الخميس، 12 يونيو 2025

07:57 م

ورثة المليارديرات على خط المواجهة، الجيل الجديد يخطو نحو إنقاد العالم (تفاصيل)

الأربعاء، 11 يونيو 2025 01:28 م

مليارات - صورة تعبيرية

مليارات - صورة تعبيرية

مع اقتراب نهاية عصر المليارديرات المؤسسين، يتقدم جيل جديد إلى الواجهة، لا بوصفه وريثًا لثروات طائلة فحسب، بل كصانع سياسات مجتمعية ورؤى إنسانية غير تقليدية. أبناء أثرياء العالم اليوم لا يكتفون بما تركه الآباء، بل يسعون لاستخدام تلك المليارات وتوظيفها في إحداث أثر إيجابي على العالم.

هذا التحول لا يمثل مجرد تغيير في ملكية المال، بل يعكس انتقالًا أعمق في القيم والأولويات، حيث تتقاطع الأسئلة حول العدالة، والهوية، والسلطة، مع قرارات مالية بمليارات الدولارات.

نصف ثروات الأغنياء في أيد تجاوزت السبعين

ووفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، فإن نحو نصف أغنى 500 شخص في العالم تخطوا السبعين من العمر، ويقتربوا من تسليم راية الثروة، ويملكون مجتمعين ما يقارب 4.72 تريليون دولار.

وتعزز هذه الأرقام التوقعات بأن العالم سيشهد خلال العقود المقبلة أكبر عملية انتقال للثروة في التاريخ الحديث.

وبحسب ما ذكرته شركة الأبحاث "سيرولي"، من المتوقع أن تتلقى المؤسسات الخيرية بحلول عام 2048 نحو 18 تريليون دولار، كواحدة من أكبر عمليات انتقال الثروات في التاريخ، ما يشير إلى أن عملية إعادة تدوير الثروة نحو أهداف مجتمعية قد بدأت بالفعل.

"تعهد العطاء".. مبادرة تغير قواعد اللعبة

منذ انطلاق مبادرة "تعهد العطاء" التي أطلقها بيل جيتس ووارن بافيت، التزم أكثر من 250 مليارديرًا أو زوجين بالتبرع بجزء كبير من ثرواتهم للأعمال الخيرية، وقد توفي حتى الآن أكثر من 40 من الموقعين على المبادرة، مما أفسح المجال لورثتهم لتسلم زمام المبادرة، وفقًا لوكالة بلومبرج.

هذه المبادرة أسست لما يشبه "جامعة سرية" للورثة، حيث نشأت مجموعة "الجيل التالي" عام 2014 بـ24 عضوًا، لتضم اليوم أكثر من 300 فرد تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا، يتبادلون فيها الخبرات حول العمل الخيري وأدوات التأثير المجتمعي.

قصة إميلي كايزر.. من الهروب إلى القيادة المجتمعية

ومن أبرز الأسماء التي تمثل هذا التحول الجيلي، تبرز إميلي كايزر، ابنة قطب النفط الأمريكي جورج كايزر، فبعد أن غادرت مدينتها الصغيرة "تولسا" بحثاً عن المستقبل في مدن كبرى، عادت اليوم لقيادة جهود مؤسسية في الصحافة المحلية والإسكان، وتتولى عضوية مجلس إدارة مؤسسة العائلة.

قالت إميلي أن في البداية شعرت أنها لا تملك شيئًا تقدمه، لكن الانضمام إلى مجموعة الجيل التالي غير كل شيء.

وتسعى مؤسسة عائلة كايزر لتجاوز المفهوم التقليدي للعطاء العائلي، إذ صُممت بتركيبة تضم قادة محليين من المجتمع لضمان ألا تكون السيطرة في يد العائلة وحدها، في تجسيد لفلسفة تقوم على التمكين لا التوجيه.

قرارات مؤثرة.. وصراعات محتملة

رغم الأهداف النبيلة، قالت خبيرة الحوكمة العائلية، ويتني ويب، أن لا تخلو هذه التحولات من تحديات عائلية وأزمات هوية، فقد يتسبب قرار التبرع بمعظم الثروة في خلافات داخل الأسرة، خاصة في حال غياب توازنات واضحة بين الاستقلال والترابط.

في بعض الحالات، لا يتم إشراك الأبناء بشكل كافي في القرارات، ما يولّد توترًا، على سبيل المثال، قام أحد المليارديرات الموقعين، بتحديد مبلغ بسيط لأبنائه يكفي لشراء منزل، على أن يسمح لهم بالاقتراض بفائدة 3% فقط من أجل الاستثمار، في خطوة تهدف إلى غرس المسؤولية بدلاً من التوريث غير المشروط.

"ما يكفي فقط".. فلسفة كايزر في التوريث

وحسم جورج كايزر، موقفه بوضوح، قائلاً: "أولادي لديهم ما يكفي ليعيشوا كما يشاؤون، لكن كل ما تبقى سيذهب للأعمال الخيرية".

هذه الرؤية تعكس تحول أوسع بين كبار الأغنياء، حيث تتراجع فلسفة الاحتفاظ بالثروة داخل العائلة لصالح توجيهها نحو قضايا مجتمعية، وتعليم، وصحة، وتنمية بشرية.

اقرأ أيضًا: ليست رفاهية، 7 أشياء اشتراها مليونير عصامي وساهمت في بناء ثروته

Short Url

showcase
showcase
search