حقل بوسكان، جوهرة النفط الثقيل في فنزويلا وسط العقوبات والتحديات

يواصل حقل بوسكان العملاق في فنزويلا، أداء دور محوري في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال إنتاج النفط الخام الثقيل الحامض، والذي يُعد من أكثر أنواع النفط طلبًا على مستوى العالم، لما يمتاز به من خصائص تمكن المصافي من تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات والمشتقات البترولية.

ويصنف حقل بوسكان ضمن أهم الحقول النفطية في البلاد، التي تحتوي على نسبة كبيرة من الاحتياطيات العالمية، ما يجعله أحد أعمدة الاقتصاد الفنزويلي الذي يعتمد بشكل أساسي على صادرات النفط كمصدر رئيس للإيرادات.

وبالرغم من أن النفط الثقيل الذي يُنتجه الحقل يتمتع بطلب عالمي مرتفع، إلا أن عملية استخراجه ومعالجته تتطلب تقنيات متقدمة واستثمارات ضخمة، وهي تحديات تضاعفت في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، التي تعرقل جهود تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

اكتشاف تاريخي وموقع إستراتيجي

وتُعود بداية قصة حقل بوسكان إلى عام 1945، عندما تم اكتشافه ضمن حملة وطنية لاستكشاف الموارد الطبيعية، وتحديدًا النفط، كجزء من إستراتيجية الحكومة الفنزويلية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وفي عام 1948، انطلقت أولى عمليات الإنتاج، رغم محدودية التقنيات في تلك الفترة، وارتفاع التحديات المرتبطة بالنفط الثقيل.

ويقع الحقل ضمن نطاق حزام أورينوكو النفطي، وهو من أغنى المناطق النفطية عالميًا، في الجزء الغربي من البلاد بالقرب من الحدود مع كولومبيا، وهو ما يمنحه موقعًا إستراتيجيًا يسهل عمليات النقل والتصدير عبر الموانئ القريبة.

ويتميز موقع الحقل بسهولة الوصول إلى البنية التحتية، ما يجعل العمليات التشغيلية أكثر سلاسة، وفق ما تشير إليه منصة الطاقة المتخصصة.

احتياطيات هائلة وإنتاج متقلب

وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل بوسكان تبلغ نحو 30 مليار برميل من النفط الخام الثقيل، الذي يتمتع بلزوجة وكثافة عالية، تتطلب عمليات معالجة وتحسين قبل تصديره أو استخدامه محليًا.

ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي نحو 800 ألف برميل، إلا أن حجم الإنتاج شهد تقلبات كبيرة خلال السنوات الماضية نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على فنزويلا من قبل الولايات المتحدة، والتي حدت من قدرة الحكومة على جذب الاستثمارات الضرورية لمواصلة تطوير الحقل.

تطوير متواصل رغم التحديات

وعلى مدار العقود الماضية، بذلت الحكومة الفنزويلية جهودًا كبيرة لتطوير حقل بوسكان، سواء عبر تحسين تقنيات الاستخلاص أو من خلال تعزيز البنية التحتية عبر إنشاء خطوط أنابيب ومحطات معالجة، ضمن شراكات متعددة مع شركات عالمية.

ومن بين التقنيات المستخدمة، كان الحقن بالبخار من أبرز الأساليب التي أسهمت في تحسين معدل الاستخلاص من الطبقات الصعبة، وتولت شركة النفط الوطنية الفنزويلية "PDVSA" عمليات التطوير، بالتعاون مع شركات دولية، من بينها شركة شيفرون الأميركية، التي ما تزال تعمل في الحقل باستثناء خاص من الحكومة الأميركية، رغم انسحاب العديد من الشركات الأخرى بسبب العقوبات.

ركيزة اقتصادية وطنية

ولا يقتصر دور حقل بوسكان على كونه مصدرًا للنفط فحسب، بل يُعد من أهم ركائز الاقتصاد الفنزويلي، إذ يوفر الحقل إيرادات ضخمة من التصدير، ويسهم بشكل مباشر في تمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة.

كما يُعد الحقل مصدرًا مهمًا لفرص العمل، سواء من خلال الوظائف المباشرة في قطاع النفط، أو غير المباشرة في القطاعات المرتبطة، مثل النقل والخدمات والدعم اللوجستي، ما يجعله أحد الأصول الإستراتيجية في المنظومة الاقتصادية للدولة.

مستقبل الحقل في ظل الأزمات

ورغم الضغوط السياسية والاقتصادية وتراجع الاستثمارات، يواصل حقل بوسكان تقديم إسهامات كبيرة في دعم صادرات النفط الفنزويلية، ولا يزال استمرار العمل في الحقل يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد، خاصة في ظل الحاجة إلى ضخ استثمارات جديدة، وتوفير استقرار سياسي واقتصادي يضمن استمرارية الإنتاج وتوسعة القدرات التشغيلية.

ويظل الحقل العملاق رمزًا للصمود النفطي في وجه العقوبات، ورافعة استراتيجية يعتمد عليها الاقتصاد الفنزويلي للخروج من أزمته الراهنة، خاصة مع ارتفاع الطلب العالمي على النفط الثقيل، الذي يُشكل ميزة تنافسية فريدة تمتلكها فنزويلا بفضل ثروات حزام أورينوكو.

اقرأ أيضًا: 

وزارة البترول تتابع منظومة الشحن والتوزيع بمستودع العدوي بالفيوم

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.