتماد على الشحن البحري الذي قد يتأثر بأي توترات، والأهم أنه سينقل جزء من التجارة الإقليمية من البحر إلى البر، مما يفيد الطرفين ويدعم سلاسل الإمداد في آسيا.

اقرا أيضًا:

رغم الهدنة المعلنة بين أمريكا والصين، فيتنام تسقط في فخ الرسوم الجمركية

أمريكا تضغط وهانوي تحترق، الحرب التكنولوجية تضع فيتنام على خط النار

الهجرة إلى فيتنام - التأشيرات والمعيشة والعمل 2024 - مكتبة المسافر — **فيتنام**

فيتنام بين واشنطن وبكين، والصين تتحرك لحماية نفوذها في لحظة حرجة

1. تؤكد الصين بوضوح أنها لن تترك فيتنام تواجه العقوبات الأمريكية بمفردها.

2. فيتنام تكسب رضاء القطبين، فمن جانب نجحت في إرضاء ترامب بصفقة استيراد منتجات أمريكية بدون رسوم، ومن جانب تقوي علاقتها مع بكين.

3. تحاول الصين الحفاظ على نفوذها الصناعي في فيتنام، خاصةً أن الأخيرة تعتمد على مواد ومكونات صينية في صناعتها التصديرية.

4. تتحول البريكس من تحالف سياسي إلى قوة اقتصادية بديلة بالفعل، وهو ما ظهر بوضوح من اللقاء الذي تم في القمة.

التوقعات، فيتنام لن تخرج خاسرة لكنها ستدفع ثمن التوازن بين القوتين

ستحاول فيتنام الاستمرار في علاقتها بالولايات المتحدة، فالسوق الأمريكي مهم للغاية، لكنها ستكون حذرة أكثر، كما أن التعاون مع الصين سيزداد، وستشهد الفترة المقبلة مشروعات مشتركة أكثر، خاصةً في الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

على المدى الطويل، قد نرى شراكة ثلاثية "صين – فيتنام – روسيا" داخل البريكس للرد على ضغوط واشنطن، وهذه رسالة لباقي دول آسيا، إذا واجهت أزمة، فالصين مستعدة للتدخل وإنقاذك

ختامًا، في زمن الحرب التجارية، لا يوجد صديق دائم أو عدو ثابت، تلعب فيتنام اليوم بسياسة بذكاء شديد، ما بين إرضاء الولايات المتحدة وكسب دعم الصين، للخروج بأقل الخسائر من صراع أعظم قوتين اقتصاديتين في العالم.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.