الإثنين، 02 يونيو 2025

01:02 م

الإمارات والسعودية ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر القوة الناعمة، وأمريكا تتصدر

الأحد، 01 يونيو 2025 12:44 ص

القوة الناعمة

القوة الناعمة

قدم مؤشر القوة الناعمة العالمي 2025 قياسًا سنويًا، لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذين يبلغ عددهم 193 دولة، وذلك بعد توسيع نطاقه العام الماضي، فقد كشف هذا المقياس عن تباين متزايد في إمكانات القوة الناعمة بين الدول، حيث تتقدم الدول الأقوى بوتيرة أسرع، في حين تتخلف الدول الأضعف عن الصدارة.

وتظهر البيانات هذا الانقسام، فقد شهدت الدول الـ10 الأولى زيادة في متوسط ​​الدرجات بمقدار +0.9 نقطة، في حين شهدت الدول الـ10 الأدنى انخفاضا حادا بلغ -3.0 نقطة.

وينطبق الشيء نفسه على القطاعات الأوسع، حيث بلغ متوسط ​​أعلى 50 دولة زيادة قدرها +0.5، مقارنة بانخفاض -1.6 بين أدنى 50 دولة. وحتى ضمن أعلى 100 دولة، في حين ارتفعت الدرجات بمقدار +0.3 في المتوسط، بينما انخفضت الدول الـ 93 المتبقية بمقدار -1.2، مما يعكس فجوة متزايدة حيث غالبًا ما تأتي مكاسب الدول الرائدة على حساب الآخرين. وبينما افترض الخبراء سابقًا أن جميع العلامات التجارية الوطنية قد تشهد تضخمًا تدريجيًا في الدرجات بمرور الوقت، تشير البيانات الآن إلى لعبة محصلتها صفر، مع رابحين وخاسرين. 

قدرة الجمهور العالمي تبدو على تطوير الألفة والإعجاب بالعلامات التجارية الوطنية محدودة، مفضلة الدول البارزة وتلك التي تبذل جهودًا متعمدة للتميز. تكافح الدول الأقل شهرة لجذب الانتباه والمودة في هذه البيئة شديدة التنافسية.

ترتيب الدول بحسب مؤشر القوة الناعمة لعام 2025

  1. الولايات المتحدة في المرتبة الأولى مسجلة 79.5 من 100 نقطة
  2. الصين في المرتبة الثانية مسجلة 72.8 من 100 نقطة
  3. المملكة العربية المتحدة في المرتبة الثالثة مسجلة 72.4 من 100 نقطة
  4. اليابان في المرتبة الرابعة مسجلة 71.5 من 100 نقطة
  5. ألمانيا في المرتبة الخامسة  مسجلة 70.1 من 100 نقطة
  6. فرنسا في المرتبة السادسة مسجلة 68.5 من 100 نقطة
  7. كندا في المرتبة السابعة مسجلة 65.2 من 100 نقطة
  8. سويسرا في المرتبة الثامنة  مسجلة 62.4 من 100 نقطة
  9. إيطاليا في المرتبة التاسعة مسجلة 60.4 من 100 نقطة
  10. الإمارات العربية في المرتبة العاشرة مسجلة 60.3 من 100 نقطة
  11. السويد في المرتبة الحادية عشرة مسجلة 60.2 من 100 نقطة
  12. كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية عشرة مسجلة 60.2 من 100 نقطة
  13. إسبانيا في المرتبة الثالثة عشرة مسجلة 59.7 من 100 نقطة
  14. أستراليا في المرتبة الرابعة عشرة مسجلة 59.6 من 100 نقطة
  15. هولندا في المرتبة الخامسة عشرة مسجلة 58.7 من 100 نقطة
  16. روسيا في المرتبة السادسة عشرة مسجلة 58.1 من 100 نقطة
  17. النرويج في المرتبة السابعة عشرة مسجلة 56.8من 100 نقطة
  18. الدينمارك في المرتبة الثامنة عشرة مسجلة 56.5 من 100 نقطة
  19. البلجيك في المرتبة التاسعة عشرة مسجلة 56.0 من 100 نقطة
  20. المملكة العربية السعودية في المرتبة العشرين مسجلة 55.6 من 100 نقطة

 

الولايات المتحدة 

تحافظ الولايات المتحدة على مكانتها في صدارة مؤشر القوة الناعمة العالمي، مسجلة 79.5 من 100 نقطة. ومرة ​​أخرى، تتصدر الولايات المتحدة في مجال الألفة والتأثير وتحتل المرتبة الأولى في ثلاثة من ركائز القوة الناعمة الثمانية: العلاقات الدولية، والتعليم والعلوم، والإعلام والاتصالات.

