الإثنين، 09 يونيو 2025

02:36 ص

ثروة من وقت فراغك، قصة مشروع جانبي حقق أكثر من 100 ألف دولار شهريا مقابل يوم عمل أسبوعي فقط

الأحد، 08 يونيو 2025 11:25 م

مشروع

مشروع

في زمن يتزايد فيه البحث عن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، يجسد مايك أوديل نموذجاً ملهماً لموظف بدوام كامل استطاع أن يؤسس مشروعاً جانبياً ناجحاً دون التخلي عن وظيفته الأساسية. 

أوديل، ممرض تخدير من أوكلاهوما سيتي، أطلق شركته الخاصة في مجال أدوات الخياطة، محققاً مبيعات تجاوزت 1.25 مليون دولار في عام 2024.

مهنة منهكة.. وشغف يمنح التوازن

ويقضي أوديل 4 أيام في الأسبوع في غرفة العمليات، جالساً على كرسي دوّار لساعات طويلة، محاطاً بمعدات جراحية وأصوات الأزيز المستمرة، لا وقت لديه لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمام من دون من يغطي مكانه، وهو ما يصفه بتجربة مرهقة للغاية.

لكن هذا الضغط المهني أصبح دافعاً له لإنشاء مساحة شخصية يجد فيها الحرية، ففي اليوم الخامس من الأسبوع، يدير أوديل شركته "ليجيت كيتس" (Legit Kits) من منزله، مستمتعاً بفنجان قهوة على الشرفة، وقيادة أطفاله إلى المدرسة قبل بدء العمل.

وقال أوديل، البالغ من العمر 50 عاماً، أنه من يحدد جدوله، ويتناول الإفطار ويذهب للنادي الرياضي، وأن هذا اليوم هو ملكا له.

ولادة فكرة المشروع من خياطة بطانيتين

وبدأت قصة المشروع عام 2020، عندما خيط أوديل بطانيتين لابنيه باستخدام أسلوب "الخياطة على الورق الأساسي"، وهي تقنية شبيهة بالرسم بالأرقام ولكن باستخدام القماش، ووجدها ممتعة وأسهل مما توقع، فقرر تحويل الفكرة إلى عمل تجاري يبيع مجموعات خياطة جاهزة.

ورغم التزامه الكامل بوظيفته الأساسية التي تدر عليه 240,000 دولار سنوياً، قرر ألا تكون شركته عبئاً إضافياً، بل أن تعمل إلى حد كبير بشكل مستقل، فوظف مصممين لتولي الإبداع البصري، وموظفاً آخر لقص القماش وشحن المنتجات.

أرباح قوية رغم التحديات

ونجح مشروع "ليجيت كيتس" في تحقيق مبيعات إلكترونية بلغت 1.25 مليون دولار خلال عام 2024، إضافة إلى 150,000 دولار من المبيعات في متاجر Joann Fabrics قبل إفلاسها،  وفقا لتقرير نشرته "CNBC Make It"،.

ورغم أن الشركة سجلت توازناً بين الأرباح والخسائر في العام ذاته بسبب الانتقال إلى مستودع جديد، فإنها كانت مربحة في عام 2023.

أوديل، الذي تعلم الخياطة قبل أكثر من 20 عاماً، يخصص يوماً واحداً في الأسبوع لاختبار الألوان والموافقة على التصاميم وتسويق المنتجات. ويخطط لمنح نفسه راتباً سنوياً يبلغ 50,000 دولار مقابل دوره كمدير تنفيذي وإبداعي.

صناعة ضخمة وفرص توسع واعدة

وينتمي مشروع أوديل إلى سوق الخياطة الأمريكية الذي تُقدر قيمته بنحو 5 مليارات دولار. ورغم أن حصة "ليجيت كيتس" لا تزال صغيرة، فإن طموح أوديل كبير، وبدأت الشركة مؤخراً بطرح مجموعات "ميني" أصغر حجماً وأسهل تنفيذاً، بسعر 99 دولاراً، لجذب الهواة والمبتدئين.

وأوضح أوديل أن هذه الخطوة جاءت في ظل التحولات الاقتصادية والمخاوف من تأثير السياسات التجارية الجديدة، مضيفاً أن إذا أصبح الناس أقل رغبة في الإنفاق على هواياتهم، فلابد من توفير خيارات أقل تكلفة.

قلق الرسوم الجمركية... وتحديات الاستيراد

ومن أكبر التحديات التي تواجه "ليجيت كيتس" حالياً هو عدم اليقين المرتبط بالسياسات الجمركية، وقد تم الإعلان في أبريل عن رسوم تصل إلى 46% على واردات الأقمشة من دول مثل إندونيسيا وفيتنام، قبل أن تستبدل مؤقتاً برسوم موحدة بنسبة 10% حتى يوليو.

وقال أوديل أن عدم اليقين مرهق، لم يستطع التخطيط لتوسيع الفريق بثقة حتى تتضح آثار هذه الرسوم، ومع أن مشروعه ليس مصدر دخله الأساسي، فإن ارتفاع التكاليف قد يؤثر على قدرته على التوسع والنمو.

بين الحلم والواقع.. متى يتحول الشغف إلى مهنة أساسية؟

ورغم نجاح "ليجيت كيتس"، لا يرى أوديل أن الوقت قد حان لترك مهنة التخدير، فالدخل المرتفع الذي توفره له يوفر شبكة أمان تمكّنه من تحمل تقلبات السوق، ولا يتوقع أن تتفوق أرباح شركته على دخله الحالي قبل 5 سنوات على الأقل.

واختتم قائلاً: "لكي أعتبر تحويل ليجيت كيتس إلى عملي الأساسي، يجب أن تحقق الشركة مبيعات سنوية من ثمانية أرقام، وأريد أن يذهب أطفالي إلى الجامعة أولاً".

Short Url

search