"الصواريخ لا تهزم الفائدة"، قراءة في تجاهل السوق لضربة إيران
الخميس، 26 يونيو 2025 05:54 م

الذهب
تحليل/ ميرنا البكري
ما حدث يوم الـ13 من يونيو 2025 ليس أمرًا بسيطًا، بل كانت ضربة إسرائيلية مباشرة على منشآت نووية في إيران، تحديدًا فوردو المحصنة، والرد الإيراني لم يكن بعيد عن مفاعل ديمونا وبالمنطق، السوق سيشتعل والذهب سيطير.
لكن ما حدث كان العكس، الذهب ارتفع قليلًا ثم ثبت، والسبب؟ هو أن اللعبة ليست حربًا فقط، بل مزيج من سياسة واقتصاد ومستثمرين.

“ضربة ردع”، ليس صافرة لحرب عالمية
رغم جسامة الضربة، السوق قرأها على أنها مجرد "صفعة تأديب"، وليس إعلان لحرب مفتوحة، وهو ما جعل المستثمرين يقولون، “الوضع تصاعد، ولكن غير خارج عن السيطرة”، حيث قفز من 3,250 لـ3,450 دولار فقط، ثم عاد للهدوء.
النفط خطف الكاميرا
في أي أزمة جيوسياسية، دائمًا أول أصل يرقص هو النفط خاصةً في الشرق الأوسط، والسبب؟ لأنه يتأثر فوريًا بأي تهديد للإمدادات أو الملاحة، فيما أقبل المستثمرون على النفط، ومعه الدولار، والفرنك السويسري، والين الياباني.
أما الذهب؟ فملاذًا ساكنًا وليس سريع التسييل ولا ينتج منه فوائد، أما السندات الآن فتنافسه، وتعطي عائدًا قويًا في بيئة فوائد مرتفعة.
السوق باع الحدث قبل أن يحدث
الذهب كان مرتفعًا بالفعل قبل الضربة، متأثر بالتوتر والتصريحات النارية، فحينما حدثت الضربة بالفعل، قال السوق: "نحن شارون بالفعل على التوقعات"، وهو ما يعرف في الأسواق بـSell the news، أي أن السوق يبيع بمجرد أن يحدث الحدث، لأنه توقعه من قبل.
الصواريخ لا تغلب الفائدة الأمريكية
وما كتم نفس الذهب أكثر من الضربة نفسها، هو السياسة النقدية الأميركية، والسبب؟ تنفيذ الرسوم الجمركية من ترامب الذي زود التضخم، وجعل الفيدرالي مترددًا أيضًا في خفض الفائدة، فيما الفائدة المرتفعة معناها، أن سندات بديلة تعطي عائدًا أعلى من الذهب الذي لا يوجد عائدٌ به، أي باختصار الصواريخ خشت من الـFederal Reserve أكثر من خوفها من إيران.
الذهب يحب الهلع، وليس القنابل فقط
وفي الماضي، سنجد الذهب يطير في لحظات الهلع الحقيقي:
- 2020، كورونا، الاقتصاد توقف، والذهب صعد للسماء.
- 2008، الأزمة المالية، حيث حدثت انهيارات بالبنوك وثقة معدومة.
- 2022، حرب أوكرانيا، فقد أربكت العقوبات على روسيا، سوق الطاقة وسلاسل التوريد.
والآن، الضربة كانت إقليمية، تحت السيطرة، فلم تؤثر على النفط، ولم تعطل موانئ.
اقرأ أيضًا:
لليوم الثالث على التوالي، أسعار الذهب في مصر ترتفع بشكل محدود
بعد انتقاد ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، أسعار الذهب ترتفع مدعومة بضعف الدولار

تنسيق سري، والمستثمرون أدركوا الرسالة
الكثير من الكلام صعد عن تنسيق غير مباشر بين أمريكا، وإسرائيل، وبعض القوى الأخرى، والرسالة للمستثمرين كانت: "نحن نفهم بعض ولن نقلبها حربًا شاملة، وهو ما منع الذعر، ومنع الذهب من التحليق، حيث الذهب يحب المفاجآت والهلع، أما هذه المرة فالموضوع كان محسوبًا بدقة.
والمعدن الأصفر مازال مرصودًا وساكنًا، وينتظر “الشرارة الكبيرة”، والسيناريوهات التي قد تفجره بالفعل:
- إغلاق مضيق هرمز، قطع الشريان النفطي للعالم.
- ضرب قواعد أمريكية في الخليج، مواجهة مباشرة بين أمريكا وإيران.
- ضربات على إسرائيل، تؤدي لانهيار اقتصادي أو شلل مالي.
النتائج والتوقعات
وحاليًا، أصبح الذهب في وضع "الترقب الهادئ"، ليس في موجة صعود، أما تأثير الفائدة الأمريكية، فأقوى من تأثير الحروب الإقليمية، وأي توتر محدود لا يكفي لتحريك السوق، فيما ينتظر الذهب "زلزالًا جيوسياسيًا أو اقتصاديًا" لكي يشتعل، أما المستثمرون فيفضلون أصولًا أخرى أكثر سيولة، وقت الأزمات السريعة.
ختامًا، الحرب في إيران لم تصل لهذه الدرجة، والأسواق مازالت ترى المشهد تحت السيطرة، لكن أي شرارة خارج التوقعات، قد تقلب كل الموازين، والذهب الآن يترقب ما يحدث في الخليج والمضيق والبيت الأبيض.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أجندة ترامب التجارية ودول مجلس التعاون الخليجي بين الفرص والتحولات والاختبارات الصعبة
26 يونيو 2025 06:58 م
السعودية تحلق عاليًا، المملكة تعلن تدشين مدينة متكاملة لتصنيع الطائرات
26 يونيو 2025 12:28 م
طفرة جديدة، الذكاء الاصطناعي يُنعش سوق العقارات الفاخرة في المدن الكبرى
26 يونيو 2025 10:55 ص


أكثر الكلمات انتشاراً