السبت، 21 يونيو 2025

06:18 م

من طريق الحرير إلى السيليكون، خريطة اقتصادية عالمية جديدة بأبعاد «آسيوية»

السبت، 21 يونيو 2025 01:17 م

سلاسل التوريد

سلاسل التوريد

تحليل/ ميرنا البكري

قديمًا كانت كل التوجهات الاقتصادية تدور حول أمريكا والصين فقط. لكن في السنوات الأخيرة حدث تحول استراتيجي هادىء لكن قوي في سلاسل التوريد الآسيوية. ليس ذلك فقط، بل ظهر أيضًا ممر جديد يربط آسيا بالشرق الأوسط، خاصةً الخليج، وما هو يوصفه البعض إنه "طريق الحرير الجديد" أو حتى "طريق السيليكون".

وفي الوقت الذي ينشغل به العالم بالتوترات السياسية بين أمريكا وإيران، في شركات آسيوية ضخمة تبني الجسور من مومباي حتى الرياض ودبي والدوحة.

إيران مصرة على
دول الخليج

 من الصين للهند وفيتنام، لكن الآن للخليج

في البداية، الكثير من الشركات الآسيوية بدأت تنقل مصانعها من الصين لدول مثل الهند وفيتنام بسبب التكلفة والمرونة. لكن الجديد إن الوجهة ليس آسيوية فقط، الخليج دخل المنافسة نظرًا لأن السعودية، قطر، والإمارات تضخ تريليونات في قطاعات مثل: السيارات الكهربائية، الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، المدن الذكية
مما يجعلها  جاذبة لأي شركة تكنولوجية أو صناعية لديها طموح في التوسع.

 الكوريين يقودوا، والكل يقلد

تمتلك كوريا الجنوبية تكتلات عملاقة مثل "سامسونج" و"هيونداي" و"نيفر"، والذي يعملوا سنوات في الخليج على مشاريع ضخمة، مثلًا: برج خليفة من تنفيذ سامسونج، مفاعلات نووية إماراتية من هيونداي، مدن افتراضية سعودية من نيفر كورب. ونتيجة ذلك النجاح، بدأت شركات من الهند وتايوان والصين تضع عينها على نفس السوق.

كما يؤكد  استطلاع كوليشن جرينتش إن هناك زيادة بنسبة 9% في عدد الشركات الآسيوية التي ترى إن الشرق الأوسط هو سوقها المصرفي الجديد. و34% من الشركات قالت إنها وسعت عملياتها جغرافياً، مقارنة بـ29% فقط في 2023.

 البنوك تتحرك، و"السيولة" تدور حول الخليج

ليس الشركات فقط التي بتتحرك، بل أيضًا البنوك العالمية تغير تمركزها، فهناك 5 بنوك صينية تسيطر على 30% من أصول مركز دبي المالي، وبنوك أوروبية مثل HSBC وستاندرد تشارترد مازالت موجودة بقوة، لكنها تحتاج  تجدد دمها لكي تلحق السوق. والبنوك الآسيوية المحلية أصبحت تمول جزء كبير من العمليات في الخليج، مثل DBS السنغافوري.

وما يحدث هنا  ليس مجرد تمويل تقليدي، بل بناء لشبكات مالية جديدة بتمهد لتحول اقتصادي إقليمي واسع النطاق.

 من الطائرات الطائرة لمدن المستقبل، الطلب يأتي من الخليج

تخطط السعودية لصرف تريليوني دولار لكي تتحول لاقتصاد متنوع، غير معتمد على النفط، ودبي تدخل في مشاريع مثل التاكسي الطائر.أي ببساطة، الطلب على التكنولوجيا والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي سيكون ضخم. وفي عالم سلاسل التوريد، الشركات التي تمتلك "المعول والمجرفة" دائمًا تكسب. والآن الشركات الآسيوية. من الآلات والرقائق لمراكز البيانات والبرمجيات، آسيا ستمد الشرق الأوسط بكل الذي تحتاجه.

اقرأ أيضًا: 

قطر تُعيد رسم خريطة اللوجستيات، من بوابة الخليج لمركز عالمي لسلاسل الإمداد 

اقتصاد السعودية|المملكة تتصدر دول مجموعة العشرين رقميا
الاقتصاد السعودي

 التوقعات، الخليج سيصبح مركز تصنيع وتكنولوجيا عالمي بمساعدة آسيا

 1.من المتوقع إن نمو التعاون الاقتصادي بين آسيا والخليج يتضاعف في الـ5 سنوات المقبلة.

2. الهجرة العكسية للمدراء التنفيذيين الآسيويين ستزداد من شنجهاي إلى الرياض وأبوظبي.

3. البنوك الأوروبية ستضطر تعمل شراكات أو تبتكر خدمات جديدة لكي تحافظ على حصتها في المنطقة.

4. السوق الخليجي سيصبح مركز لتجريب أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

ختامًا، ما نراه الآن ليس تحول في حركة التجارة، بل  إعادة رسم لخريطة الاقتصاد العالمي، وفي عالم يتشكل من جديد، الخليج ليس مصدر نفط فقط، لكنه مركز استثماري وتكنولوجي يشد آسيا ويفتح طريق جديد اسمه "طريق السيليكون". ولذلك، صناع القرار في المنطقة يسرعوا بناء البنية التحتية الداعمة، ويقوموا بتقوية الإطار المالي والمؤسسي. ويوفروا بيئة تنافسية ومرنة تجذب أكتر من المستثمرين والمهندسين والابتكارات.

Short Url

search