رغم الهدنة المعلنة بين أمريكا والصين، فيتنام تسقط في فخ الرسوم الجمركية
الخميس، 03 يوليو 2025 12:31 م

الرسوم الجمركية على فيتنام
تحليل/ ميرنا البكري
في خطوة فجائية، أعلن ترامب عن اتفاق تجاري مع فيتنام، يقلب قواعد اللعبة، وهو إعفاء أمريكا لـ منتجاتها من الجمارك داخل السوق الفيتنامي، لكن في المقابل، ستفرض على المنتجات الفيتنامية الداخلة للسوق الأمريكية رسوم إضافية تصل لـ40%.
وذلك ليس تفاوض اقتصادي، بل صفقة بها تهديد وضغط وتحريك لأسواق عالمية من أول وول ستريت حتى مصانع المنسوجات في آسيا.

الرسوم الجديدة، سلاح اقتصادي ضد "الصين الصغيرة"
في الفترة الاخيرة، لعبت فيتنام دور "البديل الذكي للصين"، والكثير من الشركات نقلت مصانعها لكي تتفادى الجمارك الأمريكية على الصين، لكن قرر ترامب إغلاق هذا الباب، مما يُبعث رسالة واضحة مفادها: "إذا استوردتم بضائع مصنعة في الصين ثم أعِدتم تصديرها عبر فيتنام، فسيُفرض عليها رسم جمركية بنسبة 40% بدلًا من 20%"، وهذا يعني أن ترامب يحاول التحايل على الجمارك الصينية، ويغلق كل الثغرات.
والهدف الحقيقي هو قطع الطريق على أي محاولة للهروب من الرسوم الصينية، والضغط على سلاسل التوريد العالمية، التي انتقلت لفيتنام بعد الحروب التجارية الأولى.
المنسوجات والأحذية في عين العاصفة
تصدر فيتنام أكثر من 57 مليار دولار لأمريكا في أول 5 شهور من 2025، والقطاع الأكبر هو الملابس والأحذية.
وبمجرد إعلان ترامب، شهدت شركات مثل Gap وRalph Lauren وLululemon انهيار في أسعار أسهمها على وول ستريت.
يأتي ذلك نتيجة أن هذه المنتجات تصنع جزئيًا أو كليًا في فيتنام، والرسوم الجديدة تزوّد تكلفة الإنتاج بشكل كبير، وتجعل المنافسة صعبة في السوق الأمريكية.
أسواق المال ترتعش، والمستثمرين في حالة “ذعر حذر”
في البداية، استقبل السوق الأمريكية الخبر بتفاؤل، مما أدى إلى مكاسب طفيفة لشركات الملابس، لكن بعد رسالة ترامب الثانية التي شدد فيها على الـ40%، سرعان ما انقلب السوق إلى اللون الأحمر.
ذلك يعني ان السوق، بدأت في استيعاب حجم الخطر، خاصةً مع تهديد ترامب العام، بفرض رسوم على أي دولة تصدر أكثر ما تستورد من أمريكا.
هل هي بداية "حرب تجارية عالمية"؟
هدد ترامب فعليًا بفرض رسوم موحدة 10% لـ 50% على كل دول العالم، وعلق التنفيذ لمدة 90 يومًا، فقط، ويعتبر الاتفاق مع فيتنام بداية لتطبيق تدريجي لهذه الرسوم، والتي تهز سلاسل التوريد العالمية وأسواق المال، وأسعار المنتجات للمستهلك الأميركي، كما تؤثر على تنافسية الشركات الأمريكية نفسها.
ومن المتوقع، أن تنقل الكثير من الشركات مصانعها للهند أو بنجلادش، وقد يرتفع معدل للتضخم في أمريكا بسبب ارتفاع أسعار الملابس والأحذية، ومن الممكن أن ترد الصين بتحالفات تجارية أوسع مع فيتنام والهند والاتحاد الأوروبي.
فيتنام، بين المكسب السياسي والخسارة الاقتصادية
أخذت فيتنام ميزة استراتيجية وهي البيع لأمريكا دون جمارك لأول مرة وهذا فارق كبير لاقتصادها، لكن من الجانب الآخر يواجه قطاع التصدير في فيتنام الآن ضغوطًا كبيرة، حيث أن فرض رسوم جمركية تتراوح بين 20% و40% سيدفع الشركات إلى إعادة النظر قبل اتخاذ قرار العمل من هناك.
اقرأ أيضًا:
فيتنام تتأرجح بين بكين وواشنطن، وترامب يلوّح بالعقوبات الجمركية
"صُنع في الصين" لكن لا تكتبه على العلبة، التجارة العالمية تحت ضغط التزوير

أبرز النتائج
1.قد تؤدي الجمارك التي فرضها ترامب على فيتنام لتباطؤ نمو صادراتها في النصف الثاني من 2025.
2.يواجه الاقتصاد الأمريكي تضخم في قطاعات الملابس والسلع الاستهلاكية.
3.تستمر وول ستريت في التذبذب مع كل تصريح جديد لترامب.
4.لابدأن تعيد الشركات متعددة الجنسيات التفكير في مواقع الإنتاج وسلاسل التوريد.
ختامًا، ما يفعله ترامب ليس مجرد تفاوض، بل استراتيجية اقتصادية عدوانية تجعل كل دولة تختار، إما تفتح السوق بالكامل لأمريكا، إما تتحمل رسوم ضخمة، والنموذج الذي فعله مع فيتنام قد يتكرر مع الكثير من الدول الأخرى في آسيا وأوروبا.
في النهاية، ترامب يضع قواعد جديدة للتجارة الدولية، لكن السؤال يبقى، هل العالم مستعد للتعامل مع هذه القواعد؟ أم أنه سيجد نفسه أمام مواجهة شاملة مع الاقتصاد الأمريكي؟
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
بعد "فضيحة خداع المستهلكين"، «شي إن» تواجه تضييق أوروبي لـ"الأزياء السريعة"
03 يوليو 2025 05:47 م
كيف تُزعزع سياسات ترامب مكانة واشنطن الاقتصادية؟
03 يوليو 2025 07:11 ص
«الدارك ويب», جريمة منظمة في قلب الاقتصاد الرقمي
03 يوليو 2025 02:20 ص

أكثر الكلمات انتشاراً