الأربعاء، 04 يونيو 2025

01:02 ص

القلق يتصاعد، شركات أوروبية تتجنب السفر إلى أمريكا في ظل إجراءات الهجرة المشددة

الإثنين، 02 يونيو 2025 09:36 ص

السفر الى امريكا

السفر الى امريكا

في ظل أجواء سياسية متقلبة وتشديد متواصل لإجراءات الدخول إلى أمريكا، بدأت مؤسسات وشركات أوروبية في مراجعة سياسات السفر الخاصة بموظفيها، وسط مخاوف متزايدة من الاحتجاز أو الترحيل على الحدود الأمريكية، حتى في حالات السفر لأغراض مهنية مشروعة.

تعليمات احترازية وتغييرات في سياسات السفر

بينما لا تزال بعض الشركات، خصوصًا العاملة في مجالات مثل المحاسبة والهندسة، تواصل إرسال موظفيها إلى الولايات المتحدة كالمعتاد، بدأت مؤسسات أخرى، خصوصاً تلك العاملة في مجالات ذات طابع سياسي أو حقوقي، باتخاذ إجراءات احترازية غير تقليدية.

وتشمل هذه الإجراءات، إصدار تعليمات باستخدام أجهزة إلكترونية "نظيفة" أو مؤقتة أثناء السفر، والسفر إلى الولايات المتحدة عبر كندا لتجنب التدقيق المباشر، والتحول إلى المشاركة الافتراضية في المؤتمرات الأمريكية بدلاً من السفر.

وفقاً لتقرير نشرته شبكة CNBC الأمريكية، فإن هذه الخطوات تأتي في محاولة لحماية الموظفين من مخاطر أمنية أو إدارية متزايدة على المعابر الأمريكية.

تراجع متوقع في سفر الأعمال إلى أمريكا

تشير البيانات إلى أن قطاع سفر الأعمال يشكل ركيزة اقتصادية رئيسية في أمريكا، إذ بلغ الإنفاق في هذا القطاع نحو 421 مليار دولار في عام 2022، وساهم في دعم نحو 6 ملايين وظيفة، بالإضافة إلى تحقيق 119 مليار دولار من العوائد الضريبية، بحسب تقرير رابطة السفر للأعمال العالمية (GBTA).

ومع ذلك، فإن استطلاعاً أجرته الرابطة وشمل 900 من مسؤولي السفر حول العالم، كشف أن 29% منهم يتوقعون انخفاضاً في حجم سفر الأعمال إلى الولايات المتحدة بحلول عام 2025.

ويعزو المشاركون في الاستطلاع هذا التراجع إلى سياسات الهجرة الأمريكية والتأشيرات والرسوم الجمركية، مما يعكس حالة من القلق وعدم التفاؤل بشأن مستقبل هذا القطاع الحيوي.

مقارنات دولية وقلق متزايد

وأصبحت قضايا الهجرة والتأشيرات أكثر حساسية، منذ تولي ترامب منصبه، مع تقارير عن احتجاز سياح لفترات طويلة، وتعهدات من البيت الأبيض بتشديد إجراءات التدقيق الأمني على جميع القادمين.

سياسة "الضربة الواحدة" تثير الذعر

أثارت القرارات الجديدة التي أعلنتها واشنطن في أبريل الماضي، والمعروفة بسياسة "الضربة الواحدة"، حالة من القلق بين الأوساط الأكاديمية والمهنية.

وتنص السياسة على إلغاء تأشيرة أي شخص يرتكب مخالفة قانونية واحدة، بغض النظر عن خطورتها أو طبيعتها، وهو ما فسر على أنه تشدد غير مسبوق قد يعرض المسافرين لخطر الترحيل المفاجئ.

في هذا السياق، قال رئيس منظمة غير حكومية مقرها لندن، لشبكة CNBC، إن مؤسسته باتت تطبق بروتوكولات سفر أمنية لم تكن تستخدم سابقاً إلا في دول مثل الصين أو أذربيجان، بما يشمل استخدام أجهزة إلكترونية مؤقتة وتدريب الموظفين على الاستجوابات المحتملة عند الدخول إلى الأراضي الأمريكية.

مقارنة بالوجهات "الأكثر تشدداً"

ووفقًا لشبكة CNBC، وصف المتحدث، أن هذه الإجراءات لم تكن يوماً ضمن حسابات السفر إلى أمريكا، مضيفاً أن لم يتخليوا أنهم سيصلوا إلى مرحلة نعامل فيها أمريكا كما نعامل بعض الدول المعروفة بالتضييق الأمني.

ضبابية تحيط بمستقبل السفر إلى الولايات المتحدة

في الجامعات الأوروبية، خصوصاً في سويسرا، تلقى بعض الباحثين تعليمات بالسفر إلى الولايات المتحدة عبر كندا، أو حضور المؤتمرات افتراضياً لتفادي تعقيدات الدخول.

ورغم أن البعض لا يزال يتمكن من السفر دون مشاكل، إلا أن تكرار حوادث الاستجواب على الحدود الأمريكية دفع عدداً من المشاركين إلى إلغاء سفرهم لمؤتمرات هذا الصيف.

اقرأ أيضًا: منطومة الاستثمار تتغير، جدل قانوني جديد يعصف بمستقبل صناديق العملات المشفرة في أمريكا

تساؤلات مستمرة.. هل المخاوف حقيقية؟

في خضم هذه التطورات، يتفق العديد من المسؤولين والمؤسسات على أن حالة من الضبابية تحيط بمستقبل السفر إلى الولايات المتحدة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التدابير مجرد رد فعل مفرط على الضجيج السياسي، أم أنها تستند إلى مخاطر واقعية متزايدة يجب أخذها بجدية.

Short Url

search