الثلاثاء، 03 يونيو 2025

03:21 ص

التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، عندما يصبح الواجب الدراسي جاهزًا بكبسة زر

الأحد، 01 يونيو 2025 11:15 ص

خطورة الذكاء الاصطناعي على الطلاب

خطورة الذكاء الاصطناعي على الطلاب

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم يتجه فيه بسرعة الصاروخ نحو التحول الرقمي، الجامعات دخلت مرحلة جديدة مع ظهور الذكاء الاصطناعي. الطلاب أصبحوا ينهوا المهام في دقائق (التي كانت تُستغرق أيام لإنتهاءها)، في دقائق، والمقالات أصبحت جاهزة بكبسة زر. 

كل ذلك جيد على الورق، لكن عندما نضع المنظومة التعليمية تحت الميكروسكوب، سنكتشف إن هناك أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة تتكون، وتُهدد مستقبل الجامعة والتعليم ككل.

AI in Schools: How Schools are using Ai? | by Ahmed Al mansoor | Medium
الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية

تكلفة تعليم مرتفعة، لكن من يذاكر  بالفعل؟

الأهالي يدفعوا عشرات الآلاف لكي يعلموا أولادهم، لكن الحقيقة إن كثير من الطلبة يستسهلوا ويسلموا الواجبات باستخدام روبوتات ذكاء اصطناعي. وهذا معناه إن القيمة الحقيقية للتعليم تنخفض، وأصبحت المنافسة  غير عادلة بين من يجتهد بجد ومن يستخدم AI، كما إن المؤسسات التعليمية قد تفقد مصداقيتها وبالتالي سمعتها وعدد طلابها يقلوا.

وذلك له تاثير مباشر على اقتصاد التعليم الخاص، الذي في دول مثل أمريكا يصل حجمه لـ مئات المليارات من الدولارات سنويًا.

الذكاء الاصطناعي لا يصنع إنسانًا مفكرًا، دور العلوم الإنسانية في بناء الوعي والهوية

العلوم الإنسانية مثل الأدب والفلسفة والتاريخ  ليس الهدف منها أن تأخذ معلومة جاهزة، لكن لكي: توسع تفكيرك، وتكتسب مهارات التحليل والنقاش، وتعطيك شخصية متكاملة ووجهة نظر.

إذا سلمنا كل ما هو في حياتنا للـ AI، سيخرج جيل يعرف التلخيص لكن لا يعرف “التفكير”. وذلك ليس  خطر على سوق العمل، لكن أيضًا خطر على تكوين المواطن نفسه، والوعي المجتمعي على المدى الطويل.

الجامعات في مفترق طرق، بين التجاهل والخسارة الفادحة

إذا استمرت الجاماعات في اتخاذ موقف المشاهد، ذلك قد يجعلها:

1.تفقد دورها كمصدر للبحث والإبداع.

2.تقلل من فرص الخريجين في سوق العمل العالمي.

3.يرجع تصنيفها، وبالتالي يقل الإقبال عليها، خاصة من الطلبة الدوليين الذي يضخوا مليارات في اقتصاد التعليم كل سنة، أي الجامعات ستخسر أموال وسُمعة وهيبة، إذا لم تعمل على حلول واقعية.

دوامة الذكاء الاصطناعي في التعليم، الحاجة لضوابط واضحة وممارسات أصيلة

الغريب إن الأساتذة نفسهم أصبحوا يستخدموا AI في تصحيح الأبحاث، فالموضوع أصبح دوامة: حاسوب يصحح عمل حاسوب آخر، ولا يوجد ضوابط واضحة تحك هذا الأمر.

والحل إننا  نعود لـ نكتب بإيدينا ونمنع التكنولوجيا، لكن نحتاج  سياسات واضحة وصارمة، ونحدد الوقت والزمان  لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتحت إشراف مسؤول، ونرجع التقييمات الشفوية والكتابية داخل الفصول، ونشجع الطلبة ليقدموا "دليل" إنهم قاموا بالمهام بإيديهم، مثل تسجيلات الشاشة أو مشاريع تطبيقيّة.

اقرأ أيضًا: 

شراكة بين مصر وجوجل ويونسيف لدمج التكنولوجيا في مراحل التعليم

خطر متصاعد دون إنذار، «الذكاء الاصطناعي» يهدد وظائف النساء

Reading, writing, and artificial intelligence: How will AI impact education?  - WorkingNation
AI

مستقبل التعليم، الجامعات الهجينة والعقول التي تتفوق على الآلة

1.في المستقبل القريب، الجامعات التي  تستطيع أن تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية، ليس بديل للعقل البشري، ستكون الفئزة في السوق.

2.قد تظهر جامعات "هجينة"، بها مسارات مدمجة بين الذكاء الاصطناعي والتعليم الإنساني.

3.سوق العمل سيطلب خريجين  يدركوا الوقت المناسب لاستخدام الـAI، والوقت المناسب للاعتماد على النفس.

4.يتم تطوير أدوات كشف الغش وسيكون هناك تكنولوجيا ضد تكنولوجيا، لكن من يربح هو التفكير النقدي وليس الآلة.

ختامًا، التكنولوجيا دائمًا تفتح أبواب جديدة، ولكن من يستخدمها بذكاء هو من يتعدى الباب، فالجامعات لابد أن تتحرك بسرعة، وتعيد تعريف "النجاح الأكاديمي" في العصر الرقمي، وإذا انتظرنا كثير، قد نخسر ليس منظومة تعليم فقط، لكن نخسر جيل كامل من المفكرين، والباحثين، والمواطنين الذي كان من المفترض أن يغيروا العالم.

Short Url

showcase
showcase
search