الثلاثاء، 01 يوليو 2025

08:11 ص

من المائدة إلى المناعة، كيف يؤثر الغذاء على الصحة في ظل الأزمات الاقتصادية

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 04:58 ص

غذاء

غذاء

هدير جلال

يعد الغذاء، هو المصدر الرئيسي للطاقة وللعناصر الغذائية، التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية بكفاءة ومن ثم، ضمان حياة خالية من الأمراض، وذلك من خلال توفير إمداد الجسم بالسعرات الحرارية اللازمة، لممارسة الأنشطة اليومية، وتعزيز مناعة الجسم ضد الأمراض، والحفاظ على صحة القلب، ودعم صحة العظام، وتحسين عملية الهضم، والمساعدة في التحكم بالوزن، وتتأتى كل هذه العناصر الهامة لحياة الإنسان، من تناول غذاء متوازن متكامل ومتنوع المصادر.

أغذية

وفي وقتنا الحاضر، تغيّرت أنماط الحياة والعادات الغذائية بشكل ملحوظ، نتيجة للتقدم التكنولوجي والضغوط اليومية، مع تزايد سرعة إيقاع الحياة، وذلك بالتوازي مع تفاقم التحديات الصحية والبيئية والاقتصادية، التي يواجهها العالم اليوم.

وأسهم ذلك الأمر في تحويل العناصر الغذائية الجيدة الموجودة بالأغذية والمشروبات، إلى مواد رديئة مسببة للأمراض، فصار الغذاء غير صحين وافتقر إلى القيمة الغذائية العالية، أو صار خاليًا منها، غنيًا بالسعرات الحرارية ويحوي العديد من  المكونات الضارة بالصحة، وخاصة على المدى البعيد، وهو ما تسبب في انتشار الكثير من الأمراض المزمنة، الأمر الذى يؤدي إلى إرهاق الأنظمة الصحية.

التغذية أحد أهم ركائز المناعة

لذا بات من الضروري، إعادة تقييم ممارساتنا الغذائية، لما لها من أثر مباشر على النظام المناعي، الذى يمثل خط الدفاع الأول لجسم الإنسان في مواجهة الأمراض، كما أن الاستجابة المناعية للجسم، تعتمد بشكل كبير على نمط التغذية اليومي، حيث تمثل التغذية، أحد أهم ركائز المناعة، إما دعمًا أو إضعافًا.

إن العلاقة بين الجهاز المناعي والغذاء، هي علاقة تكامل لا انفصال، ولا نغفل طبيعة الجهاز المناعي كنظام معقد يعمل بتنسيق دقيق للدفاع عن الجسم ضد العوامل الضارة، ويعتمد هذا النظام، على توافر العناصر الغذائية الضرورية، مثل العديد من الفيتامينات مثل (A، C، D، E).

ويتمثل دورها الحيوي في تنظيم الاستجابة المناعية، وتقليل الإلتهابات، كما أن العديد من المعادن مثل الزنك، والسيلينيوم، والحديد، تمثل عناصرَ أساسية لنشاط الخلايا المناعية، كما تمثل مضادات الأكسدة، عوامل حماية لها من الضرر الناتج عن الشوارد الحرة, إضافة إلى الألياف الغذائية، والتي تحافظ على توازن فلورا الأمعاء، وهو أحد مفاتيح المناعة الفعالة.

 

نقص التنوع الغذائي يؤدي إلى نقص العناصر الدقيقة المهمة لصحة الجسم

أما على الوجه الآخر، فإن انتشار العديد من العادات الغذائية الغير صحية، كـتجاوز الوجبات والأكل السريع وعدم انتظام النوم تؤثر سلبًا على التوازن المناعي، هذا بالإضافة لعدد من الممارسات السيئة، كالإفراط في تناول الأغذية المصنعة، بما فيها من مواد مضافة، وزيادة استهلاك الدهون المتحولة، وكذلك السكر الأبيض، مؤدية إلى التهابات مزمنة، وتقليل كفاءة الاستجابة المناعية.

ويضعف ذلك بالتالي قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، وحتى الخلايا السرطانية، كما أن نقص التنوع الغذائي، يؤدي إلى نقص العناصر الدقيقة المهمة لصحة الجسم المناعية، بالإضافة إلى الإهمال في شرب الماء، والذي يقلل من كفاءة طرد السموم مع التأثير على أداء الأجهزة الحيوية.

أغذية


لقد كشفت جائحة كورونا كأحد تلك التحديات المعاصرة على سبيل المثال، عن أهمية تقوية المناعة، ليس فقط على المستوى الفردي، بل أيضًا في إطار الأمن الصحي القومي، ومع تغير المناخ وتزايد التلوث وانتشار الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، فإن الغذاء أصبح سلاحًا وقائيًا أكثر من كونه مجرد مصدر للطاقة.

وفي ظل هذه التحديات، يفرض مطلب التغيير للأهمية القصوى، وأنه قد آن الأوان للانتقال من نمط غذائي موجه نحو الإشباع الفوري، إلى نمطٍ غذائي يقوم على الوعي والاستدامة والصحة طويلة الأمد، ولتبدأ تقوية الجهاز المناعي من المائدة اليومية، مع العدول عن العادات السلبية، إذ إنه لم يعد خيارًا فرديًا، بل أصبح ضرورة مجتمعية، لضمان قدرة الأفراد على الصمود، والبقاء في عالم لا يخلو من التحديات الصحية المتكررة.

من هنا يجب أن يتجه الأفراد والمجتمعات إلى غذاءٍ واعٍ، يقوم على الجودة لا الكمية، وعلى الوقاية لا الإجراءات العلاجية، وعلى التوازن لا الإسراف، لضمان أمن غذائي ومجتمعي أكثر استدامة، إن تعزيز المناعة واستمراريتها لأمر يتأتى من اتباع ممارسات غذائية جيدة ومتكررة، تحمل في طياتها الأثر الإيجابي الصحي مثل:-

  1. تناول وجبات متوازنة غنية بالخضروات والفواكه الطازجة.
  2. دمج البقول والحبوب الكاملة، والمكسرات ضمن النظام الغذائي.
  3. تقليل استهلاك السكريات والدهون الصناعية.
  4. الاعتماد على الأغذية الطازجة، والمحضّرة منزليًا كلما أمكن.
  5. ممارسة النشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي.
  6. الاهتمام بصحة الأمعاء، من خلال تناول مصادر البروبيوتيك (مثل الزبادي الطبيعي)، والتي تحتوي على العديد من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، وكذلك مصادر البريبيوتيك من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية.

إن تحقيق التنمية المستدامة، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنظام غذائي متوازن ومتميز، لذا فعلى جميع الجهات المعنية، توحيد الجهود و التكاتف فيما بينها، والعمل على اتباع عادات غذائية إيجابية، وقيم غذائية جديدة، تضمن حياة صحية خالية من الأمراض، مع التأكيد على أن الغذاء، أحد أهم العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان.

ويمكن أن يكون وسيلة قوية للوقاية من الأمراض، وكما يُقال  “ الوقاية خير من العلاج ”، فإن اتباع نظام غذائي صحي، يعزز المناعة، ويقلل من الحاجة إلى الأدوية والعلاجات الطبية، وبالتالي عدم إرهاق الأنظمة الصحية، وتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

أغذية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وإضافة لتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search