مع ذلك، ظلّ التصنيف العام للبلاد راكدًا، ويعود ذلك على الأرجح إلى التوترات السياسية الداخلية والطابع الاستقطابي للحملة الرئاسية التي كانت جارية خلال فترة الاقتراع. وانعكاسًا لهذا السياق المضطرب، تعرّضت السمعة لضربة، حيث تراجعت أربعة مراكز لتحتل المرتبة الخامسة عشرة عالميًا.

كما كان هناك انخفاض ملحوظ في الركائز الأساسية التي تدعم السمعة، وخاصة الحوكمة، التي انخفضت أربعة مراكز إلى المرتبة العاشرة، والأشخاص والقيم، التي انخفضت 10 مراكز في الترتيب إلى المرتبة 36.

وأشار المؤشر إلى أنه للعام الثالث على التوالي، انخفض مستوى الإدراك لـ "الاستقرار السياسي والحوكمة الرشيدة". كما تراجعت سمات جوهرية أخرى، بما في ذلك "المعايير الأخلاقية العالية وانخفاض الفساد"، و"الكرم"، و"الثقة"، و"الأمن والأمان". والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة 124 من حيث "الود"، مما يُشير إلى ضعف كبير في نموذج قوتها الناعمة.

مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى منصبه، قد تواجه الصورة العالمية للبلاد تحولات أخرى في السنوات المقبلة، مما يضيف عنصر عدم القدرة على التنبؤ بهيمنة قوتها الناعمة ومسارها المستقبلي.

 

الصين

صعدت الصين إلى المركز الثاني في المؤشر بنتيجة 72.8 من 100، محققةً أعلى مرتبة لها حتى الآن، متجاوزةً المملكة المتحدة لأول مرة. ويُعزى هذا التحسن إلى الجهود الاستراتيجية المبذولة لتعزيز صورتها العالمية، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق، والتركيز المتجدد على التنمية المستدامة، وتعزيز العلامات التجارية للمنتجات، وإعادة فتح البلاد للزوار بعد الجائحة.

ويتجلى الأداء القوي للأمة في المكاسب المهمة إحصائيًا في ستة من ركائز القوة الناعمة الثمانية والتحسينات في 24 من 35 سمة من سمات العلامة التجارية للدولة.

عالجت الصين نقاط الضعف في تصوراتها، لا سيما في مؤشر "الشعب والقيم"، متقدمةً حوالي 18 مرتبة هذا العام. وبشكل عام، شهدت 5 من أدنى السمات تصنيفًا مقارنةً بالعام السابق أكبر الزيادات: "الكرم" (+27 مرتبة)، "الود" (+25 مرتبة)، "العلاقات الجيدة مع الدول الأخرى" (+24 مرتبة)، "سهولة التواصل" (+20 مرتبة)، و"المتعة" (+15 مرتبة). وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز صورة الصين العالمية.

 

المملكة المتحدة

ومع ذلك، فإن المزيد من الاهتمام بتعزيز جاذبيتها الثقافية وتصوراتها الاجتماعية يمكن أن يوفر زخمًا إضافيًا في بناء سمعتها، حيث تحتل الدولة حاليًا المرتبة 27 فقط، دون أي تحسن منذ عام 2024. في الوقت نفسه، تراجعت المملكة المتحدة إلى المركز الثالث لأول مرة منذ الوباء، مما يعكس فترة من الركود في تصورات علامتها التجارية الوطنية.

رغم عدم حدوث انخفاضات حادة في النتائج أو التصنيفات، إلا أن عدم تحقيق تحسن ملموس في الركائز الأساسية وخاصةً قطاع الأعمال والتجارة، الذي تراجع مرتبة واحدة ليحتل المركز السادس عالميًا، والحوكمة، الذي أصبح الآن في المركز الثالث، يُبرز الحاجة إلى إعادة تنشيط. يجب على المملكة المتحدة أن تُقدم قيادة أوضح وأكثر اتساقًا في القضايا العالمية لاستعادة زخمها. ويُعدّ إنشاء مجلس القوة الناعمة البريطاني خطوةً مُرحبًا بها في تعزيز إمكانات بريطانيا كلاعب عالمي.

في السنوات الأخيرة، قطعت دول الشرق الأوسط شوطًا كبيرًا في مجال القوة الناعمة. إلا أن هذا النمو يبدو أنه يفقد زخمه، حيث تشهد العديد من دول المنطقة تراجعًا في تصنيفاتها العالمية. وتُعدّ الإمارات العربية المتحدة استثناءً، إذ حافظت على المركز العاشر، مدعومةً بنظرة إيجابية تجاه الأعمال والتجارة، والعلاقات الدولية، والتأثير العام.

