«TACO» من مزحة إلى تهديد اقتصادي يزعزع استقرار الأسواق

الأحد، 01 يونيو 2025 11:18 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

هناك مصطلحات تقلب العالم ليس لمعناها الحرفي، بل لإنها تكشف أمور لكن يجرؤ أحد أن يقولها بصوت مرتفع، سبب مصطلح "TACO" الذي هو اختصار لـ Trump Always Chickens Out (ترامب دائمًا يتراجع) ضوضاء في السياسة والاقتصاد، وجعل ترامب يخرج عن شعوره.

لكن بعيدًا عن السياسة، هذه القصة لها أبعاد اقتصادية قوية.

وتفتح باب لأسئلة أهم: ما السبب خلف اهتمام المستثمرين القوي بتصريحات ترامب؟وكيف يؤثر التراجع السياسي على الأسواق؟وما علاقة كل ذلك بالاقتصاد العالمي؟ سنوضح الإجابة في هذا التحليل من زاوية المواطن والمستثمر .

توقعات متشائمة لمستقبل الاقتصاد الأمريكي رغم تعليق — **الاقتصاد الأمريكي**

TACO ليس مزاح، بل مؤشر اقتصادي

المصطلح بدأ كمزحة من كاتب اقتصادي في "Finiancial Times"، لكن تطور وأصبح تحليل اقتصادي بحت، يقول إن ترامب يهدد، يضغط، ثم يرجع خطوة للخلف عندما يتوتر السوق أوتظهر به ضغوط سياسية.

وذلك ليس مجرد أسلوب تفاوض بحسب اعتقاد ترامب، مما يسبب تقلبات في الأسواق، لأن المستثمرين لا يستطيعوا أن يعرفوا هل سيتم تنفيذ ذلك الكلام، وذلك يؤثر على: أسعار الأسهم، وحركة التجارة العالمية، وسعر الدولار، وثقة المستثمرين.

نظرية TACO، حين تتحول تصريحات ترامب إلى مؤشر سلوكي للأسواق

حينما يقول ترامب "سأقوم بفرض جمارك 145%" على الصين، السوق يترعب، وعندما يعود ويقول "سأجعلها 30%" السوق يتنفس. لكن لما الموضوع يتكرر، السوق بدأ يشك: هل التهديدات حقيقية؟ أم ذلك ورقة ضغط؟.

وهنا تظهر نظرية TACO، التي أصبحت مثل "مؤشر سلوكي" يراقب مدى التزام ترامب بكلامه، والمستثمرين يفسروها على إنها إشارة إن السياسات الجمركية غير مستقرة، وبالتالي يظهروا قراراتهم على ذلك.

التراجع المتكرر، ذكاء تفاوضي أم ضعف استراتيجي؟

ترامب يرى التراجع إنه "ذكاء تفاوضي"، وهذا له منطق إذا كان فعلًا حقق مكاسب. لكن التكرار يخلق حالة عدم يقين في السوق. والتراجع المتكرر يؤثر على: سمعة الإدارة الاقتصادية، ومصداقية أمريكا في التفاوض التجاري، وقدرة المستثمرين على التخطيط طويل الأجل.

والأهم، إنه يجعل خصوم أمريكا (مثل الصين أو الاتحاد الأوروبي) يعرفوا إن التهديد ليس دائمًا سيكمل للنهاية، مما يقلل من فاعلية التفاوض.

ترامب يلعب بالنار، إلغاء سقف الدين الأميركي يفتح باب الخطر

الرسوم الجمركية في مهب الريح، محكمة أمريكية تُلغي قرارات ترامب وتصفها بغير القانونية

وسط مخاطر جمّة.. ما توقعات الاقتصاد العالمي في 2023؟ — **الاقتصاد العالمي**

الأسواق لا تحب المفاجآت، الثبات أهم من التصعيد المؤقت

ببساطة، عندما أمريكا تتراجع عن فرض جمارك قاسية، الأسواق ترتاح مؤقتًا، لكن تتعب على المدى الطويل بسبب عدم الاستقرار. مما يؤثر على: سلاسل الإمداد العالمية، وأسعار السلع والمعادن (مثل النحاس والصلب)، وحركة الاستثمارات العابرة للحدود، وسياسات الدول الأخرى التي ترد أحيانًا بجمارك مضادة، وكل ذلك يرجعنا لنقطة مهمة وزهي إن الأسواق تحب الثبات وليس الدراما.

من واشنطن لجيبك، كيف توترات الجمارك العالمية تؤثر علينا كلنا؟

قد تقول "ما علاقتي بترامب"، لكن الحقيقة إن التوترات الجمركية لها تأثير مباشر علينا؛ نظرًا لأن أي تغيير في سعر الدولار أو أسعار المعادن يؤثر على وارداتنا، والشركات التي تصدر لأمريكا أو الصين تتأثر، والسياحة والاستثمارات تتراجع في أوقات التوتر، والموازنة العامة تتأثر بأسعار السلع العالمية التي تتلخبط بسبب التصعيد والتراجع، أي حتى قرار جمارك في أمريكا قد يرفع عليك سعر سيارة أو هاتف وأحيانًا طعام.

رسوم ترامب الجمركية تهز الاقتصاد الأمريكي، الذهب يرتفع والأسواق تتأرجح

توقعات وتحليل مستقبلي

هذا المصطلح سيستمر معنا ليس كمجرد سخرية، لكن كمؤشر على "نمط التراجع التفاوضي" الذي قد نواجه أكثر مع اقتراب الانتخابات الأميركية، وول ستريت ستستخدمه كأداة تحليل للتكهن بإجراءات ترامب الفعلية، الأسواق تظل متوترة بسبب انعدام اليقين في السياسات التجارية، مما يؤثر على قرارات البنوك المركزية في العالم كله.

ختامًا، قصة TACO ليس لقب لقب ضايق ترامب، بل قصة عن قدرة الكلمة صغيرة على كشف سياسة اقتصادية كاملة. وفي عالم الاقتصاد، عدم التراجع ليس دائمًا قوة، والتراجع ليس دائمًا ضعف، لكن أهم حاجة هي الشفافية والاتساق، وكمراقبين أو مستهلكين، لابد أن نفهم إن السياسات الجمركية ليست لعبة، وإن السوق يقرأ كل كلمة حتى لو كانت “تاكو”.

Short Url

أخبار متعلقة