الإنفاق العسكري العالمي يتخطى 2.7 تريليون دولار، السلاح لا يصنع السلام
الإثنين، 30 يونيو 2025 01:01 م

الإنفاق العسكري
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت يتزايد فيه التوتر العالمي، وتشتعل فيه الجبهات من أوكرانيا لـ حرب إسرائيل وإيران، يصل الإنفاق العسكري العالمي لأعلى مستوى في تاريخه، لكن في نفس الوقت، تتراجع المساعدات التنموية التي تحافظ على الاستقرار في الدول الهشة بشكل مقلق، مما جعل مسؤول كبير في الأمم المتحدة يدق ناقوس الخطر: “السلام لن يأتي بالسلاح فقط، لابد من تنمية حقيقية”.
في هذا التحليل، سنوضح أرقام الإنفاق العسكري، وتراجع الدعم التنموي، مع تسليط الضوء على تداعيات ذلك على العالم، وعلى الأغنياء قبل الفقراء.
:max_bytes(150000):strip_icc()/ammo-9542b159578849f283ba012cbeb9cb18.jpg)
أرقام الإنفاق العسكري تكسر الأرقام القياسية
في 2024، سجل الإنفاق العسكري 2.7 تريليون دولار، بزيادة تمثل 20% مقارنة بعام 2023، وذلك أعلى معدل زيادة خلال السنوات الماضية، بسبب الحرب أوكرانيا وروسيا، والتصعيد المستمر في الشرق الأوسط، بجانب سباق التسلح في آسيا، والحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، في الوقت الذي تقلل فيه الدول الكبرى دعمها التنموي للدول الفقيرة.
وقد بدأت القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة وأوروبا في إعادة ترتيب أولوياتها بمنطق "الدفاع أولاً" على حساب ملفات مثل التعليم، الصحة، والمساعدات الإنسانية.
كما تقول الأمم المتحدة إن الميزانيات المخصصة للمساعدات الخارجية انخفضت بشدة، في وقت يحتاج فيه العالم إلى مزيد من الدعم أكثر من أي وقت مضى.
كما يتوقع البنك الدولي أن 435 مليون إنسان سوف يعيشوا في فقر مدقع (أقل من 3 دولارات في اليوم) بحلول 2030، ومعظمهم في دول بها نزاعات.
الأزمة لا تنحصر في مكان واحد، العدوى تنتشر
قال هاوليانج شو، المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تصريحات مع الشرق بلومبيرج: “الأزمات لا تظل في مكانها، وغياب التنمية في الجنوب العالمي سيولد هجرة وعدم استقرار في الشمال”، وهذا يشير إلى أن الدول الغنية التي تقلل دعمها للدول الهشة، ستدفع الثمن مرة أخرى في شكل تدفقات مهاجرين ضخمة، وضغوط أمنية واجتماعية واقتصادية، وتوسع جماعات متطرفة ومستغلة لحالة الفوضى.
الدعم لا يُضعف الدفع، بل يُقوي العالم ضد العنف والفوضى
وأضاف شو: “الاستثمار في التنمية والدفاع والتجارة، ليست معادلة خاسرة لأي طرف”، بما يعنى أن الحكومات قد تدافع وتستثمر وتساعد في نفس الوقت؛ لأن التنمية تقلل دوافع العنف، والتعليم والصحة يرفعون من كفاءة المجتمعات، كما إن دعم الدول الهشة يجعل العالم كله أكثر أماناً واستقراراً.
مؤتمر إشبيلية، أمل أم مجرد ديكور؟
انطلق اليوم الإثنين، المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية – إسبانيا، بمشاركة 50 من قادة العالم، وسيتم التركيز على: كيف يمكن تمويل التنمية المستدامة في وقت يتجه فيه تركيز العالم نحو الإنفاق الدفاعي؟، وكيف يمكن إنقاذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي بدأت تنحرف عن مسارها المحدد؟"
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنواجه التزامات حقيقية؟ أم ستكون مجرد كلمات كبيرة دون رصد ميزانيات أو وضع آليات فعالة للتنفيذ؟
اقرأ أيضًا:
رئيس الوزراء يتوجه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية
التضامن في فعاليات المنتدى العالمي لمنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر

حين تُغلق أبواب التنمية، تُفتح طرق الهروب
1. أفريقيا، جفاف وصراعات تجعل الواقع أكثر قسوةً
تعاني المناطق مثل الساحل الأفريقي من جفاف فاقم معدلات الفقر (مثلاً أسفر الجفاف الذي ضرب القرن الإفريقي في 2011 عن وفاة ما بين 50 لـ 260 ألف شخص في الصومال وبعذ الدول المجاورة، وذلك وفقًا لبعض المنظمات المعنية بالمناخ في قارة أفريقيا.
2. الشرق الأوسط، الحروب تدفن الأمل
تمتلىء سوريا واليمن وليبيا بـ نزوح داخلي وخارجي، حيث هرب ملايين بسبب انهيار المنازل، واختفاء الخدمات، وانعدام التعليم والصحة، كما إن فرص العمل شبه معدومة. وقد تضطر الناس للهرب لكي تعيش حياة كريمة ومستقبل آمن.
أمريكا اللاتينية، أزمة اقتصادية تُرحل الشعوب
تعتبر فنزويلا مثال واضح على الأزمة الاقتصادية، حيث جعل الكساد والتضخم الكبيرين حوالي نصف السكان يعيشوا تحت خط الفقر. وبسبب هذه الظروف، حوالي 6 مليون فنزويلي اضطروا للهروب من بلادهم والبحث عن ملجأ في دول الجوار، خاصةً في كولومبيا، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة بروكينجز عام 2018.
لماذا هناك علاقة طردية بين ضعف التنمية والهجرة؟
غياب التعليم والخدمات الصحية
حينما يفقد الأفراد التعليم والمستشفيات، فبالتالي لا يوجد أمل إنها تؤسس حياة مستقرة في بلدها.
ضعف الحوكمة ونقص فرص العمل
في أفريقيا والشرق الأوسط ، تعاني أغلب الدول من ضعف الحوكمة وقلة استقرار المؤسسات، بالإضافة إلى تدني مستويات الاستثمار.
الأزمات المناخية
دفع الجفاف في الساحل وأفريقيا الشرقية، والفيضانات في أمريكا اللاتينية، الناس للتفكير في الهجرة كخيار بديلي.

التوقعات، والسيناريوهات المستقبلية
إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، سيواجه العالم سيناريو خطير من تفشي النزاعات، هجرات جماعية، تضخم أمني، وضغوط مالية على الجميع.
وإذا حدث توازن بين الدفاع والتنمية، سيكون هناك فرصة للحفاظ على استقرار النظام العالمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى لو بنسبة بسيطة.
ومن المتوقع أن تتأثر مصر والدول النامية تأثير قوي من تراجع المساعدات الدولية تحديدًا في قطاعات مثل الصحة والتعليم، لكن هناك أيضًا فرص لهذه الدول لإعادة ترتيب أولوياتها والاعتماد أكثر على الشراكات الإقليمية والاستثمار المحلي.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ترامب يكشف لعبة الحرب الباردة الجديدة، اقتصاد عالمي على خطوط النار
30 يونيو 2025 03:33 م
الخدمات المالية تتصدر مؤشر أداء الأعمال في الربع الأول من 2025
30 يونيو 2025 12:35 م
الذكاء الاصطناعي يهدد ويخدع ويضع العالم أمام تحدي الاستغناء عنه أو مواجهته
29 يونيو 2025 04:15 م


أكثر الكلمات انتشاراً