 

الإمارات العربية المتحدة

أوضح المؤشر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الثانية عالميًا في سهولة ممارسة الأعمال التجارية فيها ومعها، مما يعكس سياساتها الداعمة للأعمال. إضافة إلى أنها تُصنّف ضمن العشرة الأوائل في سمات أخرى للأعمال والتجارة، وهي "إمكانات النمو المستقبلي" و"الاقتصاد القوي والمستقر"، مدفوعًا بالقوة المالية، ومناخ الاستثمار الملائم، والتنويع الاقتصادي المستمر.

ومع ذلك، تشهد دول أخرى في المنطقة تراجعًا في ترتيبها، فقد تراجعت السعودية مركزين إلى المركز العشرين، وتراجعت قطر مركزًا واحدًا إلى المركز الثاني والعشرين، ويتجلى تراجع في نظرة المشاركين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا لدول الخليج، حيث ينظرون إلى المنطقة نظرة أقل إيجابية من ذي قبل. في حين لا تزال معظم هذه الأسواق تُولي دول الخليج اهتمامًا كبيرًا، فقد انخفضت الدرجات الإجمالية، مما قد يعكس تحولًا في المشاعر. وتُعدّ أفريقيا وآسيا من المناطق الديموغرافية الرئيسية لاقتصادات الخليج، حيث يُشكل المهاجرون من هاتين المنطقتين ركيزة القوى العاملة، ويدعمون قطاعات مثل البناء والضيافة والخدمات المحلية، ويساهمون بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتنوع الثقافي.

كوريا الجنوبية

وصنف المؤشر كوريا الجنوبية كأسرع دولة تحسنًا بين الدول المصنفة ضمن أفضل 100 دولة العام الماضي، حيث تقدمت ثلاثة مراكز لتحتل المركز الـ 12 بعد زيادة قدرها 2.2 نقطة في مؤشر القوة الناعمة. ويدعم هذا التقدم ازدياد الألفة والمكاسب الإحصائية المهمة في ستة من الركائز الـ8.

تظهر سماتٌ مثل "التكنولوجيا المتقدمة والابتكار" و"التقدم العلمي" إنجازات كوريا الجنوبية الرائدة، في الوقت نفسه، عزز النجاح العالمي لموسيقى البوب ​​الكورية والأفلام والبرامج التلفزيونية المشهود لها مكانتها في مجالات الفنون والترفيه والإعلام، مما عزز مكانتها الدولية.

أصيبت كوريا الجنوبية مؤخرًا بضغوط بعد إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية، ما تسبب في عزله وأثار أزمة دستورية مستمرة. في حين قد تثير هذه الأحداث مخاوف بشأن الثقة وتضر بسمعة كوريا الجنوبية العالمية، إلا أنها قد تعزز صورتها أيضًا، مبرزةً صمودها بعد أن ألغت البلاد الأحكام العرفية بسرعة وحافظت على مؤسساتها الديمقراطية.

صعود السلفادور

بالمقارنة، تُعتبر السلفادور أسرع الدول تقدمًا في التصنيف بأكمله، حيث قفزت 35 مركزًا لتحتل المركز 82 بعد زيادة قدرها 3.2 نقطة في مؤشر القوة الناعمة. وفي ظل القيادة التحويلية للرئيس نجيب بوكيلي، برزت السلفادور عالميًا، واكتسبت شهرةً أوسع. وقد أدى ذلك إلى تحسينات في جميع ركائز القوة الناعمة الثمانية.

 

أكثر دول العالم عنفا

بعد أن كانت السلفادور تُعرف سابقًا بكونها من أكثر دول العالم عنفًا، أصبحت الآن أكثر أمانًا. ويُعزى هذا التحول في المقام الأول إلى الإجراءات الحاسمة التي اتخذها الرئيس بوكيلي، بما في ذلك خطة السيطرة الإقليمية، التي أدت إلى انخفاض كبير في عنف العصابات وجرائم القتل.

تنعكس هذه الجهود في تقدم البلاد في محور الحوكمة، مع تحسن في تصنيفها كدولة "آمنة ومأمونة" و"مستقرة سياسيًا وحسنة الإدارة" و"معايير أخلاقية عالية وفساد منخفض". كما تقدمت السلفادور في مجال الأعمال والتجارة، محققةً درجات أعلى بفضل "اقتصادها القوي والمستقر"، و"سهولة ممارسة الأعمال التجارية فيها ومعها"، و"تقدمها في التكنولوجيا والابتكار". ورغم الجدل الدائر حول قرارها عام 2021 باعتماد بيتكوين عملة قانونية، فقد ساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وعزز السياحة، وجذب الاستثمارات الأجنبية.

