إلغاء ضريبة القمح الروسي يهدد أسواق أمريكا واستراليا، ومصر أكبر المستفيدين

السبت، 05 يوليو 2025 10:43 ص

قررت روسيا إلغاء ضريبة تصدير القمح

تحليل/ ميرنا البكري

في خطوة مفاجئة، قررت روسيا (أكبر مُصدر للقمح في العالم)، أن تقوم بإلغاء ضريبة تصدير القمح بالكامل اعتبارًا من 9 يوليو المقبل.

يعتبر هذا القرار الأول من نوعه منذ عام2021، حينما فرضت موسكو الضريبة لحماية السوق المحلي من ارتفاع الأسعار والاحتكار التصديري، وهو ما يطرح تساؤلاً عن توقيت إصدار هذا القرار الروسي بفك القيود الآن؟ وما هو تأثيره على موازين سوق القمح العالمي؟

إنتاج القمح الروسي يتراجع إلى 91.5 مليون طن موسم 2024 (USDA) - تادامسا نيوز — **روسيا**

من ضريبة 60 دولارًا للطن لـ صفر

وكانت تُحسب هذه الضريبة بنسبة 70% من الفرق بين السعر الاسترشادي وسعر الأساس الذي تحدده وزارة الزراعة، وفي يناير 2025، ووصلت الضريبة لأعلى مستوى لها بـ 4699.6 روبل (حوالي 60 دولار) للطن.

حاليًا، تراجع السعر الاسترشادي لـ 228.7 دولار للطن، وبالتالي أصبحت الضريبة صفر، مما يعني أن صادرات القمح الروسي ستكون أرخص عالميًا وأكثر تنافسية من أي وقت مضى.

ما وراء القرار، بين دعم الداخل وكسب نفوذ خارجي

دعم للمزارعين المحليين

يشتكي العديد من المزارعين الروس من أن الضرائب المفروضة عليهم “تأكل” الكثير من هامش ربحهم، خاصةً في ظل ارتفاع التكاليف، وقلة دعم الحكومة المباشر، ووفقًا لتصريحات مزارعين روس، لا تعيد الحكومة سوى جزء بسيط جدًا من عائدات الضريبة للقطاع الزراعي.

تهدئة الأسعار محليًا وعالميًا

في ظل انخفاض أسعار القمح عالميًا، تعتقد روسيا أن هناك غيابًا لتهديد فعلي بارتفاع الأسعار داخليًا، وبالتالي لا يوجد داعي لمنع التصدير، بالعكس، ذلك وقت المنافسة والاستحواذ على أسواق أكبر.

ورقة ضغط سياسية واقتصادية

تستغل روسيا صادرات القمح كـ أداة نفوذ جيوسياسي، خاصةً في ظل العقوبات الغربية، وإلغاء الضريبة يبعث رسالة “نحن مستعدون لإغراق السوق بالإنتا لكن وفقًا لشروطنا.”

تداعيات القرار على السوق العالمي

انخفاض محتمل في أسعار القمح عالميًا

مع فتح روسيا للصادرات سيكون هناك تدفقًا أكبر للقمح الروسي للأسواق العالمية والنتيجة، زيادة المعروض، ضغط على الأسعار العالمية للقمح، ومنافسة شرسة للمُصدرين الآخرين مثل أمريكا وكندا وأستراليا.

ضغط على مزارعي الدول المنافسة

ستصبح أسعار القمح الروسية بعد هذا القرار أرخص بفرق كبير، مما يضغط على مزارعي القمح في دول أخرى: سيقل هامش الربح، وقد يحدث تقليل للزراعة في المواسم المقبلة، أو طلب دعم حكومي إضافي.

فرصة لبلدان الشرق الأوسط وأفريقيا

تستفيد الدول التي تستورد كميات كبيرة من القمح مثل مصر، تركيا، نيجيريا من هذ القرار، فستكون الأسعار أقل، وقد يكون هناك فرص لعقود طويلة الأجل بأسعار مخفضة.

الزراعة: استوردنا 4.9 مليون طن من القمح هذا العام وندرس مصادر جديدة للسلع

محافظ المنيا: 510 آلاف طن واردات القمح منذ بدء موسم 2025

آفات القمح.. أشهر 6 أمراض تُهدد محصول الغلة وبرنامج المكافحة المُعتمد لها — **أسعار القمح عالميًا**

توقعات للسوق بعد هذا القرار

بعد هذا القرار، قد يهبط سعر الطن العالمي الذي وصل لنحو 245 دولار ًا تحت ضغط المعروض الزيادة لـ 220–230 دولارا، ومن المتوقع أن تزيد صادرات روسيا الشهرية التي تصل لما يقرب من 3.5 مليون طن بنسبة 20–30%، خاصةً إذا استطاع المزارعون البيع بكميات أكبر بدون الضريبة.

وبالنسبة لمصر، التي تعتمد على القمح الروسي بـ 60 لـ 70% من استهلاكها، قد ترتفع وارداتها أيضًا، شريطة أن تظل الأسعار مستقرة وألا يشهد السوق تقلبات حادة.

ختامًا، يُعد قرار روسيا بإلغاء ضريبة تصدير القمح ليس اقتصاديًا فقط، بل سياسي واستراتيجي أيضًا، فهي تقول للعالم نحن نستطيع أن نكون المُصدر الأول والأرخص، ومن لا يتعامل معنا سيدفع أكثر

والدول المستوردة مثل مصر قد تجد فرص ممتازة لعقود شراء طويلة بأسعار منخفضة، لكن لابد أن تضع في حسابها التقلبات المستقبلية سواء في المناخ أو السياسة. أما الدول المصدرة الأخرى، فهي أمام تحدي كبير يهدد بخسارة جزء كبير من أسواقها.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.