من أفلام نهاية العالم إلى واقع أوروبا، ملاجئ تحت الأرض بمليارات الدولارات

الأربعاء، 18 يونيو 2025 03:38 م

دول أوروبا

تحليل/ ميرنا البكري

مع تصاعد التوترات العالمية خاصةً بعد حرب أوكرانيا، أوروبا تتحول بشكل واضح لساحة استعداد لحرب نووية محتملة، وما كنا نراه في أفلام نهاية العالم أصبح واقع تعيشه الدول من ملاجئ نووية تحت الأرض، وشبكات دفاع مدنية، ومليارات تُدفع لكي تستعد لـ "السيناريو الأسود".

هرباً من نهاية العالم.. رواج تجارة «المخابئ النووية» في الممكلة المتحدة | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية — المخابىء النووية

الملجأ بقى استثمار.. مش بس وسيلة نجاة

أوروبا لا تجهز نفسها للنجاة فقط، بل تفتح سوق جديد ضخم حول"اقتصاد الملاجئ"، فتمتلك سويسرا 370 ألف ملجأ نووي جاهزين، وكافيين لسكان البلد، والدولة صرفت عليهم حوالي 250 مليون دولار، وفنلند لديها شبكة مكونة من 50,500 ملجأ يغطوا حوالي 85% من السكان (أي تقريبًا 4.8 مليون شخص)، هذا ليس مجرد ملاجئ، بل بها حمامات سباحة. وفي إسبانيا من بعد حرب أوكرانيا، زاد الطلب على بناء ملاجئ VIP، فهناك ملاجىء تباع بـ 100 ألف يورو، خاصةً في برشلونة ومدريد، ومن يريد بأعلى من ذلك قد يأخذ ملجأ بـ 26 مليون يورو، بكماليات فندقية.

وألمانيا لديها تراث من الحرب الباردة 2000 ملجأ، لكن 580 فقط الذي يعمل، وتخطط لتجديدهم وتوسيع الشبكة لتغطية 50% من السكان بحلول 2028، بتكلفة 40 مليار يورو.

التكاليف تزداد، والاقتصاد يتغير

التحول للملاجئ ليس مجاني، بل يزود الضغط على الميزانيات العامة، ويخلق قطاعات جديدة تكبر بسرعة:

1. قطاع البنية التحتية الدفاعية: الشركات التي تُبني ملاجئ أو تبيع معدات الحماية تحقق أرباح قياسية.

2. القطاع العقاري المقاوم للكوارث: المنازل المقاومة للإشعاع أصبحت مطلوبة جدًا، وأسعارها تزيد بنسبة 25-30%.

3. سوق الأمن الخاص: في بعض الدول، الأغنياء يدفعوا ملايين لأن الملاجئ بها أمن، تكنولوجيا، وطعام فخم.

4. شركات الأغذية الجاهزة والتخزين: الطلب زاد على الوجبات المعلبة طويلة الأجل، التي تتحمل سنوات تخزين.

من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، أوروبا تغرق في دوامة أزمات الغاز

مسؤول سابق بـ«المحطات النووية»: إيران تمتلك المعرفة والوقود لصناعة القنبلة

توقعات اقتصادية للمرحلة المقبلة

1. زيادة الإنفاق العسكري والمدني في أوروبا بنسبة لا تقل عن 15% خلال الـ3 سنوات المقبلين.

2. سوق الملاجئ الخاصة قد يصل لـ 20 مليار يورو في أوروبا بمفردها قبل 2030.

3. ارتفاع تكاليف المعيشة في بعض الدول، خاصة لو الحكومة حمّلت المواطنين جزء من تكلفة إنشاء أو صيانة الملاجئ.

4. عدم المساواة سيتضاعف، الناس الذي معها أموال تستطيع نفسها كويس، والناس الأخرى في خطر حقيقي.

5. سوق العقارات سيتغير، الناس ستبدأ ستبحث عن بيوت قريبة من ملاجئ أو مزودة بأنظمة حماية، وذلك قد يرفع أسعار بعض المناطق بنسبة كبيرة.

ختامًا، أوروبا تجهز للحرب ليس بالسلاح فقط بالملاجئ أيضًا، هذا التحول يعطينا رسالتين في غاية الأهمية، من الجانب السياسي أوروبا لا تثق في استقرار العالم، وكل دولة تحضر نفسها لأسوأ سيناريو، واقتصاديًا فنحن أمام طفرة جديدة في اقتصاد "الخوف"، الذي به الاستثمار في الأمان أصبح مثل الاستثمار في الذهب. لكن السؤال الذي لالبد أن نسأله: هل الاستثمار في الملاجئ دليل قوة؟ أم دليل إننا فقدنا الأمل في السلام؟

Short Url

أخبار متعلقة