الدول المنخرطة في صراعات عسكرية

تستمر الدول المنخرطة في صراعات عسكرية في تراجع درجاتها في مقياس القوة الناعمة. فقد تراجعت إسرائيل إلى المركز 33، وهو أدنى مركز لها حتى الآن. بعد أكثر من عام على حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ولا يزال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يؤثر بشدة على الصورة الذهنية العالمية، ويتجلى ذلك في تراجع حاد قدره 42 مركزًا في مقياس السمعة ليحتل المركز 121. ولا تزال التوترات مرتفعة، مع هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار وخطة الرئيس ترامب للسيطرة على غزة التي تُفاقم الانقسام وعدم اليقين.

تواجه أوكرانيا صعوبات مستمرة في الحفاظ على الدعم العالمي منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. هذا العام، انخفض تصنيفها الإجمالي بمقدار -1.0 نقطة، مما أدى إلى تراجعها مركزين إلى المركز 46، بعد ثلاث سنوات، ضعفت صورة القوة الناعمة لأوكرانيا، حيث تراجع تصنيفها في "السمعة" 19 مركزًا إلى المركز 95 - أقل من المركز 75 لروسيا - مما يُبرز انقسام الآراء العالمية حول الحرب. كما تراجع تصنيف الحوكمة، حيث انخفض 17 مركزًا إلى المركز 77، وتراجع تصنيف "الألفة" أربعة مراكز إلى المركز 20، مما يُبرز صعوبة الحفاظ على الاهتمام والتعاطف الدوليين.

 

روسيا 

حافظت روسيا على مركزها السادس عشر في المؤشر، رغم الإدانة الواسعة التي تواجهها في الدول الغربية لعدوانها على أوكرانيا. وظلت درجة سمعتها مستقرة نسبيًا، مدعومة بدعم قوي من حلفائها الشرقيين، مما يؤكد الانقسام الإقليمي الحاد في النظرة إلى روسيا.

وجهة النظر الروسية

بعد توقف العمل الميداني في روسيا استعدادًا لاستطلاعات المؤشر لعامي 2023 و2024، أعدنا إدراج آراء الجمهور الروسي حول العلامات التجارية الوطنية في استطلاع عام 2025. يُكمّل إجراء استطلاعات الرأي في روسيا نظرةً شاملةً على تصورات العلامات التجارية الوطنية، مع مراعاة جميع المنظورات الجغرافية. كما يُقدّم رؤىً قيّمة حول كيفية تغيّر تصورات العالم الخارجي في روسيا بعد ثلاث سنوات من عدوانها على أوكرانيا.

نتيجةً لذلك، تأثرت تصنيفات القوة الناعمة للدول التي يعرفها الروس جيدًا - جيرانهم. فقد ارتفعت بيلاروسيا (+7 إلى المركز 80)، وأذربيجان (+3 إلى المركز 81)، وأرمينيا (+13 إلى المركز 93)، مستفيدةً من روابطها السياسية والتاريخية مع روسيا. في المقابل، شهدت دول البلطيق، جورجيا (-5 إلى المركز 59)، ومولدوفا (-8 إلى المركز 126)، تراجعًا، إذ أدى تقاربها مع الغرب ومقاومتها للنفوذ الروسي إلى تنامي الانطباعات السلبية عنها داخل روسيا.

 

 

فصل جديد لبنغلاديش

تراجع بنغلاديش من المرتبة 96 إلى المرتبة 104 في الترتيب يعد مفاجئًا، خاصة أن بعد ثورة 2024 التي أطاحت بحكومة الشيخة حسينة الاستبدادية، حيث توقع الكثيرون رؤية زخم جديد وراء العلامة التجارية للأمة.

تُعدّ اختلافات السوق أساسيةً في تفسير هذه الديناميكية، حيث انخفضت انطباعات المشاركين الهنود انخفاضًا ملحوظًا. ونظرًا لمكانتها كأكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، كان لوزن الهند في المؤشر تأثيرٌ ملحوظ. وبصفتها إحدى العلامات التجارية الوطنية التي لا تحظى بتأثير يُذكر في مؤشر القوة الناعمة، أتيحت لبنغلاديش أخيرًا فرصةٌ لإعادة تشكيل انطباعاتها العالمية وترسيخ مكانتها على الساحة العالمية.

Short Url

search