الإثنين، 07 يوليو 2025

04:55 م

الاستثمار الخفي، كيف تُكلفنا الصحة النفسية المهملة تريليونات الدولارات؟!

الإثنين، 07 يوليو 2025 02:00 م

موظفة

موظفة

نور الشايب

تُعدّ الصحة النفسية اليوم محورًا أساسيًا يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي وأداء الشركات. 

فوفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تتسبب الضغوط النفسية، والتوتر، والاكتئاب التي يُعاني منها الموظفون في خسارة تُقارب تريليون دولار سنويًا على الاقتصاد العالمي.

الصحة النفسية في الخليج العربي، خسائر تُقدّر بالمليارات

تزداد حدة هذه المشكلة في منطقة الخليج العربي، حيث تُشير تقديرات شركة PwC إلى أن التدهور في الصحة النفسية للموظفين يتسبب في خسائر اقتصادية تُناهز 3.5 مليار دولار سنويًا. 

هذا بالإضافة إلى إهدار أكثر من 37.5 مليون يوم عمل كل عام، مما يُلقي بظلاله على الإنتاجية العامة في المنطقة.

وصمة العار، حاجز الصمت الذي يُفاقم الأزمة

على الرغم من هذه الأرقام المُقلقة، لا يزال الكثير من الموظفين يخشون الكشف عن معاناتهم النفسية.

 ويعود هذا الخوف إلى وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي، أو الخوف من حكم المدير والزملاء والمجتمع ككل. هذا الصمت يُفاقم الأزمة، ويجعل بيئات العمل أرضًا خصبة لتفاقم المشكلات النفسية دون معالجة.

الاستثمار في الصحة النفسية، عائد اقتصادي مُربح

لكن هناك جانب مُشرق لهذه المعادلة، فاستثمار الشركات في دعم الصحة النفسية للموظفين لا يُعدّ ضرورة إنسانية فحسب، بل هو استثمار اقتصادي مُربح.

 يُشير تقرير حديث صادر عن معهد "ماكينزي هيلث" إلى أن كل دولار يُستثمر في برامج الصحة النفسية يعود بأرباح تتراوح بين 5 إلى 6 دولارات في الناتج المحلي العالمي.

وفي مثال عملي يُبرهن على فعالية هذا الاستثمار، أظهرت بيانات من شركة "أنمايند" أن تقديم 7 جلسات دعم نفسي فقط للموظفين يمكن أن يُسهم في زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15%.

ختامًا، تُصبح الصورة واضحة، إن الصحة النفسية للموظف ليست مجرد رفاهية شخصية، بل هي عنصر حيوي وحاسم في ضمان استدامة العمل وتقدم الشركات. 

تجاهلها لا يُلحق الضرر بالأفراد فحسب، بل يُكلف المؤسسات الحديثة ثمنًا اقتصاديًا باهظًا لا يمكن تجاهله.

Short Url

search