السبت، 28 يونيو 2025

04:38 م

الطريق فخ للموت، حين يصبح السفر تذكرة بلا عودة

السبت، 28 يونيو 2025 12:29 م

حادثة المنوفية

حادثة المنوفية

بينما تُشير الأرقام الرسمية إلى تراجع في عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في مصر خلال عام 2023، فإن الواقع لا يزال ينزف دمًا. 

مشهد الفقد تكرر من جديد أمس، حين تحول طريق الإقليمي في محافظة المنوفية إلى مسرح مأساوي، ذهب ضحيته 19 فتاة في عمر الزهور، في حادث يُعيد إلى الواجهة تساؤلات مؤلمة عن سلامة الطرق، وفعالية الرقابة، وجدوى الخطط الرسمية لمواجهة هذه الكارثة الممتدة.

2023.. عام الإصابات المرتفعة والوفيات المنخفضة

كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع عدد المصابين في حوادث الطرق بنسبة 27% ليصل إلى 71,016 مصابًا، مقارنة بـ 55,991 في عام 2022. 

لكن في المقابل، انخفض عدد الوفيات بنسبة 24.5% ليسجل 5,861 حالة وفاة مقابل 7,762 في العام السابق.

ورغم ما يبدو وكأنه تطور إيجابي في معدلات الوفيات، فإن الحقيقة تظل قاتمة، الطرق المصرية لا تزال تحصد الأرواح، ولا تزال بعض المحافظات مثل الدقهلية، التي سجلت أعلى عدد من الإصابات 14,192 تشهد معدلات غير مسبوقة من الحوادث.

اقرأ أيضًا:

رئيس الرقابة المالية يوجه بصرف 100 ألف جنيه لكل متوفي بحادث المنوفية

ضحايا بلا صوت.. الأطفال والشباب في صدارة القوائم

تكشف الأرقام أن الأطفال والفئات العمرية الصغيرة هم الأكثر عرضة للخطر، الفئة العمرية تحت 15 عامًا كانت الأكثر إصابة 21,151 مصابًا، والأكثر وفاة كذلك 1,409 حالة وفاة. 

هؤلاء ليسوا مجرد أرقام في جدول إحصائي، بل قصص قصيرة انتهت فجأة على قارعة طريق، أو في انقلاب حافلة مدرسية، أو اصطدام متهور على طريق سريع.

الطريق الإقليمي.. مسرح الموت المفتوح

حادث طريق الإقليمي بالمنوفية، الذي وقع أمس وذهب ضحيته 19 فتاة، يكشف مجددًا هشاشة البنية المرورية في بعض الطرق السريعة، خاصة تلك التي تمر بمناطق زراعية أو صناعية وتفتقر إلى الإنارة الكافية أو اللوحات الإرشادية المناسبة.

الحادث وقع نتيجة تصادم مروع بين سيارة ميكروباص تقل فتيات خرجوا للعمل وشاحنة ضخمة، وسط غياب واضح لوسائل الأمان، وفشل في تنظيم حركة السير. 

هذه ليست الحادثة الأولى على هذا الطريق، لكنها قد تكون من أكثرها قسوة، لأنها حصدت أرواحًا في عمر الندى، أرواحًا يتوسط عمرهم بين 15 و 19 عامًا.

اقرأ أيضًا:

وزير العمل: اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار حوادث الطريق الإقليمي بالمنوفية

معدل القسوة ينخفض.. لكن أي عزاء في الأرقام؟

رغم انخفاض معدل القسوة (عدد الوفيات لكل 100 مصاب) من 13.9 إلى 8.3، فإن كل رقم يبقى مرآة لأسرة مكلومة. 

هل تكفي هذه التحسينات الرقمية لعزاء أمهات فقدن بناتهن في لحظة طيش أو إهمال؟ وهل نُعلق على الجدران لوحات تُظهر تقدمًا في "معدل متوفي لكل 100 ألف نسمة" الذي انخفض من 7.5 إلى 5.6، بينما تشيع قرية مصرية جثامين بناتها بالجملة؟

من المسؤول؟ الطريق؟ السائق؟ أم الغياب المزمن للرقابة؟

تشير الإحصاءات إلى أن الركاب والمشاة هم الفئة الأكثر تضررًا من حوادث الطرق، بنسبة إصابات بلغت 22,454 و17,553 على التوالي. 

أما السائقون فكانوا ثاني أكثر الفئات وفاة بعد المشاة، ما يعني أن خللًا مزدوجًا يسيطر على المشهد، سائقون يفتقرون للتدريب والرقابة، وطرق لا ترحم، وبيئة مرورية أقرب إلى حقل ألغام.

اقرأ أيضًا:

وزيرة التضامن توجه الهلال الأحمر بتقديم المساعدات لضحايا حادث المنوفية

مطلوب وقفة لا تقرير

أرقام الجهاز المركزي تقول الكثير، لكن حادث طريق الإقليمي بالمنوفية قال أكثر، قال إن الدم لا يزال يسيل، وإن الطرق لا تزال تلتهم أرواحًا بلا شفقة، وإننا كمجتمع ومؤسسات بحاجة إلى ما هو أكثر من الإحصاء. 

نحتاج إلى محاسبة، وتخطيط حقيقي، واستثمار في السلامة لا في البنية فقط، ففي النهاية، لا تُقاس قيمة الطريق بطوله أو عرضه، بل بعدد الأرواح التي يحميها، لا التي يبتلعها.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search