الثلاثاء، 01 يوليو 2025

01:14 م

عسكرة المناخ، ثمن كربوني باهظ يهدد طموحات ترامب في الفوز بـ«نوبل»

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 09:05 ص

انبعاثات الحروب

انبعاثات الحروب

في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة بيئية تلوح في الأفق، تنكشف مفارقة صارخة في قلب الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.

ترامب ونوبل للسلام

الجيوش، بما تملكه من ترسانات وسلاسل إمداد وجولات عسكرية، لا تزال محصنة ضد المساءلة البيئية، رغم أنها من أكبر مولدات الكربون على كوكب يئن من الاحتباس الحراري.

ووسط هذه المفارقة، يطل دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الساعي لاستعادة مفاتيح قيادة العالم بثوب السلام، متطلعًا إلى جائزة نوبل، لكن وراء هذا الثوب عرض عسكري بـ45 مليون دولار أُقيم قبل أسابيع، خلّف وحده انبعاثات تفوق مليوني كجم من ثاني أكسيد الكربون، في تناقض صارخ مع طموحات المناخ.

اقرأ أيضًا:

إيران تكسر القيود، الصواريخ الباليستية محلية الصنع تصل قلب تل أبيب

اتفاق باريس وثغرة عسكرية

منذ أن تبنى العالم اتفاق باريس عام 2015 كأول اتفاق دولي مُلزم للحد من ارتفاع درجات الحرارة، كان واضحًا أن هناك ثغرة بحجم دبابة، الجيوش غير مُلزمة بالإفصاح عن انبعاثاتها أو خفضها. 

وبينما تُحاسب المصانع وشركات الطاقة وشركات النقل على كل طن كربون ينبعث منها، تظل الجيوش بمنأى عن المحاسبة.

هذا الاستثناء لم يكن عبثيًا، فالدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كانت حريصة على تحصين مؤسساتها العسكرية من الرقابة المناخية، رغم أن التقارير تُشير إلى أن انبعاثات الجيش الأمريكي وحده، تفوق تلك التي تنتجها دول صناعية كبرى كالسويد والبرتغال.

العدوان الإسرائيلي على غزة

أرقام مرعبة من الحروب إلى العروض

كشف تقرير مرصد الصراع والبيئة في بريطانيا عام 2023 أن الجيوش مسؤولة عن 5.5% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وهي نسبة تتجاوز بصمتها البيئية المعلنة بكثير، بالنظر إلى استهلاك الجيوش المهول للوقود الأحفوري.

وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام انبعاثات الحروب والصراعات، تصبح الصورة أكثر سوداوية:

غزو العراق للكويت: 250 مليون طن مكافئ CO₂

الحروب الأميركية في أفغانستان والعراق وسوريا وباكستان 2001–2018: 440 مليون طن.

الحرب الروسية الأوكرانية (15 شهرًا فقط): أكثر من 100 مليون طن

حرب غزة الأخيرة: تعادل الانبعاثات السنوية لـ102 دولة

المواجهة الإيرانية الإسرائيلية (12 يومًا): ما لا يقل عن 40 ألف طن من الانبعاثات من الضربات الصاروخية وحدها.

اقرأ أيضًا:

روسيا تخرق الاتفاق وتستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية

ترامب انسحب مرتين 

المفارقة الأكبر أن دونالد ترامب، الذي يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام، انسحب مرتين خلال ولايتيه من اتفاق باريس للمناخ، في تجاهل واضح للمسؤولية الأمريكية التاريخية في الانبعاثات الكربونية.

ولم يكتف ترامب بالانسحاب، بل ضخ مزيدًا من الإنفاق في العروض العسكرية، مثل العرض الأخير في يونيو 2025، الذي وصفه البعض بأنه عرض عضلات كربوني، بكل ما يحمله من تكاليف مالية وبيئية.

في المقابل، تتصاعد أصوات بيئية دولية تطالب بإدراج الجيوش ضمن اتفاقيات المناخ، أو على الأقل إخضاعها لمعايير الإفصاح، إذ لا يُعقل أن يبقى أكبر الملوثين بمنأى عن الالتزام، بينما تُحمل الدول النامية فاتورة الكربون.

مخلفات الحرب

سلام مُدجج بالكربون

ما يكشفه هذا الواقع، أن الحديث عن سلام من دون مناخ آمن هو وهم، فإذا كانت الحروب تُخلف ملايين الأطنان من الكربون، فإن السلام يجب أن يشمل البيئة، لا أن يكون مجرد غطاء لسباق تسلح مُلوث.

ومع إعلان الناتو عن زيادات جديدة في ميزانياته الدفاعية، ووصول الإنفاق العسكري العالمي إلى أكثر من تريليوني دولار في 2023، فإن العالَم أمام معادلة مستحيلة، كلما زاد الإنفاق العسكري، زادت الانبعاثات، وقلت فرص التكيف المناخي.

اقرأ أيضًا:

ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام

مخلفات الحرب

نوبل أم طقس الجحيم؟

ربما يرى البعض أن ترامب رجل المرحلة لمواجهة التهديدات الجيوسياسية، لكن بالنسبة لكوكب يتنفس بصعوبة، فإن قيادته بمنطق الإنكار المناخي ليست إلا وصفة لكارثة. 

فبين طموح نوبل وشبح طقس الجحيم، تبدو جائزة السلام بعيدة المنال إذا كان الطريق إليها مفروشًا بالوقود الأحفوري والعروض العسكرية والانبعاثات الخارجة عن السيطرة.

فهل يمكن للسلام أن يولد في أجواء خانقة بالكربون؟ ربما يجيب المستقبل، أو تحكم الأجيال القادمة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search